توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رصد تاريخ"الإسلام السياسى من عـام الجماعة إلى حـكم الجـماعة"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - رصد تاريخالإسلام السياسى من عـام الجماعة إلى حـكم الجـماعة

القاهرة - أ ش أ

صدر مؤخرا للكاتب الدكتور محمد الدمرداش العقالى نائب رئيس مجلس الدولة والخبير فى الحركات الإسلامية كتاب جديد تحت عنوان "الإسلام السياسى من عام الجماعة إلى حكم الجماعة"، يرصد فيه تطورات الإسلام السياسى بداية من عصر الخلفاء الراشدين وما تعارف عليه المسلمون بعـام الجـماعة وحتى الثورة المصرية فى يناير 2011 والتى انتهت بتولى جماعة الإخوان المسلمين لحكم مصر لمدة عام، ثم ثورة الشعب عليهم فى 30 يونيو 2013. وقال الدمرداش وهو أيضا محاضر الشريعة الإسلامية بعدة جامعات مصرية فى حوار أجرته معه وكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش زيارته لمعرض الكتاب: "إنه بين عام الجماعة وتولى الجماعة حدثت أحداث جسام واختلفت البلدان والتوجهات، وظل الهدف واحد وهو الصراع من أجل السلطة، وتحت ستار الدين قـننت الفتن وطارت الرؤوس وهدمت المساجد ودور العبادة، كما انتهكت الحرمات وصار الحرام حلالا والحلال حرام , وصـار سفك الدماء وسيلة لتؤكيد الإيمان حتى وصلنا إلى اليوم الذى صار الرويبضة الدعى يفتى بشرعية جهاد النكاح". وتوقف الدمرداش عند تجربة الرسول (صلى الله عليه وسلم) السياسية وعلاقـته بالممالك العربية المسلمة التى كانت قائمة فى عهده، وأشار إلى أنه على الرغم من أن الرسول كان يمتلك بلا أدنى جــدال الشــرعية السماوية، فإنه أقام دولته فى المدينة على أساس احترام دور الأمة، وتضمنت البيعة التى أخذها من المسلمين الالتزام بطاعـته (صلى الله عليه وسلم) وعدم عصيانه فى معروف، بالإضافة إلى نـبذ الشرك وتجـنب السرقة والزنا والقتل ومساؤى الأخـلاق، ولم تكن البيعة تفويضا مطلقًا من المسلمين للنبى، أو خضوعا من طرف واحد لحكم فــرد مطلَق، وإنما كانت أشبه بعقد بين طرفين يستلزم حقوقا وواجبات لكلا الطرفين. وأضاف: "لم يكن الرسول يهتم بفرض سلطته السياسية على القبائل العربية التى كانت تدخل فى الإسلام، بقدر ما كان يهمه ويشغله أمر التوحيد والصلاة والزكاة وتثبيت دعــائم الدين الحنيف، لم يفرض شكلا للحكم أو الحكومة على من اتبعه، بل ترك أمور الدنيا يصرفها كل مجتمع حسب حاجاته وظروفه". ودلل الدمرداش على أن دستور المدينة الذى صاغه النبى (صلى الله عليه وسلم) نظم العلاقة بين أهل المدينة من جميع الأعراق والأديان، على أساس المواطنة فى الدولة، وبين أنه لا فرق بينهم فى تحمل المسئوليات، وأنه لا حق لأحد أن يُمْنَح شيئًا من التمييز على حساب الآخر، أو أن يفرق بينه وبين غيره على أساس عقدى أو عنصرى؛ فالإسلام يقرر أن معيار التمييز والتكريم هو العمل الصالح وخدمة المجتمع والحفاظ على أمنه وسلامته. وأوضح انه عرض فى كتابه عهد الخلفاء الراشدين الذى عايش فيه المسلمون نوعـا من الحكم المنبثق عن رضا الأمـة عبر مبايعة أهل المدينة لأبى بكر وعمر وعثمان وعلى، وإن اختلفت صيغة وشكل مبايعة كل منهم، مع الإشارة للحوادث التاريخية البارزة التى مرت بعهد كل خليفة منهم رضوان الله عليهم، وصولا للصورة المختلفة والسابقة الدستورية الخطيرة التى شكلها تحويل معاوية بن أبى سفيان الخلافة إلى ملك عضوض إثر تنازل الإمام الحسن بن على عن الخلافة. وأضاف أن الإمام الحسن عول فى تنازله على فهم خاص له عن حق الإمام المطلق فى اتخاذ أى إجراء يفضى إلى حقن دماء المسلمين إلى درجة تسليم السلطة إلى خصمه وخصم أبيه اللدود معاوية بن أبى سفيان، مما شكل سابقة وصدمة عنيفة لأنصاره.. وتناول الكتاب أيضا شرحاً لما آلت له دولة الإسلام فى عهد الدولة الأموية، والحوادث الجسام فى عهد يزيد ومن بعده حتى سقوط دولتهم وقيام دولة بنى العباس. وأوضح الكاتب أنه عرض لما استفتح به العباسيون عهد دولتهم من الانتقام المروع من بنى أمية، أحيائهم وأمواتهم على السواء، ثم تحول المواجهة إلى صدام دامٍ بين الطالبيين والعباسيين، ثم الأزمات التى ضربت بعد ذلك