الاقصر ـ سامح عبدالفتاح
خرج الآلاف من أهالي مدينة الأقصر، الاثنين، الأول من حزيران/ يونيو، إلى شوارع المدينة التاريخية؛ للمشاركة في احتفالات موكب مولد سيدي أبو الحجاج الأقصري الذى يعرف بـ"دورة أبو الحجاج" وينظم بصورة سنوية منذ مئات السنيين، حيث طافوا شوارع الأقصر تتقدمهم سيارات النقل المجهزة بمكبرات الصوت مع راكبي الخيول والجمال المزينة بالأقمشة الملونة والمزركشة، في "كرنفال" احتفالي اتخذ أجواء تحمل طابع الاحتفالات المصرية الفرعونية القديمة.
وانطلقت الاحتفالات عن طريق رفع لجام أول جمل من جمال الموكب المزينة بالأقمشة الملونة؛ للإعلان عن بدء الاحتفالات، عقب أداء شعائر صلاة الظهر، من أمام ساحة مسجد أبو الحجاج، ثم توجه الموكب إلى شارع معبد الكرنك ثم شارع يوسف حسن، وإلى مزلقان شرق السكة الحديد، ثم إلى شارع المحطة وشارع المنشية انتهاءً من المكان نفسه الذي بدأت منه.
وامتطى المئات من المشاركين في الموكب الخيول والجمال والحمير المزينة بالأقمشة الملونة، وطافوا شوارع الأقصر مع آلاف المشاركين الذين ساروا على الأقدام يمارسون التحطيب والرقص بالعصا يتقدمهم أفراد من الأسرة الحجاجية وممثلو الطرق الصوفية وسيارات النقل المزينة بالأعلام والأقمشة، التي استقلها فرق المداحين والربابة والمزمار البلدي، ينشدون الأناشيد الدينية والمدائح النبوية.
وأبرز الباحث الأثرى عبد المنعم عبد العظيم، أنّ مراسم الاحتفال بموكب مولد سيدى أبو الحجاج الأقصري، مقتبسة من طقوس احتفال المصريين القدماء بعيد "الأوبت" الفرعوني للمعبود آمون، ومن أبرزها المراكب التي يجرها الآلاف من الشباب ويطوفون فيها شوارع المدينة التاريخية يتبعها عربات تحمل أصحاب المهن المختلفة كل يمارس عمله فوق هذه العربة.
يذكر أنّ العارف بالله القطب الكبير والصوفي الجليل أبو الحجاج الأقصري، ولد في بغداد أوائل القرن السادس الهجري وتوفي في الأقصر عام 642 هـ، يرجع نسبه إلى الإمام الحسين بن علي، وأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلمائه، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم نال قسطا وافرا من الثقافة الدينية، وحضر إلى مصر ثم رأى في منامه رؤيا تأمره بالرحيل إلى مدينة الأقصر في صعيد مصر فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ ولمسوا فيه علمه الغزير، ثم أنشأ مسجدا فوق أطلال معبد الأقصر ودفن فيه، والمسجد موجود حتى الآن.
أرسل تعليقك