توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المكان يضيق بالتنوع الحيوي الكبير في تايوان

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المكان يضيق بالتنوع الحيوي الكبير في تايوان

تايوان ـ وكالات

الجبال التي لا يمكن الوصول إليها في تايوان تحفظ جزءا كبيرا من التنوع البيولوجي الفريد هناك. ويحاول الخبراء أيضاً الحفاظ على البيئات الطبيعية للنباتات والحيوانات في المناطق المنخفضة المكتظة بالسكان، مهما صغرت مساحتها.لحسن الحظ، لا يمكن إزاحة الجبال في تايوان عن مكانها باستخدام الجرافات ودفعها باتجاه البحر لإفساح المجال للبناء العمراني، وإلا فإن ذلك كان سيحدث بالتأكيد، ولكانت المزيد من الأراضي قد تم بناؤها بالكامل بإنشاء المزيد من المباني الصناعية والمنازل والطرق السريعة عليها. هذا ما يقوله عالم البيولوجيا برونو فالترالذي يدرس الطب البيئية وعلم البيئة منذ ثلاث سنوات بجامعة تايبيه الطبية. ما يقرب من نصف مساحة البلادغير صالحة للتخطيط العمراني بسبب سلاسل الجبال العالية، ولذا بقيت البيئة الطبيعية هناك بكرا، فيد الإنسان لم تتدخل لتفسد أو تغير الحياة النباتية أو الحيوانية.وتتميز الحياة النباتية والحيوانية في تايوان بغنى واسع، ويرجع هذا جزئيا إلى تنوع البيئات الطبيعية التي تتنوع بين الهضاب والمناطق الساحلية الغنية بالشعاب المرجانية والأراضي الرطبة والغابات المطيرة إلى الجبال التي يصل ارتفاعها إلى ثلاثة آلاف متر. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك تقع الجزيرة ضمن منطقتين مناخيتين، إحداهما شبه مدارية وتقع شمالا، أما الثانية فهي استوائية وتقع جنوبا.لكن التنوع البيولوجيمهدد بدرجة كبيرة، والفضل في عدم وجود خسائر كبيرة بالرغم من التطور الصناعي المتسارع وتضاعف عدد السكان ثلاث مرات خلال العقود الخمس الماضية يرجع بشكل أساسي إلى الطبيعة الجيولوجية للبلاد، كما يرى فالتر. ويعشق عالم البيولوجيا الطيور وقد قام بالتعاون مع باحثين من معهد تايوان للبحوث المتوطنة Taiwan Endemic Research Institute بمراقبة أنواع الطيور الموجودة في تايوان والبالغ عددها 589 نوعا من أنواع الطيور، وتحديد المناطق المختلفة التي تعيشها تلك الأنواع.إن هناك 17 نوعا من الطيور فريدة من نوعها ولا توجد في أي مكان آخر في العالم، إلا في المناطق الجبلية العالية في تايوان حصرا. ومنها على سبيل المثالطيور فايركريستFirecrest الصغيرة الملونة التي تم العثور عليها على علو يتراوح بين 1800 إلى 2500 مترا، وتعيش هذه الأنواع النادرة بشكل أساسي في الغابات الصنوبرية في المناطق الجبلية وعلى علو شاهق للغاية.لكن الطيور التي تعيش في المناطق المنخفضة هي التي تهددها الأخطار. وستصبح البيئة الملائمة لحياة بعض هذه الأنواع محدودة للغاية، إذا ما اتسعت حركة البناء والتشييد العمراني، وكذلك إذا تم تنفيذ فكرة التوسع في إنتاج الطاقة المتجددة على النحو الذي اقترحه وزير البيئة. وكما يقول الباحث فالتر فإن "أكثر من 95 في المئة من مساحات الأراضي المسطحة تم بالفعل تشييد مباني عليها، أو تمت زراعة مساحات واسعة جدا بقصب السكر أو بمحاصيل أخرى لإنتاج الطاقة، وبهذا تعرضت البيئة الطبيعية لحياة أنواع نادرة من الحيوانات أو الطيور، لخطر الانقراض، ومنها طيور السمان على سبيل المثال."