الخلافة العباسية حتى سقوطها على يد المغول بعد أن كانت أكبر دولة فى تاريخ الإسلام، وقد طال عليه الأمد فى أطوارها المختلفة 5 قرون ويزيد، واستطاعت أن تصل بحدودها الموحدة إلى ما لم تصله دولة للمسلمين من قبل أو من بعد، لكن تهاوت أركان الدولة، وتفككت أوصالها بعد مجد أطبق ذكره الأفاق لغياب العدل والشورى الحقيقة، وانتشار الظلم والمحاباة وضياع أحكام الدين وسقوط الخلفاء تلو الخلفاء فى هوة الفساد الأخلاقى والمالى، موضحا تفصيلا الأسباب لهذا السقوط المروع. كما انتقل فى كتابه إلى ما آل إليه الحال بعد ظهور الترك، بدء من تغلغلهم فى مفاصل الدولة العباسية، فى أوج اشتعال الصراع بين العرب والفرس، وسرعان ما استطاع الترك التفوق على العنصرين الأخيرين بمرور الوقت، ولم يقتصر التفوق فقط فى شأن الجندية والحراسة، بل تخطاه إلى دواوين الإدارة وبلاط الملك، وخاصة فى فترة الخليفة المعتصم. ولفت إلى أن ميلاد الدولة العثمانية كان غامضاً كمعظم الدول فى بداية عهدها بالحياة، فعند ميلاد دولة من الدول يبدو الأمر فى حينه لا يستحق الانتباه والرصد والتسجيل، إلى أن يـكتب لهذه الدولة البقاء والدوام وتظهر على مسرح الأحداث، مروراً بسلاطين الدولة العثمانية وما خاضوه فى أوروبا وآسيا وأفريقيا من حروب وما شهدته دولتهم من فتن.. حتى جاء أتاتورك وسقوط الدولة العثمانية.. ثم صراعات الهوية والصورة الغارقة فى المفارقة فبينما كانت الإذاعة التركية تبث الموسيقى الغربية الحديثة صباحاً، كان كثيرا من الأتراك وخاصة البسطاء يتمايلون ليلاً على مدائح الصوفية وأهازيج البردة النبوية. وعرض لصراعات الأتراك بعد أتاتورك وايفرين.. وظهور أربكان وتيار الإخوان ثم سطوع نجم أردوجان فى عهد تنظيم الإخوان الدولى.. وسرد قصة الإسلام الشيعى ونظرية ولاية الفقيه وما أدخله الخومينى من تجديد فى الفكر السياسى الشيعى.. ثم رسم صورة الصراع فى سوريا من بدء ظهور الألبانى وصدام حافظ الأسد بالإخوان وما انتهى إليه الحال اليوم فى سوريا وخارطة التنظيمات السلفية هناك. وعرج المؤلف على المملكة العربية السعودية والبدايات الأولى لفكر الإخوان النجديين وما أحدثوه من تدمير للبقاع المقدسة بمكة والمدينة، وتحالفهم ثم صراعهم مع الملك عبد العزيز آل سعود وصداماتهم مع الدولة بعده وصولا لاحتلالهم الحرم المكى وقصة جهيمان العتيبى والمهدى.. والظهور الأول لفكر أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة. وسلط الضوء على تجربتين للإسلام السياسى فى باكستان وصراعات المودودى صاحب نظرية الحاكمية والجيش هناك، وإندونيسيا منذ عهد سوكارنو وسوهارتو وحلم الإخوان وزعيمهم أبو بكر باعشير فى إحياء دولة الإسلام وفق تصورهم. ثم انطلق الكاتب ليرسم صورة المشهد الجزائرى وظهور التيار الإسلامى وخصوصا المنتمى لتنظيم الإخوان، وما حدث فى الصراع الدامى فيما عرف بالعشرية السوداء، وما انتهت له جهود المصالحة هناك، وبعدها يحكى المؤلف قصة الإسلام السياسى فى السودان وتحالفات الترابى والنميرى ثم البشير، وبعدها حرب تكسير العظام بينهما. وأفرد الدمرداش لتنظيم الإخوان المسلمين بمصر بحسبانه الرحم الذى خرجت منه جميع التيارات الإسلامية الحديثة، وبداياته على يد حسن البنا ومقتله، ثم التحول الدامى على يد سيد قطب راصدا خروج التيارات الجهادية المختلفة من عباءة الإخوان فترة الستينيات والسبعينيات، وما انتهى له حال جماعة الإخوان.. مشيرا إلى خريطة التيارات السلفية فى مصر وروافدها الثلاثة من الدعوة السلفية وجمعية أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية، ونجوم الفضائيات من مشاهير الدعوة ومن ورائهم.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رصد تاريخالإسلام السياسى من عـام الجماعة إلى حـكم الجـماعة رصد تاريخالإسلام السياسى من عـام الجماعة إلى حـكم الجـماعة



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رصد تاريخالإسلام السياسى من عـام الجماعة إلى حـكم الجـماعة رصد تاريخالإسلام السياسى من عـام الجماعة إلى حـكم الجـماعة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon