عمان ـ وكالات
أقامت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة حفل اشهار كتاب سيرة الشريف شرف بن راجح لمؤلفه د.علي محافظة وشارك في التعليق على الكتاب من العراق د.باسل البستاني ومن الأردن د.خالد الشراري بحضور رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري وثلاثة من رؤساء الوزراء السابقين وهم ( معروف البخيت واحمد عبيدات وعدنان بدران).وشارك في الحوار نجل الشريف شرف بن راجح الشريف فواز.
واستعرض د.المحافظة أبرز الافكار التي تضمنها الكتاب فقال»ان الدافع لتأليفه هو ما اصاب الامة من ضعف وتفكك وخلاف بحيث اصبح التضامن العربي يكاد يكون في الخيال بالاضافة الى ما حل بالعراق من تكثيف استعماري مستهدف منذ ان انتهت حربه مع ايران لعام 1988 وحتى الاحتلال الامريكي البريطاني عام 2003 وما اصابه من تفكك وحرب اهلية وهجوم شرس على الفكر القومي الذي كان يمثلة العراقيون»
واشار أن الكتاب يركز على أحداث مهمة في تاريخ العرب ابرزها الثورة العربية الكبرى عام 1916 والظروف التي ادت لقيامها ودور الشريف شرف فيها.ووقوع العرب في فخ بريطانيا بتحالفهم معها وفرض البريطاني الانتداب على بلاد الشام والعراق.وفي الثلاثينات من القرن الماضي نمت وتطورت الحركة القومية في العراق وكان العراق ملجأ للثوار العرب وفي عهد فيصل بن الحسين بان العراق الحديث ونمت الحركة القومية العربية وبلغت اوجها مطلع الاربعينيات اثناء الحرب العالمية الثانية واختار قادة العراق التعاون مع المحور المانيا وايطالياعلى اعتقاد انهما سينتصران ولكنهما هزما»
وتابع د.محافظة «هرب الوصي على عرش العراق عبد الاله بن علي الى الاردن وتم اختيار الشريف شرف بن راجح ان يكون وصيا وقامت بريطانيا بالزحف والقضاء على الحركة القومية فهرب الشريف ومن معه الى قم في ايران وكانت ايران تحت السيطرة الروسية فقامت بريطانيا بابعاد السياسيين الى جنوب افريقيا الى عام 1944 وعاشوا رحلة عذاب الى ان عادوا الى العراق ليحاكموا. ولم يكن للشريف تهمة لكن حاكمه عبد الاله لانه قبل الوصاية على العرش فعذبه واهانه وسجنه ثم افرج عن اسرته التي انتقلت من سوريا الى لبنان الى تركيا فبلغاريا فالمانيا فالى تركيا ثم الى عمان وبناء على طلب الملك عبد الله الاول تم احضار الشريف الى الاردن وتوفي فيها وهو عضو في الاعيان عام 1955»
وفي تعليق له على الكتاب قال الباحث العراقي د.باسل البستاني أن « الكتاب فيه تعشيق بين مسيرة امة متطلعة الى تجديد نهضتها وسيرة رجل عشق امته وذاب فيها.ومن حيث المبدا تكوين الامة العربية في التجديد حصل مطلع القرن الماضي بعد سياسة التتريك ولكن الامل تحول الى فشل بسبب نضوج النهج الاستعماري واساليب الاستعمار المخادعة واتفاق سايس بيكو جاء خداع لكل التعهدات للامة العربية وهذه التركيبة ولدت هجينا في جسم الوطن العربي بين موقف الامة كجوهر ووجود القطرية مما سبب الانفصام بين قومية التطلع وسلوكية القطرية»
وتابع «سياسة فرق تسد نجحت في تفريقنا ودليل ذلك دستور بريمر وقوانينه حولت الفسيفساء التي وجدت الى ردة تاريخية وتم تزييف الديمقراطية الى الاغلبية المذهبية.والخلافات سابقا في العراق قبل الاحتلال كان لها بعد سياسي والان مذهبيا»
وعقب د.خالد الشراري بالقول «نحن امام سفر رائع لسيرة لا تنافس وهي سيرة الشريف شرف وسير الهاشميين كمرور العطور تترك مآثرها اينما حلت»
رئيس الجمعية م.سمير الحباشنة قدم قراءة عامة للكتاب فقال»ان كتاب سيرة الشريف شرف بن راجح الذي بين ايدينا لجدير بالقراءة لما حوى من اطارات معرفية يمكن ان تفيد المؤرخ والمهتم وطالب العلم سواء بسواء خصوصا وان المؤلف لم يضع الشخصية التي هي موضع البحث امامه فيبحث لها عن سياق بل قام بدراسة السياق التاريخي والسياسي المستهدف وبتوثيق محكم بعد ذلك بوضع الشخصية في خانتها الحقيقية التي اشغلتها في ذلك السياق دونما زيادة او نقص او تضخيم او تقزيم فعلي محافظة مؤرخ موضوعي يمتلك ادوات موضوعية لا يعتريها انحياز»
واستعرض الحباشنة بعض النقاط في الكتاب وتتضمن وعيا مبكرا شهدته الحجاز بأهمية الاحزاب السياسية كأدوات للنهوض بالحياة العربية وانحياز الشريف شرف الى فكرة تأسيس حزب سياسي يكون رديفا للشريف حسين يحمل المسؤولية ويشكل اطارا لخلق عقل جمعي ينهي حالة التشظي التي سادت النخبة والتي كانت من اسباب اخفاق مشروع الامة النهضوي.
واضاف أن الكتاب أكد أن» الهاشميين اتسموا بالتسامح واعتلاء سدة المؤسسة برغبة الشعب والتعبيرعن تطلعاته نظافة الحكم قبول الاخر الترفع عن الثأرية واسالة الدماء وتطبيق قاعدة ان المسؤولية مراحل وان لكل مرحلة رجالها فالحكم لا يحب ولا يكره كما اوصى عبد الله المؤسس الامير عبد الاله حينما جاء الى الاردن بعد خروجه من العراق ابان حركة رشيد عالي الكيلاني وان الخروج من هذه السمات بشكل او بآخر هي التي اطاحت بعرش العراق»
واضاف «سوف يلاحظ القارىء ان الهم القومي للعرب انذاك في عقل النخب العربية في العراق او الحجاز اوسوريا او الاردن او فلسطين او مصر الى حد بعيد كان متلازما تماما مع الهموم الوطنية على مستوى الاقطار بهدف الوحدة او فلسطين يتماهى تماما بهدف الاستقلال وهو الحال الذي افتقدناه اليوم حتى اضحى الحديث عن العروبة او مركزية القضية الفلسطينية للامة هو ضرب من الرجعية او الماضي التليد.
وقال الشريف فواز شرف أن «الامة العربية استطاعت ان تفرز قيادات انضمت من جميع الفئات تحت العمل العربي المشترك وهذه القيادات وحدت جميع طوائف العرب فقادة الحركة العربية ضحوا وكانت حركتهم نظيفة».
رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري قال أن «احد العوائق التي حالت دون اكتمال الفكر القومي لاننا أمة بدون دولة لو تحركت الفكرة القومية في بدايات القرن 19 مع الفكر القومي الغربي لتفوقنا ولكن جئنا متأخرين في زمن صراع الايديولوجيات.وعندما تشكلت الدولة القطرية في العالم نحن لم يكن لدينا دول ولم نصل اليها حاليا ونحن وصلنا متاخرين في وقت وصلت اوروبا الى صيغة الدولة الاتحادية.»
وقال رئيس الوزراء الاسبق احمد عبيدات «نحن مبتلون بالشرذمة والتشرذم (اختلافات قطرية طائفية)والشرذمة تنفث الضباب على مشاعل الثورة حتى لا تعود تؤثر واجيال الثورة العربية انطلقت لتحقيق الحرية والعدالة ونحن نشهد فساد النخب السياسية وتشرذمها».
وعلق رئيس الوزراء الاسبق د.عدنان بدران بالقول» انتقلنا من فكر القومية الى القطرية والان نعيش تفتيت أكبر هو الطائفية والمذهبية،سايس بيكو قسمت الاقطار وظهرت ثورات عربية فلماذا فشلت مشاريع الوحدة (الملكية البعثية الناصرية) هذا السؤال بحاجة الى اجابة!!» .
وعقب المؤلف د.المحافظة على مداخلات الحضور قائلا» يجب ان نكافح الشرذمة بالتربية والتعليم والتوعية في كل الوسائل واوروبا سبقتنا في هذا المجال وعلينا اعداد الاساتذة الذين يربون الاجيال القادمة»
وقال أن «فشل الانظمة والنماذج سببه طبيعة الانظمة الاستبدادية الفردية المطلقة ولم تنجح في بناء الدولة العربية وما زلنا فيه بسبب الاستبداد»
وفي نهاية الحفل تم تقديم درع الجمعية من قبل د محي الدين المصري للمؤلف المحافظة ودرع آخر قدمه د.عبد النور الحبايبة للدكتور البستاني وقدم عبد موسى النهار درع الشريف وتسلمه ولده الشريف فواز.
أرسل تعليقك