بني سويف ـ حنفي الفقي
صدر حديثًا كتاب الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم والسنة المطهرة، للمفكر والباحث هاشم بكر أمين, والذي يعمل وكيلاً لمعهد فتيات أهناسيا المدينة الثانوي في بني سويف، عن دار الروضة للنشر والتوزيع.
والكتاب يقع في 239 صفحة من القطع المتوسط, وهو عبارة عن مقدمة وخاتمة وفصلين في طياتهما الكثير من البحوث والمطالب.
وهو عبارة عن بحث فائز في مسابقة الإعجاز العلمي، التي تنظمها هيئة الإعجاز العلمي بالأزهر الشريف.
وهو الكتاب الخامس للمؤلف, حيث صدر له قبل ذلك "آثار الذنوب في زوال النعم" و"جلب الكروب", و"دليل الحاج والمعتمر", و"إعراب القرآن, وخطب المناسابات.
ويؤكد الكاتب: من المعلوم أن القرآن الكريم هو مصدر التشريع الأول للمسلمين ثم تأتي من بعده السنة المطهرة المتمثلة في الأقوال والأفعال الصادرة عن النبي عليه الصلاة والسلام، وكلاهما مصدر تشريع وبيان لكل من آمن بالله ربًا وبالإسلام دينًا، فلا يمكن ولا يصح أن يعتقد المسلم إمكانية صدور منهج آخر من عند غير الله ليكون أصح من منهج الخالق؛ كيف ذلك والله تعالى هو الذي خلق وهو الذي يعلم ما يصلح لعباده؛ هذا ما تقر به كل الفطر السليمة والعقول الصحيحة، لأن صاحب الصنعة هو أعلم بها وبدقائقها وبما ينفعها فيأمرها به, وبما يضرها فينهاها عنه، أليس الله هو خالقنا؟﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾[الملك:14]
وأوضح أن الشريعة الإسلامية جاءت لما فيه صلاح البشرية في الدنيا والآخرة, ولما يقوم عليه معاشهم فأنبتت نباتًا طيبًا وأزهرت وأَينَعَت, وآتت أكلها كل حين بإذن ربها قال تعالى:{فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى}[طه:123], وبالعكس فكلما ابتعد المسلم عن منهج الله وشريعته ازداد تعاسةً, وشقاوةً, وخسرانًا في الدارين الدنيا والآخرة قال جلّ شأنه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طه:124]
وأضاف الكاتب: أما موضوع الإعجاز التشريعي فهو بمثابة معجزة ناقة صالح, وعصا موسى, وإحياء الموتى بإذن الله لعيسى عليهم السلام، لذا كان هذا البحث إبرازًا وإظهارًا لهذه المعجزات الساطعة الباهرة التي ظهرت للناس اليوم, وهو أي الإعجاز، متجدد يشبه مدينة عجيبة فيها ألف باب, ينفتح للطارق من كل باب منها ألف أخرى تسوقه إلى أبواب أخرى بأعداد متزايدة، قال تعالى: {وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [النمل:93]
واختتم أمين بأن الموضوع أكبر من أن يحصر في بحث أو اثنين بل من وجهة نظري المتواضعة يحتاج إلى سلسلة أبحاث وأن يدرس كمنهج دراسي على طلبة الثانوية وطلبة الجامعات لأنه من الأهمية بمكان, ورغم كبر الموضوع وصعوبته فقد بذلت فيه وسع الطاقة في البحث والتدقيق، وكلما وصلت إلى نقطة مهمة في مسار البحث أجدها تقودني لما ورائها من حقائق وبراهين، وكنت أشعر في كثير من الأحيان أن القلم يدون ما يصل إلى الفهم من معاني بسرعة فائقة، ودقة بالغة، ومع هذا فإني أشعر بأن هذه الدراسة رءوس مواضيع، يحتاج بعضها إلى كتاب مستقل لتوضيح ما بها من خبايا وتفصيل ما اعتراها من إيجاز وتقصير.
أرسل تعليقك