توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"رقصات التيه" رواية للبناني سامي معروف

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - رقصات التيه رواية للبناني سامي معروف

بيروت ـ وكالات

أي تيه أكبر من مواجهة الانسان «بروفا الموت» داخل السجن، حيث يعطل الانتظار الطويل جهاز استشعار الزمن لديه، ويستأصل من وجدانه كل أنواع المشاعر، أكانت محبة أم فرحاً أم حقداً أم حزناً؟ وأي تيه أكبر من شعور الانسان، بعد سنوات من السجن، بأنه خارج طابور الحياة، حيث ترك مكانه لغيره ولم يسمح له باسترجاعه؟ وأيضاً، أي تيه أكبر من تحول الانسان في سجون الشرق وبعض سجون الغرب، مثل معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا، الى «مشروع مجرم»، في ظل إسقاط الادارات «الأمنية» لهذه السجون أي اهتمام بالحالات الجسدية النفسية، ومنحها مساحات محدودة لعمل الجمعيات الانسانية، ما يجعل المأساة داخل مراكز الاحتجاز «التأديبية» و «العقابية» بحراً لا نهاية له؟ وسط هذه المأساة، يكتب سامي معروف رواية «رقصات التيه» (دار الفارابي - بيروت) معلناً رغبته الجامحة في «انقاذ ما يمكن انقاذه في هذا العالم» لرسم مستقبل واعد وأفضل يتشوق اليه الانسان المتألم، أكان سجيناً لأنه مجرم حقيقي أو بريء، أم طليقاً في سجن لا جدران له ولا أبواب. «رقصة التيه» الأولى تتمايل مع الثورة على وقع سجون الشرق، والتي تشكل الهمّ الأول لبطلة الرواية الصحافية سحر سالم. والمطلب الأهم لهذه الثورة تقريب سجون الشرق من الاصلاحيات في اوروبا، وإخراجها من حال صب الزيت فوق نار النزعة العنيفة داخل المجرم، تمهيداً لجعلها مدرسة للتأهيل النفسي والاجتماعي والأخلاقي. ومن المطالب ايضاً إلغاء عقوبة الإعدام وتقليص فترة السجن، «لأن المجرم مريض يحتاج الى علاج، وليس الى تأديب». تنشد ثورة سحر الرحمة من خلال الاقتراب من المتألمين، في اطار «جهاد ممتع» يرتبط بعملها الصحافي القادر على صنع معجزات. لكن «جهادها» يواجه ايضاً عقبات لكون المجتمع كله «سجاناً»، من رأس الهرم الى القاعدة، ما يجعلها تسلك الدروب الصعبة، من دون ان تكون وحدها إذ ينضم اليها فرد من «اهل البيت» السجين السابق ناجي العرم، ويمنحها حافز الارتقاء بالقضية الى أعلى. وهكذا تتحول سحر من البحث كإعلامية عن أفكار المتظاهرين أمام السجون الى قائدة لتحركاتهم. ولأنها تشاركهم موسم الهجرة والرحيل الدائم من دمعة الى ابتسامة، ومن استفزاز الى تحدٍّ من خلال حكاية أخيها هاني الذي تمرد على سجنه ظلماً وتعذيبه بالفرار وارتكاب جرائم، تعقد سحر العزم على الانتصار، وترفض التراجع عن مطالبها حتى أمام سلطة الوزير الذي يطالبها بتغيير أسلوبها. بالتالي يصبح لقاؤهما بلا معنى لأن دورها كصحافية هو نقل أخبار المجتمع، ونقل أوجاعه وشكواه. وتكاد سحر تتحكم بثورتها، لكنها تطرح أسئلة حول أسباب حماستها لموضوع السجن غير الشيّق، فهل هي عاشقة سجن، أم عاشقة سجناء، أم أن الأمر يتعلق بماضي حياتها؟ هنا تفتح ذراعيها لـ «رقصة تيه» ثانية تضيء «قنديل الأمل» لحبيب قادم من حلقة من الماضي. حلقة وجودية مؤلمة تتعلق بوالدتها التي ذبحت حب ناجي في بواكيره، و «قبرته» في السجن 20 سنة. ويلتقي الاتجاهان المتعاكسان للتيار نفسه الذي قذف بسحر الى الحياة وأسقط ناجي في النفق المرعب للسجن ليحرر الأخير من القيود المزمنة للظلم، فيستعيد فرحه الضائع من خلال قصة حب رسمها شيء اقوى منهما، وجعلهما يلتقيان على درب واحدة في صحراء موحشة لا رجاء فيها ولا قبس أمل. ناجي دخل سجن العزلة والغربة من جهة سحر الوالدة (التي تحمل الاسم ذاته)، وسحر الابنة حررته من سجنه القديم... انها ارادة السماء التي قالت كلمتها... وكانت أسمى من الجميع لإيجاد وسيلة انقاذ في عتمة الآتي. كذلك قالت السماء كلمتها في حكاية هزيمة السجين وليم عامر الذي أدى «رقصة التيه» الثالثة من دون أن يدرك حتى أنه حكم ظلماً. وضعت السماء مخطوطة يوميات عامر بعد وفاته في يد ناجي فكشفت حقيقة عدم وفاته انتحاراً، وجعلته يسترد على الأقل حقه المعنوي الضائع في نيل البراءة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رقصات التيه رواية للبناني سامي معروف رقصات التيه رواية للبناني سامي معروف



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رقصات التيه رواية للبناني سامي معروف رقصات التيه رواية للبناني سامي معروف



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon