الأقصرـ سامح عبدالفتاح
نظم بيت الشعر في الأقصر، أمسية أدبية، بعنوان "في حضرة المتنبي قراءات وإضاءات"، أدارها الشعراء حسين القباحي، وأشرف البولاقي، وعبيد عباس، وحسن عامر، وذلك في إطار سلسلة أمسيات أدبية وشعرية يعقدها البيت بشكل دوري عن التراث الشعري.

وحضر الأمسية الأدبية، مجموعة من رواد وجمهور بيت الشعر في الأقصر من الشعراء والأدباء والمثقفين والمهتمين في قضايا الشعر والأدب والإبداع، الذين نالت الأمسية إعجابهم، في اعتبار المتنبي يعد شاعر العربية الأكثر حضورًا و تأثيرًا في تراث الشعري العربي الأصيل، حيث قدم الشعراء الأربعة الذين أداروا الندوة نماذج من قصائد المتنبي إلقاءًا وتوضيحًا لما غمض من المعاني وإضاءات نقدية مبسطة حول أجواء هذه القصائد وتجلياتها الإبداعية والجمالية.

وبدأت الأمسية الأدبية، بمقدمة للشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر حول الهدف من وراء هذه الأمسية التي تلقي الضوء على الومضات المضيئة في تراثنا العربي الشعري الأصيل معرفاً بالشاعر ومسيرته الحياتية والإبداعية وأهم الخصائص التي ميزت شعره ومواقفه مع كل من سيف الدولة الحمداني صاحب حلب وكافور الإخشيدي حاكم مصر في ذلك الوقت وتفاعل الشاعر المتنبي مع كل منهما مدحاً وشكاية أو ذمًا وكيف انتهت حياة المتنبي الطبيعية لكنها امتدت إبداعياً لتعبر القرون وتترك أثرًا هامًا وملهمًا للأجيال المتعاقبة من الشعراء و الدارسين للغتنا العربية و آدابها.
وألقى الشاعر أشرف البولاقي قصيدة المتنبي التي يرثي فيها أخت سيف الدولة الحمداني التي قيل أنه أحبها وظلت تربطه بها علاقة عشق حتى وفاتها و التي يقول فيها : يا أُخْتَ خَيرِ أخٍ يا بِنْتَ خَيرِ أبِ كِنَايَةً بهِمَا عَنْ أشرَفِ النّسَبِ، و بعد أن قدم الشاعر البولاقي، رؤيته حول أجواء القصيدة و معانيها العامة مهنئًا النساء الحاضرات بيوم المرأة العالمي، مستشهدًا بالمعاني التي رددها المتنبي في قصيدته بما مثلته محبوبته من مكانة سامية رفيعة، قام الشاعر حسين القباحي بإلقاء قصيدة المتنبي الأكثر شهرة في مجالي الفخر والحكمة من وجهة نظره والتي يقول فيها المتنبي: وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ.
وبعد أن قدم الشاعر حسين القباحي رؤيته حول الأجواء التي أنتجت هذه القصيدة وأهم ما تمثله من قيم إنسانية وفنية وجمالية تم عرض ثلاث مقاطع فيديو قصيرة تصور بعض المشاهد التمثيلية للحظات هامة من حياة المتنبي.
وعرض الشاعر عبيد عباس القصيدة التي اختارها من ديوان أبي الطيب المتني وألقاها أمام الجماهير وقدم إضاءات نقدية وشروحات للمعاني والجماليات الفنية حول ما جاء فيها، واختتمت اختيارات الشعراء المشاركين في أمسية المتنبي بقصيدة " الحمى" التي اختارها الشاعر حسن عامر.
وفي نهاية الأمسية الأدبية، تم فتح باب المداخلات وإبداء الآراء والتعليقات من جمهور الحاضرين الذي طالبوا بالمزيد من مثل هذه الأمسيات، وتم توزيع نسخ مطبوعة من القصائد التي تمت قراءتها على الحاضرين تحفيزًا لهم على مواصلة البحث والتنقيب والتواصل مع التراث الشعري الأصيل.


أرسل تعليقك