اللاذقية - سانا
تحت عنوان تحية إلى هيشون أقيم في صالة هيشون للفنون في اللاذقية معرض فني واسع استضاف أكثر من خمسين فناناً وفنانة من نخبة الفنانين السوريين الذين قدموا مجموعة من الأعمال الفنية النحتية والتصويرية تحية إلى روح الفنان الراحل عيسى بعجانو المعروف بهيشون في ذكرى غيابه الثانية خاصة أن الفنان عرف عنه محبته الكبيرة لزملائه الفنانين وتعاونه ودعمه للشباب منهم إلى جانب انسانيته العالية وفنه المبدع الذي صار منارة لأجيال تلته من الفنانين السوريين.
في هذا الإطار ذكر الفنان والمصور الضوئي بسام المنيزلة أن مشاركته في هذا المعرض هي شكل من أشكال التخليد لقامة فنية كبيرة قدمت للفن السوري الكثير من الأعمال المهمة التي سيذكرها ويعتز بها تاريخ الفن السوري المعاصر وهو واجب على كل فنان أن يحتفي بما قدمه سواه من المبدعين.
وأشار إلى أنه يشارك بعمل تجريد ضوئي هو جزء من تجربة متكاملة يعمل عليها في التصوير الضوئي مضيفاً أنه حرص على المشاركة بها احتراماً للراحل هيشون وتحية له في ذكرى رحيله الثانية.
والفنان محمد أسعد سموقان قال.. هذه هي ذكرى رحيل صديق عمري الفنان عيسى بعجانو التي أتمنى لو كانت مهرجانا متنوع النشاطات فهيشون هو قامة من قامات الإبداع السوري وهو يستحق التكريم دائماً..وأضاف.. بالنسبة لي شاركت بعمل كان يعرفه هيشون جيداً ملخصاً بثلاث تجارب لي تحديداً هي المدينة والحجر والبشر والتي عمل عليها أيضاً هيشون بشكل رائع لكنه قدمها بشكل أسطوري ليضع لوحته ضمن ما ندعوه اللوحة السورية وكنت أتمنى أن تكون الأعمال المعروضة في هذا المعرض بمستوى أفضل فقد اختلفت المستويات الفنية كثيراً حيث أنك تجد عملا عالي المستوى وآخر متدنياً جداً.
وقال الفنان عنتر حبيب إن هيشون هو واحد من الفنانين الجميلين وهؤلاء يغيبون ولا يموتون و لذلك فأنه من الضروري والرائع أن تقام سنوياً مناسبة كهذه وان تغايرت المستويات الفنية المقدمة لأنه من الملاحظ مشاركة أعمال على مستوى عال من الابداع مقارنة بأعمال أخرى أقل منها في الجودة والتقنية والأفكار إلا أن هذا هو اختزال للمشهد التشكيلي الذي يضم دائماً الجيد والأجود.
وأضاف..أن هيشون لم يغب يوماً بل هو موجود في كل عمل وخط ولون وهذه خصوصية المعرض اذ أنها تأتي من كونه يعج بروحه وأود القول أنها تحية لنا منه نحن الفنانون السوريون وهو باق لايموت ولا يغيب فقد استطاعت روح الفنان هيشون أن تجمع أكثر من فنان مع أعمالهم ضمن مساحة تشبه القلب حين يضخ لتكتمل دورتنا الدموية هيشون كان حاضراً بيننا وسيبقى..وقال..نحن هنا بهيشون نقف بأرواح ملونة ليس لتقديم التحية فقط للجميل هيشون إنما نحن نحيي أنفسنا بوجود روحه بيننا والتي تعبق في أرجاء هذا المكان المسمى باسمه لذلك اتمنى أن يستمر هذا اللقاء وأن نجتمع دائماً على المحبة والعطاء لأن هذا البلد يستحق الكثير من الجمال.
من ناحيته قال الفنان نعمان عيسى إنه ورغم التفاوت في مستوى الأعمال الفنية المقدمة والتي تتبع للتجارب المشاركة الا أنها بمجملها تشكل بادرة نوعية يقوم بها الفنانون في محافظة اللاذقية نحو فنان كبير كهيشون تقديراً لما قدمه للمشهد التشكيلي وتعزيزاً للتواصل الفني بين الفنانين السوريين مؤكداً أن هيشون طالما كان يدعو إلى تجسيد فن راق يؤسس لتشكيل سوري معاصر نعتز به.
فيما رأى الفنان حمود السليمان أن هذه الأعمال هي أفضل ما لدى أصحابها وهذا يشير إلى احترامهم للمناسبة ورغبتهم في تقديم أفضل ما لديهم تحية للراحل هيشون ففي مناسبة كهذه يجب أن يقدم الفنان أعماله الجميلة والتي تسهم بالارتقاء بمستوى المعرض وتحترم المناسبة التي تحتضنه وهو ما فعله الفنانون المشاركون..ولفت الفنان محمود حسن إلى أنه شارك بلوحة منفذة بالباستيل الطبشوري كنوع من التقدير لاسهامات الفنان الراحل في المسار الفني السوري وهي فرصة لاجتماع الفنانين في مناسبة تساعد على تخليد هيشون في ذاكرتنا واذهاننا تماما كما هي أعماله التي تنتشر في كل مكان و تلقى كل يوم مزيدا من التأمل والدراسة.
وقالت الفنانة لينا حسن.. شاركت بعمل نحتي من الخشب يمثل التراث السوري الاوغاريتي من خلال احد رموزه وهي الثور الاوغاريتي وكان لابد لي من المشاركة لأحيي هذا الفنان العظيم الذي احزننا فراقه وهو الذي كان يعتني بالتراث السوري وكان يحمل هم الوطن ويحاول تكريسه في أعماله فهو فنان جميل تمتلئ به ذاكرتنا كما تمتلئ به زوايا هذا المكان الجميل..النحات نضال الشيخ علي اوضح انه شارك بعمل نحتي يحمل عنوان "حواس" وكانت هذه المساهمة منه تقديراً لروح الفنان الراحل وتكريماً له ولذكراه التي لا تفارقنا خاصة وانه طالما رعى الفنانين الشباب و شد من عزيمتهم وقدم لهم من العلم والخبرة كل ما أوتي.
أما النحات ياسر صبيح فنوه إلى المناسبة الجميلة التي جمعت هؤلاء الفنانين الى جانب بعضهم البعض ليتم لقاء تجارب مختلفة والتعرف على تجارب أخرى لم يسبق لنا الاطلاع عليها لكن كنت أتمنى أن يكون هذا اللقاء على مستوى أفضل لأن هيشون يستحق الأفضل دائماً.
يذكر أن الفنان التشكيلي السوري عيسى بعجانو المعروف بـ هيشون توفي في مدينة اللاذقية الساحلية في شباط عام 2012 عن 58عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض أعماله مقتناة لدى وزارة الثقافة السورية ومتحف الفن الحديث ببخارى في أوزبكستان إلى جانب جهات عامة وخاصة في مختلف دول العالم لم تقتصر تجربته على الجانب التشكيلي بل تعدته إلى حقول الشعر والقصة القصيرة والدراسات النقدية إلى جانب عدد كبير من الأبحاث الفنية منها والأدبية والتاريخية.
أرسل تعليقك