توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"مرسى ديلة"البشتي قاوم زنازين القذافي بالكتابة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مرسى ديلةالبشتي قاوم زنازين القذافي بالكتابة

بنى غازى ـ وكالات

إذا كان الروائي الليبي عبد الفتاح البشتي اختار في روايته "مرسى ديلة" البطل "بن عيسى" ليعيش التوق إلى الحلم والحرية من خلاله، فقد استعاد في سيرته الذاتية الصادرة مؤخرا عن وزارة الثقافة الأدوات التي كان يقاوم بها عتمة الزنزانة الانفرادية بـ "الحصان الأسود".وأبرز هذه الأدوات التي كتبها البشتي، الذي اعتقله نظام القذافي بداية السبعينيات من القرن الماضي على خلفية أفكاره السياسية، كتابة الشعر والقصة والمقالة التاريخية والغناء والفلسفة.ويرجع في سيرته إلى حياة السجن على مدى 15 عاما، ويومياته -مع رفاق الكتابة والشعر من جيله السبعيني- إلى تفاصيل الثقافة والسياسة واختلاف الأفكار مع مختلف الجماعات السياسية والثقافية الإسلامية والليبرالية واليسارية.وتقدم زوجته فوزية خبيزة الكتاب "المحنة الملحمة " بقولها إنها لم تتوقع أن الأقدار ستربطها بالرجل الذي عاش وراء أسوار سجن استوقفها كثيرا عندما كانت في طريقها إلى المدرسة الإعدادية بطرابلس. وتذكر "منذ تعرفت على عبد الفتاح كان السجن ثالثنا، حتى وهو يسمعني قصيدة من تلك القصائد التي نجح في تهريبها، كانت الأبيات تصطدم بمرارة في الحلق تطغى على حلاوة القصيد". وتقول إنها كنت تستفزه "بالحديث عن هذا العنفوان الفذ وتحدي المستحيل، فصار حديثه عن زيزو توأم الروح كما يسميه، في إشارة إلى صديقه الكاتب المعروف عبد العزيز الغرابلي الذي توفى داخل المعتقل في 28 يناير/كانون الثاني 1984 بعد 11 عاما على اعتقاله". وتضيف أن الشعر والغناء "العابق بالأمل والاحتفالات والمهرجانات التي كانت تقام رغم القضبان الصدئة وعفونة الزنازين الرطبة ضمن أدوات مقاومة زوجها". السجن والسجان وفي إحدى قصائده التي جاءت بالملحمة، يرسم السجن والسجان قائلا: لم أمض بعيداً في شهوة الماء  عندما هتف بي هاتف ارتعدت له فرائصي  ها هم يدخلون أوراقي  يختبئون بين كلماتي  ويتجسسون عليّ  أسرعت بإحراق كل الأوراق ولكن من الهباء، ارتسمت صورهم  زنزانتي في بورتابينيتو  وجوه المخبرين الكالحة  وقبعة الانضباط العسكري الدموية  لم أشته شيئاً في حياتي  كما اشتهيت أن أكتب قصيدة خالية من الدم  ورعب أن أسجن ثانية.  بعد خروجه من السجن يوم 3 من مارس/ آذار 1988 عاد البشتي إلى ممارسه عمله الثقافي والأدبي بالمشاركة في النشاطات العامة بمسقط رأسه مدينة الزاوية غربا، ودخل في مواجهات مع النظام السابق، حتى أنه نجا من الموت المحقق عند اندلاع الثورة الأخيرة عند اقتحام بيته من كتائب القذافي حينما كانت تحاصر مدينة الزاوية. التعذيب ومازال البشتي يتذكر الأيام الأولى في سجنه عام 1970 حين قال إنه بعد "كل وجبة تعذيب وضرب بالسياط والشتائم العدائية والشراسة في العيون والأبدان ندخل في رقصة إيقاعية جماعية بمجرد خروج الجلاد وقد صارت هذه الرقصة طقساً نمارسه بعد كل فلقة". ويصف لحظة دخول الشاعر عبد الرحمن الشرع عليهم بعد خمسة أيام من اعتقالهم في أبريل/نيسان 1970، بقوله "إنها لحظات فرح بقدوم شاعر، لكنها مشاعر اختلطت بالحزن لسجنه هو الآخر". لكنه يضيف "إذا كان السجن في حد ذاته ابتكاراً إنسانياً جهنمياً، فإن السجن الانفرادي كان أشد هولاً ورعباً بما لا يقاس، كان الهدف هو كسر شوكة السجين، وتحطيم إرادته، وقهره، وتدمير معنوياته بشكل كامل". ورغم فرحه بقدوم مجموعة "بنغازي اليسارية" عام 1974 إلى السجن، لكنه يعتبر التجربة الأكثر أهمية مع زعماء الإخوان المسلمين المعتقلين بسبب آرائه المتحررة وانتقاداته للأطروحات اليسارية الكلاسيكية. ويقول "إن الإخوان كانوا يشجعونه على قراءة "إحياء علوم الدين" و"تهافت الفلاسفة" للغزالي، و"الملل والنحل" للشهرستاني، وسيرة ابن هشام. ويعتبر التغيير المفاجئ في الحكم عليه بالمؤبد في مارس/ آذار 1977 انعطافة في حياته، وبداية رحلة مقاومة السجن وعذابات الزنازين. ولا يتوقف عند محطاته الشخصية، بل يجوب أوضاعا إنسانية وثقافية وسياسية أحاطت بليبيا طوال فترة سجنه إلى المحيط العربي والدولي، وانعكاس ذلك على أوضاعهم في السجن. قسمات الرمل ويقول في مقابلة مع الجزيرة نت إن هدفه من نشر سيرته التوضيح للأجيال الحالية الصغيرة ما جرى للمثقفين الليبيين والنخب المعارضة للقذافي، قائلا إنه عليهم معرفة جيل لم يكن يصمت على طغيان القذافي، مؤكدا أهمية دعم الأجيال الشابة للنهوض بمهمة مناهضة الطغيان والدكتاتورية. ويقول إن إصدار مجلة "إبريل" وراء أسوار السجن مع صديقه عبد العزيز الغرابلي كانت أداة ثقافية مهمة في تطوير أسئلة المبدع والسجن، مؤكدا أنه بعد تدارس السيرة من جميع جوانبها اضطر إلى حذف كتاباته عن رفاقه للابتعاد عن التورط في المسائل الجدلية، تاركا مهمة توثيق سيرة المجموعات الثقافية لمؤسسات أخرى. وما يتذكره البشتي الآن أغاني فيروز والشيخ إمام، والأشرطة المُهربة والرسائل والقصائد المدونة في دواوينه "المتراس" و"قسمات الرمل والورود" التي صدرت في دهاليز السجن الأسود.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرسى ديلةالبشتي قاوم زنازين القذافي بالكتابة مرسى ديلةالبشتي قاوم زنازين القذافي بالكتابة



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرسى ديلةالبشتي قاوم زنازين القذافي بالكتابة مرسى ديلةالبشتي قاوم زنازين القذافي بالكتابة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon