توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المركز القومي للترجمة يصدر "مصر تحت حكم بونابرت"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المركز القومي للترجمة يصدر مصر تحت حكم بونابرت

القاهرة - وكالات

صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة النسخة العربية من كتاب "مصر تحت حكم بونابرت :غزو الشرق الاوسط"، الكتاب من تاليف خوان كول،وترجمة مصطفى رياض،ومراجعة وتقديم أحمد زكريا الشلق. يروى الكتاب في 577 صفحة ،المواجهة السياسية والعسكرية والثقافية التي وقعت بين الفرنسيين والمصريين في السنوات الاخيرة من القرن الثامن عشر،وتعتمد في المقام الاول على قراءة موسعة لمذكرات وخطابات خلفها وراءهم شهود عيان على ذلك العصر. من الواضح أن الدراسات التي تتناول فترة الاحتلال الفرنسي لمصر ما زالت تثير اهتمام المؤرخين والكتاب،كما ان نابليون بونابرت لا يزال يحظى بالاهتمام نفسه،وربما اكثر،سواء في نطاق التاريخ الأوروبي او في مغامراته العسكرية خارج أوروبا. فلا يكاد يمر عام أو بضعة اعوام الا وينشر كتاب جديد يتناول تاريخه،حيث ان تاريخه لا يتعلق بتاريخ وطنه فرنسا وثورتها الكبرى فحسب ،وانما يتقاطع ويتداخل مع بقية بلدان اوروبا بدرجة او باخرى،ولعل هذا ما دفع المؤلف الى ان يقدم لنا هذا الكتاب. أهم ما يميز هذا الكتاب هو إعتماد المؤلف على مصدر له طابع خاص لدى المؤرخين وهو مذكرات وأوراق ومراسلات ظباط الحملة الفرنسية وجنودها من صناع الوقائع والمشاركين فيها او شهود العيان.وهذا المصدر مهم وملهم وله طابع انساني ،وباعتباره مصدرا غير رسمي فان درجه مصداقيته عادة ما تكون اعلى من المذكرات والقرارات الرسمية،خاصة وأن الحملة لم تكن مجرد حملة عسكرية،وانما كانت لها جوانبها الحضارية والاجتماعية المتعلقة باختلاط الفرنسيين بالمصريين في اواخر القرن الثامن عشر.ومن أبرزالجوانب التي ابرزها الكتاب ،أنه سجل جوانب كبيرة من العمليات العسكرية الفرنسية التي ابرزت وحشية جيش الشرق الاستعماري الذي حاول الفرنسيون اخفاءها تحت قناع الحداثة والتحديث،حيث كان الظباط الفرنسيون يكتبون ويسجلون في مذكراتهم وخطاباتهم لذويهم ،ما أحدثوه من تدمير وإحراق لقرى بكاملها،فضلا عن عمليات السلب والنهب التي مارسها دعاة الحرية من الفرنسيين. صور المؤلف خوان كول في هذا الكتاب كيف قاوم العثمانيون مع المصريين والماليك،هذا الغزو عندما دارات معركة اشتهرت بمعركة الاهرام،فذكر أن العثمانيين قاوموا ولم يهربوا أو يستسلموا الا بعد قتال عنيف،فقد صور شهادات فرنسية مهمة عن إحراق الفرنسيين للرحمانية انتقاما من الاهالى الذين فروا منها ،وكيف اشعلوا الحرائق في كثير من القرى في طريق زحفهم الى القاهرة ،ومن الامثلة التى اوردها الكتاب وتدل على الوحشية ،عندما أحرق البدو أحد أمناء المخازن وخادمة الفرنسيين،استشاط بونابرت غضبا وأمر باضرام النار في القرية باكملها ،وقتل اهلها جميعا رميا بالرصاص او بضرب اعناقهم بالسيوف،وهى عقوبة جماعية لا تستند الى منطق،وممارسة فجة للارهاب. ونلاحظ على إمتداد الكتاب،كيف تميز المؤلف بنظرة نقدية،لا تستسلم لما ورد بالتقارير والمنشورات الرسمية،فهو يرى أن الفرنسيين الذين جاءوا الى مصر لتخليصها من ظلم المماليك واستبدادهم،لم يختلفوا عنهم كثيرا في السطوة والجشع.وأنه ربما كان وجه الاختلاف يتمثل في انهم كانوا اكثر حرصا على ما يلزمهم من موارد،وانهم افضل تسليحا ايضًا. وقد حظيت سياسة بونابرت الاسلامية باهتمام خاص من جانب المؤلف فخصص لها الجزء السابع،حيث أوضح باسهاب كيف انه استخدم الدين لاغراض سياسية ،حيث حاول مثلا اقناع ائمة المساجد بالدعاء له في صلاة الجمعة كما كانوا يدعون للسلطان العثماني. وهناك قضية هامة ايضًا يثيرها الكتاب ،وهي ان بونابرت احرق مستندات دولته ذات الصلة بجمهورية مصر الفرنسية بعد ان ادرك مدى الفوضى التي احدثها في وادى النيل،والفشل الذريع الذي منيت به حملته،والاعلام والدعاية الكاذبة التي احاطت بحملته،وقتل الالاف بدون رحمة واحراق القرى وتدميرها،ويتعجب المؤلف بانه على الرغم من كل هذا فان هناك البعض من انصار القومية المصرية في مصر يصفوا هذه الحملة بانها كانت دفعة قوية نحو الحداثة! المؤلف خوان كول،مفكرامريكي متخصص في تاريخ الشرق الاوسط وجنوب اسيا،حصل على درجة الليسانس في التاريخ والاداب من جامعة نورثوسترن،ودرجة الماجستير من الجامعة الامريكية بالقاهرة،ودرجة الدكتوراة في جامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس في مجال الدراسات الاسلامية ويعمل حاليا استاذًا للتاريخ بجامعة ميتشجان ،وهو رئيس جمعية دراسات الشرق الاوسط في أمريكا الشمالية منذ نوفمبر 2004 ،له العديد من المؤلفات وقد ترجم أيضًا ثلاثة مجلدات من اعمال الشاعر جبران خليل جبران العربية الى الانجليزية. المترجم ،مصطفي رياض،حصل على الدكتوراة في الأدب الانجليزي من جامعة عين شمس 1988،يعمل حاليا استاذًا للادب الانجليزي بكلية الاّداب،عضو مجلس ادارة الهيئة المصرية العامة للكتاب،له العديد والعديد من الابحاث في الأدب الانجليزى والأدب المقارن.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المركز القومي للترجمة يصدر مصر تحت حكم بونابرت المركز القومي للترجمة يصدر مصر تحت حكم بونابرت



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المركز القومي للترجمة يصدر مصر تحت حكم بونابرت المركز القومي للترجمة يصدر مصر تحت حكم بونابرت



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon