توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"فقيد قلبي" رثاء يمس القلب للكاتبة فاطمة خميس

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - فقيد قلبي رثاء يمس القلب للكاتبة فاطمة خميس

كتاب "فقيد قلبي"
الرياض _ مصر اليوم

 تغـــور جــروحه عمـــيقاً في القـــلب وتســــتوطن أوجاعه، إنه الغياب الأبدي الذي يحز بالوجدان، والموت بكل آلامه وقسوته، وبكل سطوته ومــــرارته وعذابــاته التي تعصر القلب وتظل فــــي ثنـــايا الروح وربما لا تبارحها، هــذه باختصار حكاية الكاتبة فاطمة أحمد خميس التي علمها الفــقد كيف تكتب مشاعرها بحبر الدموع.

إذ أخذتها أحزانها نحو القلم والورقة لتصدر كتابها "فقيد قلبي"، حيث تحدثت فيه عن فقدها والدها ووصفــــته بأنه الظـــهر والسند، وأوضحت في الكتاب ما تنطوي عليه معاني وأبعاد ومرارات كلمة فقد حين يعايشها ويختبرها أحدنا، وشرحت الآلام والأحزان التي عاشتها عندما فقدت من غاب عن دنياها ولم يغب لحظة عن قلبها: والدها.

تراجيديا الغياب الأبدي والحزن الذي يعصر القلب هي فكرة الكتاب، وعن ذلك تقول المؤلفة: إن تفقد أباك معناه أن تفقد الأمان، أن تفقد أباك معناه أن خيمتك الأمينة قد انهارت، حينما توفي أبي ليس لي سوى دفتري الخاص به، وقلمي الذي أعبر به عن مشاعري تجاه الفقد، فكنت في البداية أكتب الخواطر في هاتفي وأرسلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو بالأخص "انستغرام" خصصت حساباً خاصاً بالأدعية له.

والمشاعر التي أشعر بها فأخذت أكتبها وأرسلها دائماً، وذات يوم وأنا أتصــــفح موقع "انستغرام" شد انتباهي كتاب "علمني فقدك" للكاتبة عبير البح، فبحثت عنه في المكتبات وغيرها.. إلى أن أفلحت في إيجاده، وعندما وصل إليّ في المنزل بدأت في الــــقراءة وتبينــت فيه شعور الأم التي فقدت ابنها كشعوري تماماً عندما فقدت أبي، واندمجت في قراءة الكتاب فطفقت أتصفح الصفحات وأعيد قراءتها مرات عدة.

ومن ثـــم، إثرها، شجعــني هذا الكتاب على جمع مشاعري وخواطري في كتاب واحد أطلقت عليه "فقيد قلبي".

الرواية في الكتاب هي من نوع خاص، وتكمن خصوصيتها في أنها صادرة من قلب ابنة فجعت بفقد والدها، فصوت الرحيل عندما يتحدث يجعل من كل ما حوله آذاناً صاغية وعقولاً متعلقة بكل كلمة تصدر عنه، ليعيش معـــه في قلب المأساة وليتعرف على الغياب المطلق الذي لا يعرف التـــردد ودائم المفاجآت، فقد كان لوجود والــد فاطمة، كما نقرأ، معنى كــبير في حياتها، وكذا خلّف رحيله ألماً ووجعاً ملآ صدرها وقلبها ويستحـــيل إزالتهما.

وهنا تقول: أخذه التراب مني لمكان مظلم وموحش، أخذه التراب بعيداً إلى مكان الغربة والوحشة، وذقت ألم اليتم، وقصة رحيله قصــة منحوتة في ذاكرتي، أحـــياناً أتمنى لو إنك تعود لي، أو أن الأيام تعود للوراء لتعيدك لي.

جمعت المــــؤلفة في لغتها بالكتاب ما بين العربية الفصحى واللهجة المـــحكية، وتحدثت في كتابها الصادر عن "دار سيف الجابري" للطباعة والنشر والتوزيع، في نبذة، عن حياة والدها الفقيد، وسفره للعلاج في الخارج، وشرحت عن ليلة رحيله، وغيـابه الحزين الذي اعتبرته قصـــة علمتها الصبر، فهي كانت لا تبكي اعتراضاً لكنها كانت تبكي فقداً واشتــــياقاً لوالدها، كما تحدثت عن مرارة كلمة الفقد.. تلك الكلمة الصغيرة التـــي اعتبرت إن لها معاني كبيرة يكمن وجــــعها في القــــلب ولا يخــف، بل يزداد كل يوم أكثر، وتقول الكاتبــــة: مرارة الفــقد موجعة وغصة الحنين قاتلة، فما يزال الألم يتربع في منتصف قلبي لا يذهب.

كما حكت الكاتبة عن مشاعرها وأمنياتها لو كان بمقدور والدها أن يرافقها طوال حياتها، كما تمنت أن يكون رحيله مجرد حلم ستنهض منه وتراه بجانبها.

وتقدم المؤلفة رسالة في نهاية الكتاب، إلى كل من فقد غالياً تقول فيها: أعتذر إذا سبب لكم هذا الكتاب بعض الألم والحزن، ولكن أوجه رسالتي إلى كل من فقد غالياً، كم يضيق بك العـــالم بالرغـــم من ســـعته لأنك فقدته، وكم تود أن توقف الزمن وترجع إلى الخلف لتلك الذكريات، وأحياناً يقال إنك إنسان وستنسى بمجرد مرور أيام عدة، ولكن عندما يرحل شخص غال عليك فما لك إلا أمرين...: الأمر الأول هو الرضا بقضاء الله وابتلائه، والأمر الثاني هو الصبر. فعلى العبد أن يصبر على مــصيبة قد أصـــابه الله بها ليناله الأجر.


المؤلفة في سطور

فاطمة أحمد خميس، كاتبة إماراتية، مهتمة بمجالات الأدب والقضايا الاجتماعية، لديها خواطر وكتابات متنوعة.

الكتاب: فقيد قلبي

تأليف: فاطمة أحمد خميس

الناشر: دار سيف الجابري بالاشتراك مع مكتبة وتسجيلات الأمة 2016

الصفحات: 73 صفحة

القطع: المتوسط
https://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/mail/images/cleardot.gif
 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فقيد قلبي رثاء يمس القلب للكاتبة فاطمة خميس فقيد قلبي رثاء يمس القلب للكاتبة فاطمة خميس



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فقيد قلبي رثاء يمس القلب للكاتبة فاطمة خميس فقيد قلبي رثاء يمس القلب للكاتبة فاطمة خميس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon