القاهرة ـ مصر اليوم
أكد الكاتب التشيكى ديفيد سفوبودا أن أوروبا الوسطي تعد جزءا من اوروبا التي شهدت تغيرات جذرية بعد الحرب العالمية الثانية حيث كانت تتواجد أعداد كبيرة من الأقليات من مناطق مختلفة في تشيكسلوفاكيا ،مشيرا إلي وجود 3 ملايين ألماني في التشيك بعد الحرب عانوا من تجربة قاسية غيرت الكثير.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الليلة الماضية في المائدة المستديرة التى عقدت تحت عنوان " الهوية الثقافة لدول وسط أوروبا بعد انهيار حائط برلين " لدول مجموعة الفاسجرات وذلك في المجلس الأعلي للثقافة بدار الأوبرا.
وأفاد بأن السلطات التشيكية تخلصت من الأقليات الألمانية ودفعتهم للتوجه نحو الغرب وقد تركوا البلاد بلا متاع وهي بمثابة تجربة قاسية وذكري غير سعيدة وأنها تمثل مشكلة حاضرة في التشيك ، مؤكدا أن التشيك توجهت بعد الحرب العالمية الثانية إلي النظام الشيوعي مما أوصل الشيوعيين إلي تولي السلطة.
وقال إن المجتمع التشيكي قام بثورة غيرت التاريخ ولم يعد يعيش وحيدا داخل حدود أراضيه في بعام 1992 بعد سنوات من الانعزال وعداء الأجانب ، لافتا إلي أن الاقليات في التشيك هو الفتناميين و الغجر والرومان وهم يختلفون عن الأقلية الألمانية ولا يشكلون مجموعة ضغط وليس لها شخصية خاصة ويعيشون في مناطق مختلفة ولا تمتلك روابط تاريخية.
بدوره قال توماس سترازايا محلل سياسي من سلوفاكيا إن جمهورية سلوفاكيا ظهرت بعد الانفصال عن التشيك عام 1993 وهي تتسم بالخصوصية حيث يوجد بها 50 في المائة من الأقليات بغض النظر عن اللغات المختلفة وهي المجرية والسلوفاكية ، مضيفا أن أكبر أقلية في البلاد هي النورماندي وهي شديدة الاختلاف عن باقي السكان.
وأوضح أن الأقلية المجرية تعد أقلية منظمة سياسيا بينما الأقلية الرومانية تعد من أفقر السكان ويعيشون في مناطق مختلفة في ظروف صعبة للغاية وهي تحتاج إلي المساعدات ، مؤكدا أن بلاده واجهت تحديات التحول الديمقراطي وتحويل الاقتصاد من المركزي إلي الحر.
ولافت إلي أن سلوفاكيا لم يكن بها مؤسسات وتحتاج إلي تنمية الاقتصاد حيث شهدت فترة كانت بعيدة عن المسار الخاص بوسط أوروبا ولكنها تغلبت علي هذه التحديات وتحولت إلي الديمقراطية وتم ضخ الاستثمارات الأجنبية المباشرة وحصلت علي دعم والأموال الهيكلية ، مضيفا أن بلاده تمكنت من تبني السياسات الخاصة بالسكان في الاتحاد الأوروبي التي ساهمت في إعادة تشكيل الدولة .
ومن جانبه قال الكاتب البولندى ستانيسلاف سترا إن بلاده شهدت تحولات كبيرة بانفتاحها نحو الغرب حيث كانت هناك مصاعب في الماضي في عبور الحدود بين ألمانيا الشرقية والغربية ، مؤكدا أنه يشعر بأن أوروبا أصبحت مكانه وحتى وإن كان أصله من وراسو ، وأنه من السهل الآن السعي نحو إيجاد فرصة عمل في أسبانيا بالرغم من كونه من بولندا.
بدوره قال غابور فيليبوف مؤرح تاريخي من المجر إن بلاده بعد مضي 25 عاما علي الثورة تعاني من مشاكل مثل المساواة في الفرص وتوفير التعليم وتحتاج إلي تعليم يهتم بالديمقراطية في المدارس ، معربا عن اعتقاده بأن المجر دولة منقسمة بالرغم من وجود مناظرات ومناقشات حول الديمقراطية.
وأوضح أن المشكلة تكمن في عدم وجود وحدة في البلاد نظرا لوجود أقليات كثيرة من الغجر الذين يمثلون 8 في المائة من جملة السكان ويعيشون في المنطقة الشرقية وهم يعانون من الفقر وأقل تعليما والأكثر عنفا و ميلا للصراعات.
وأضاف أن هذه الأقلية لا تشعر أنها جزء من البلاد لأنهم يعانون من البطالة ولا تتوافر لهم فرصة الالتحاق بالعمل و تحسين مستواهم الاجتماعي ، معربا عن اعتقاده بعدم وجود مؤسسات كافية لهم ولا يكفل لهم الدستور حصولهم علي حقوقهم .. مطالبا بالعمل من أجل أن يكون لهم دور أكبر في استقرار الديمقراطية.
وقال الدكتور بيتر كيفك السفير المجري بالقاهرة في مداخلته إنه لا يتفق مع هذا الرأي بغياب الديمقراطية وأنها تتآكل حيث توجد منتديات للمعارضة داخل البلاد في كل مجال ولا يوجد سقف للاعتراضات ، وشهدت البلاد إجراء الانتخابات في عام 2010 و 2013 والتي أوصلت رئيس منتخب للسلطة الذي أجمع عليه الناخبين.
وأضاف أن الغجر يعانون من مشكلة الاندماج في المجتمع وأنهم مجموعة من الناس يرتحلون ولا يعتمدون علي الدولة في الحصول علي إعانات وعليهم أن يعملوا وأن يشعروا أنهم جزء من هذه الأرض.
أرسل تعليقك