القاهرة ـ نجلاء أحمد
تحت عنوان "العلاقات الثقافية الخارجية"، أقيمت المائدة المستديرة الثانية لفعاليات مؤتمر أدباء الأقاليم، والتي أدارها إبراهيم موسى، بمشاركة الكاتبة الدكتورة هويدا صالح.
تحدثت صالح عن بعض الملفات الشائكة في طبيعة عمل قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، وبدأت بموضوع كيفية اختيار المثقف الذي يمثل مصر خارجيا عن طريق العلاقات الثقافية الخارجية، حيث وصفت عملية الاختيار بأنها مبنية على "الشللية والمحسوبية"، التي تحكمت في المشهد الثقافي المصري.
كما قامت بالرد على بعض الدعوات المغرضة التي تروج لها بعض الجماعات، وتتهم مصر بتراجع دورها في الوطن العربي، وأكدت أن هذا الكلام غير صحيح، بدليل أن كل الثقافة الخليجية قائمة على مشاركة مصرية، وتمنت أن تختار المؤسسات الثقافية من يسافر بناء على معيار الجودة والعدل.
كما أثنت صالح على هيئة قصور الثقافة التي لا يجد المثقف غير حضنها، حيث تفتح بيوتها وقصورها للأنشطة الثقافية في جو من الحيادية والنزاهة، أما باقي المؤسسات فقد جعلت من المثقفين "ديناصورات" في طريقها إلى الانقراض والانعزال، وأوضحت أن المثقف الملتزم يصب في رصيد مصر في الخارج، لأنه هو القوى الناعمة لرد أي اتهام عن بلده، منوهة بأن مصر هى القائمة على الثقافة العربية ورفضت الاتهامات بتراجع دورها الثقافى والفنى فى الوطن العربى.
وعقدت صالح مقارنة ضمنية بين دور المثقف والمؤسسة الثقافية المصرية، مع انحيازها لدور المثقف الفردي فى التواصل الخارجي، وفي نفس الوقت تحفظت على اختيار المشاركين في الفعاليات الثقافية الخارجية، مؤكدة على دور الثقافة في محاربة الإرهاب وإفساد أي مؤامرة تُحاك لمصر.
وفي مداخلة لرئيس الهيئة الدكتور محمد أبو الفضل بدران، اختلف مع الدكتورة هويدا في نقطتين: أولهما أن الدور الثقافي المصري قد تراجع للأسف، وإن كان الوطن العربي يعترف بفضل مصر في إثراء الحركة الفنية والثقافية، فإنهم يتحدثون عن ثقافة نجيب محفوظ والعقاد وغيرهم، أي الإرث الثقافى والفني المصري القديم وليس الحديث.
وثانيا: أن الدور المصري قد كبى فعلا ولكنه في طريقه إلى النهوض بشباب الجامعات الواعي، بدليل أن إعلام الخليج وإن كنا نشكو منه إلا أنه يقوم على خريجي الجامعات المصرية، مع إعطائنا إشارة إلى ضعف حركة الترجمة، الشسء الذي ساهم بالسلب في صعوبة الاتصال بالآخر، وبالتالي استحالة توصيل أدبنا أو فننا خارج حدودنا.
كما دعا بدران لاختيار المستشارين الثقافيين عن طريق وزارة الثقافة وليس وزارة التعليم العالي، وأن يكون المستشار الثقافي من الأدباء، ولا بد أن يجيد لغة أجنبية، لأنه رسول للثقافة في الخارج. وأكد بدران على أن تراجع دور مصر الثقافي يعود لتراجع دور المثقف في أن يكون له موقف، مثلما حدث مع لطفي السيد، الذي خسر رئاسة الجامعة وقتها بسبب موقف ومبدأ.
أرسل تعليقك