القاهرة ـ مصر اليوم
يواصل الشاعر شريف الشافعي، بعد صدور ديوانه "كأنه قمري يحاصرني"، المنحى ذاته في اختراق الأشياء والعالم والخروج بعلاقات لا نراها لكنها ممكنة وواقعة ومن إمكانيتها تتولد الدهشة المحيرة، كيف للشاعر أن يخترق الهواء ويأتي لنا بالجديد تلك الأسئلة يجيب عنها في ديوانه "هواء جدير بالقراءة ".
ويبعث عنوان الديوان على التساؤل، "هل هذا الهواء هو الخيال أم الواقع وماهيته والأشياء والعلاقة بينها أم ترى أنه يقرأ لنا مالم نستطع رؤيته ولمسه بعدسته الحساسة وحاسته الشعرية وذائقته التي تدهشنا وتجعلنا نصفق لا استحسانا للنص فقط بل لروعة الربط بين الأشياء، حتى أننا من فرط الدهشة التي تعقد العقل من الحسن والبهاء والروعة".
ويحسب للشاعر، تفرده وتميزه وحكم بذلك الأعمال السابقة، لكن هذا العمل يكمل ما بدأه الشاعر في أعماله السابقة بالاعتماد على عدسة النسر الصائد ومهارته وسرعته الخاطفة واحترافه.
ويوضح الشاعر جمال الإبداع في ديوانه بمقطوعاته الـ"71" الصادر عن دار نشر فرنسية "لارمتان" وتم ترجمته للفرنسية، ويكتشف بأدواته البانورامية العالم كما لو أنك لم تره من قبل فيسير فوق الفضاء ويغوص في الماء ويربط المتضادات بعضها البعض ليس خيالا يستطيع بقليل من التفكير والإمعان أن ترى هذا حقيقة واقعة وتتساءل؟ كيف لا أفطن لتلك العلاقة أو الرؤية أو الربط وهو موجود فعلاً.
ويعد بذلك مدرسة شعرية متفردة واتجاه شعري جديد في قصيدة النثر حيث يعتمد على اللغة التلغرافية التي تصل إلى المقصود والمراد بأقصر الطرق باعثة التفكير والتدبر وإعمال الفكر والعقل والتدبر لا تغييبه.
فهي في حد ذاتها ملخص تجارب كثيرة ومتعددة واسعة وعناء ومعاناة .لأن المختصر المفيد لا يستطيع كثير من الناس الوصول إليه فما بالك من يرسم لنا لوحة شعرية في أسطر قليلة تستطيع أن تحلل صورها لعدة زوايا ورؤى مع تكثيف الخيال بها فكأنك رأيت لوحة أو مشهدا سينمائيا بمؤثراته الصوتية والضوئية وتخييلاته فيبهرك فلاتصدق مثل السحر الباعث على إعمال الفكر لكي تصل إلى مراده ما ويتضمنه التلغراف أو الرسالة مستخدما الطبيعة والواقع وربطه فتخرج لنا واقعا أشبه بالخيال.
ومحاور الشاعر في إبداعه ذاته والطبيعة والآخر_ الملهمة_ السماء والبحر _ورؤاه ومعتقداته في الحياة _الحب _والاحتواء والعالمية أثر الإبداع الصادق الحكمة الصدق التجارب. وللغوص في أعماق المعاني والأخيلة عليك أن تتخذ من العقل والفكر وتربط بينها ثم تخرج بعدة نتائج مقصودة ومتوقعة وقد يكون الإبداع أحد هذه التوقعات.
أرسل تعليقك