توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت "يونيسف" عن وصفه

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه

الروائيين السوريين رشا عباس وخالد خليفة
دمشق - د ب أ

كيف يمكن أن تكتب عن الموت وعن معاناة لم ينج منها أحد؟ .. تتساءل الكاتبة الألمانية ليزا فوستر، عن قيام الروائيين السوريين رشا عباس (34 عاماً) وخالد خليفة (54 عاماً) بوضع مؤلفات من المستحيل إغفالها، رغم ما تصفه من فظائع، على حد تعبير فوستر.

وربما تكون اللغة الدارجة التي يستخدمها عباس وخليفة لوصف الموت من سخرية جافة، هي التي تميز لغتهما وكذلك شخصيتيهما، فهما شخصان فاقدا الأمل واقتُلعا من جذورهما، ولم يعودا خائفين من الموت الذي أصبح مجرد "عمل شاق" بالنسبة لهما.

ولا يزال خليفة يعيش في دمشق ويعد أحد أشهر الروائيين السوريين، ولكونه معارضاً للرئيس بشار الأسد فإن كتبه ممنوع تداولها في بلده.

ويقول خليفة: "هذا لا يهمني، إنه أمر سخيف، إذ لا يمكنك الحديث عن حظر كتب بينما لك أصدقاء محكوم عليهم بالسجن 15 عاماً لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم السياسية".

ويقضي خليفة أيامه يشرب القهوة، ويعمل على كتبه، ويلتقي أصدقاءه، ويقول :"لست خائفاً من الكتابة، لا أفكر في الخوف، وإنما أفكر في إيجاد طريقي وسط المناطق المدمرة".
"اعتقال جثة"
ونشر خليفة كتابه "الموت عمل شاق" بالعربية عام 2016، وتم مؤخرا نشره بالألمانية، ومن المقرر أن يُنشر بالإنجليزية في 2019 ، وتروي القصة محاولة ثلاثة أشقاء تحقيق وصية والدهم الأخيرة ونقل جثمانه لنحو 300 كيلومتر من دمشق إلى مدافن القرية التي وُلد بها في حلب.

وفي الوقت الحالي، حيث تخوض القوات الحكومية معارك ضد متمردين ومسلحين إسلاميين في أنحاء البلاد، فإن 300 كيلومتر ليست مسافة بسيطة، وتعين على الأشقاء الدخول في مساومات خلال طريقهم للعبور من حاجز أمني تلو الآخر.

ويتم "اعتقال" جثة والدهم، الثوري، وفي حاجز آخر يتم توقيف أحد الإخوة ويعرض أمره على قاض شرعي، وبالطبع، تستغرق الرحلة أطول بكثير من المتوقع، وحتى مع زحف الديدان على الجسد المنتفخ، فإنه لا يزال هناك بعض المسافة التي يتعين قطعها.

الخيالية والبشاعة

أما كتاب رشا عباس فيضم قصصاً قصيرة، وقد تم نشر كتاب "ملخص ما جرى" باللغة الألمانية، وهو الآخر يعج بحكايات أشخاص فترت قلوبهم ورغم ذلك لم يفقدوا روح الدعابة.

ورشا عباس هي الأخرى من دمشق، ولكنها تعيش بالتناوب منذ عام 2015 في كل من هولندا وألمانيا، وعلى خلاف قصص خليفة، فإن قصصها تميل إلى الخيالية أو البشاعة.

وتقول عباس إن ما عايشته في الحرب غيّر الطريقة التي تكتب بها، وتوضح: "ربما تكون لغتي قد تكيفت مع التغيرات المتسارعة التي مررت بها، الانتقال من مكان إلى مكان، ولذلك أصبحت أكثر كثافة وتركيزاً".
الفضائع واللغة
وفي كتابات كل من عباس وخليفة، تجد الشخصيات أنفسها في مواقف كفكاوية، ويتم مراقبتهم من جانب سلطات لا يفهمها أحد ولكنها تمتلك قوى مطلقة.

ويتخلل إحساس دائم بالفزع أعمال الروائيين، وتسود أصوات المروحيات العسكرية والقذائف المضادة للطائرات والقنابل اليدوية الضوضاء في الخلفية، وكما أن قصصهم مليئة بالفظائع والأحاسيس، فإنها أيضا تظهر قدراً كبيراً من أصالة اللغة.

"معاناة لا يمكن وصفها"
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن نحو 511 ألف شخص لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية عام 2011، وفي ظل عظم حجم المعاناة، أصدر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بعد غارات جوية على الغوطة الشرقية في فبراير (شباط)، بياناً صحفياً لا يحتوي على كلمات، ووصفت الأمم المتحدة المناطق المنكوبة بأنها تشهد "معاناة لا يمكن وصفها".

كيف يمكن لكاتب أن يصف شيئا لم تعد السلطات الرسمية تجد كلاماً لوصفه؟.

وتقول عباس: "بالطبع هناك أمور يصعب وصفها، ولهذا السبب أحاول أن أصور من بعيد الأمور التي تحدث في الحرب، هناك أيضاً خوف من استغلال الأحداث المروعة وقصص الضحايا كمادة للكتابة، وهناك أيضاً عدم ارتياح يرتبط بهذا الأمر بشأن الاستفادة من مخاوف الآخرين".

ويقول خليفة: "يشعر الكتاب باستمرار بأنهم غير قادرين على تجسيد مفهوم الأمور التي لا يمكن وصفها، ولكن حتى إذا عرف العالم ما يحدث في سوريا، فإنهم لا يزالون لا يصدقونه".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه



GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

13 عملاً في القائمة الطويلة لفرع الآداب في "زايد للكتاب"

GMT 23:00 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"زايد للكتاب" تعلن القائمة الطويلة لفرع "أدب الطفل"

GMT 04:55 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"كوميكس" تعرض 4 إصدارات في الشارقة للكتاب

GMT 22:52 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

5 إصدارات حديثة لـ "أكاديمية الشعر" في "الشارقة للكتاب"

GMT 01:43 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

20 مليون كتاب في معرض الشارقة الدولي للكتاب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon