القاهرة – أسامة عبدالصبور
تحتضن مكتبة مصر العامة، السبت المقبل، ندوة نقاشية لمناقشة رواية "بياض ساخن"، للروائية سهير المصادفة، والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية ، في تمام الساعة السادس مساء، وذلك برعاية الجمعية المصرية للأدب المقارن، والحلقة المصرية لدراسات النوع والشعريات المقارنة.
ويشارك في الندوة الدكتور سيد علي، والدكتور عايدي جمعة، والدكتور عزوز إسماعيل، والدكتورة رشا غانم، ويديرها الناقد الدكتور علاء عبد الهادي.
وتتناول الرواية، الذات البشرية من جوانب عديدة، وتغوص في أعماق أحلامها ونزواتها وشطحاتها الجامحة، وتقدم المصادفة شخصية لا تتحمل قسوة الواقع، لكنها لا تخضع لقسوته، وتفضل الهرب إلى الجنون لتصنع في خيالها عالمًا بديلًا تحياه كما تتمناه .
وقدمت الكاتبة لروايتها بمقطع على الغلاف يقول " يظن الجاهل الوقح أنني مجنونة، وأنهم سيضحكون عليَّ، أجلس بينهم على كرسي خشبي من كراسي سرداقات العزاء، وأشرب أكواب المياه المثلجة من أمامهم، وأترك شايهم الأسود مثل ظلالهم يبرد أمام عينيَّ، لأتطلع في وجوههم الموسومة بلطخة سوداء على جبهاتهم، ملامحهم متهدلة غفلٌ خالية من المشاعر، كما لو كانت من كادر سينمائي يُصور حياة الإنسان البدائي، ملامحهم سوداء تفيض بجلافة تتناسب مع أصواتهم العالية، وهم حين يتحدثون لا يعرفون ماذا يفعلون بأيديهم فتظلَّ تعلو وتهبط وتتكور ويرتفع منها الإصبع الإبهام نحو السماء أحيانًا أو الوسطى في وجوه بعضهم البعض في أحايين أخرى، وهم يشخرون طوال الوقت كأنَّ شخير الخرفان والعجول لحظة نحرها قد احتل حناجرهم، وهم يتساقط عرقهم في أكواب شايهم الأسود، وهم... يتكاثف في رأسي هذا البياض من جديد، أشفق عليهم حتى أكاد أجهش بالبكاء أمامهم، أكاد أقبل رؤوسهم واحدًا واحدًا وأنا أربّتُ على ظهورهم وأردد الجملة التي تتكرر بدون توقف في رأسي كجملة من أغنية نسي المغني ما بعدها من كلماتٍ: يا أخي المسكين، يا أخي الجاهل المسكين."
أرسل تعليقك