تواصلت فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل وسط حضور كثيف من الجمهور سواء الأطفال او الكبار.
وأقيمت على هامش المهرجان ورشة "الترويج للسلام والتفاهم من خلال كتب الأطفال، ، أوضاع العالم الراهنة"، بمشاركة كل من القاص والكاتب الإماراتي عبد الرضا السجواني، والفنانة ومؤلفة كتب الأطفال الباكستانية فوزية منة الله، والكاتبة والمحررة التركية سيغديم كابلانغي، وأدارها الإعلامي محمد عبده.
وأكد المتحدثون أنه في ظل الاضطرابات التي تشهدها دول عديدة في مختلف أنحاء العالم، يطرح أدب الأطفال بوصفه سبيلاً لتحقيق السلام، وأن الكتب هي الملاذ الوحيد الذي يلجأ إليها الطفل للتخفيف من الآثار القاسية التي تخلفها الصراعات والحروب عليهم واليافعين منهم.
واستعرضت فوزية منة الله تجربتها في توظيف أدب الطفل لصالح نشر ثقافة المحبة والسلام، مشيرة إلى أنها مارست ذلك لعقدين من الزمان، ونجحت خلالها في تجاوز الصراعات السياسية بين كل من باكستان والهند، وأكدت أنها استطاعت أن تتخطى كل العقبات، فيما يتعلق بتعزيز التواصل الثقافي بين الأطفال في الدولتين.
وأضافت منة الله: "الترويج لثقافة السلام في ظل الأوضاع التي يعيشها العالم، يعتبر تحدياً كبيراً، وخير مثال على ذلك تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة الملهمة والثرية، فقد وجدت الجاليات هنا تتعايش مع بعضها في تناغم فريد، وهي تجربة رائدة تستحق الإشادة والتقدير".
من جانبه قال عبد الرضا السجواني: "إن أدب الطفل يمكن أن يساعد في تعزيز ثقافة السلام واللاعنف، ولكن لابد أن تتكامل الأدوار ما بين الأسرة والمدرسة، حيث يمكن استخدام أدب الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، وذلك من خلال أسلوب الحكايات، والكتب المصورة التي تحمل قيم إنسانية نبيلة". وشدد السجواني على أن بذرة التسامح يجب أن تغرس في الطفل منذ الصغر، مؤكداً أن ثقافة التسامح تنطلق من الأسرة بين الطفل والأم والأب وبقية أفراد الأسرة.
من جهتها قالت سيغديم كابلانغي: "قبل الحديث عن دور أدب الطفل في تعزيز ثقافة السلام في نفوس الصغار، لابد من التأكيد على أن طفل اليوم يواجه الكثير من التحديات، أبرزها سهولة وصوله إلى ما يعرض من محتوى إخباري حول الصراعات وأعمال العنف التي تشهدها دول عديدة، وهنا يأتي التحدي الأبرز الذي يتمثل في كيفية صرف انتباه الطفل عن هذه الأحداث وتشجيعه على القراءة، الأمر الذي يصعب حدوثه في حال عدم ممارسة كل من الأب والأم للقراءة بشكل مستمر أمام أطفالهم".
واختتمت الجلسة بالتأكيد على ضرورة التمسك بالأمل، وتذكير الأطفال دوما بجمال العالم بالرغم من المآسي، ودعا المتحدثون كتّاب أدب الطفل إلى ضرورة إدخال قيم التسامح والمحبة والسلام في كتاباتهم ومؤلفاتهم، حتى تُغرس في الطفل مبكرت.
في السياق ذاته، استضاف المقهى الثقافي ندوة تحت عنوان "محاورات رقمية في مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية الافادة منها"، قدمها الباحث والكاتب التونسي ميزوني البناني وأدارها الإعلامي محمد ولد سالم.
وتناولت الندوة مخاطر منظومة التواصل الاجتماعي ، وظاهرة تفاعل الأطفال مع مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة، وأهم الخصائص الايجابية والفوائد الاجتماعية والمعرفية التي تقدمها الثورة المعلوماتية، وطريقة التناغم الايجابي معها وخصوصاً على صعيد تطوير ذائقتهم الجمالية، وطرق التعبير الذاتي، والقضاء على الخجل وتنشيط الوعي وغيرها من المظاهر الحسية والشعورية التي تنمي وعي الطفل علمياً وفكرياً وإبداعيا.
واستعرض الباحث البناني أهم مخاطر منظومة التواصل الاجتماعي، ومظاهرها السلبية منها الإدمان على منصات التواصل الرقمي، والعجز عن الانقطاع عنها، وابتعاد الطفل شعورياً عن عائلته والمدرسة والمجتمع، الأمر الذي يساهم في انشاء علاقات رقمية افتراضية تمثل انفصالا بين الواقع والخيال، وتؤدي بالطفل إلى الانزواء والاكتئاب والعزلة.
وقدم البناني العديد من الحلول الواجب اتخاذها للتقليل من ظاهرة الإدمان الإلكتروني، بقوله: "ينبغي العمل على تعزيز الوعي بالثقافة الإلكترونية وتعاضد الجهود وتفاعلها المثمر بين المنظومتين التربوية والمجتمعية على صعيد العائلة والمجتمع، واعطاء مسافات أكبر لعمل المرشد الاجتماعي في المدارس وتنظيم الندوات والملتقيات التثقيفية، بالإضافة إلى العمل على تأسيس المواقع الإلكترونية التي تعالج هذه الظاهرة على صعيد الانتاج والتلقي، وترسيخ ثقافة الوعي، والمعايشة الجمالية في المجتمعات المدنية".
أرسل تعليقك