وهذا الخطر لا يتهدد الحيوانات وحدها، بل والنباتات كذلك، فهي قد تختفي إذا ما تعرضت بيئتها الطبيعية للتدمير. وهكذا فقد أدى بناء طريق عبر الغابة بين منطقتين رئيستين لنمو أحد الأنواع النادرة من نبات السرخس، إلى انقراضه. وكما يقول رالف كناب، الذي قام العام الماضي بنشر كتاب يتألف من أكثر من ألف صفحة حول أنواع نباتات السرخس في تايوان:"في جميع أنحاء الجزيرة لم يتبق الآن سوى حوالي 20 الى 30 نوعا من هذه الأنواع والتي تعتبر تايوان موطنها الأصلي، وقد تم العثور على عدد قليل منها الآن فقط في الغابات شبه الاستوائية المحيطة بالعاصمة تايبيه.ولكن ولحسن الحظ تسنى استزراع السرخس وتربيته في المختبر وفي البيوت البلاستيكية، كما تكللت أولى المحاولات لإعادة غرسها في الغابات بالنجاح، وأصبحت المخاوف بشأن الانقراض الفوري لهذا النوع حاليا أمرا مستبعدا. إلا أن القلق قائم بشأن الاختفاء التدريجي للأشجار الكبيرة، وبالرغم من العقوبات القاسية المفروضة إلا أن أشجار الكافور مثلا تتعرض للقطع الجائر، الأمر الذي يجعلها مهددة بالانقراض كما يوضح كناب الذي انتقل قبل 14 عاما للعيش في تايوان، ولم يرتبط بتلك الجزر فقط بسبب عشقه للطبيعة هناك، ولكنه كون هناك عائلة، أصبحت عاملا في توثيق ارتباطه بذلك البلد.ولا تعتبر الاستفادة من خشب شجرة الكافور السبب الوحيد لتعرضها للقطع الجائر، بل أن هناك دافع أخر يتمثل في "استزراع نوع معين من نبات الفطر، لا ينمو إلا على جذوع شجر الكافور المتعفن. ويباع هذا النوع من الفطر بثمن مرتفع، لأنه يستخدم في الطب الصيني التقليدي لعلاج الكثير من الأمراض، مثل التسمم والإسهال وارتفاع ضغط الدم وسرطان الكبد. ولكن ذلك لا يعرض شجرة الكافور وحدها للتدمير، وإنما يترتب عليه أيضا انقراض الحيوانات التي تعيش حصرا على تلك الأشجار، كبعض أنواع السحالي"، كما يقول كناب.عمل كناب بشكل وثيق مع العلماء في معهد البحوث الحرجية تايوان Taiwan Forestry Research Institute، كما تعاون أيضا مع معهد (TESRI)الذي تأسس قبل 20 عاما ويعمل فيه الخبراء على الحفاظ على التنوزع البيولوجي الغني في البلاد. كما يقوم الباحثون في تلك المعاهد أيضا بدراسة توزيع وسلوك الحيوانات والنباتات، وبوضع استراتيجيات لحماية الأنواع المهددة بالانقراض وكذلك بجهود عبر الإعلام وورش العمل في إطار رفع الوعي الشعبي بقضية حماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي. وكما يرى رالف كناب، فإن "الشعب في تايوان يرتفع وعيه بمفهوم حماية البيئة بشكل عميق، فهناك العديد من المتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية للحفاظ على الحياة البرية، وأيضا العديد من جمعيات حماية البيئة مثلTaiwan Watch Instituteأو جمعية الحياة البرية Society of Wilderness. من جانبها قررت الحكومة مؤخرا عدم بناء طرق جديدة في الجبال التي لا يمكن الوصول إليها، وعدم صيانة الطرق القديمة. لكن الأسباب التي تقف وراء ذلك القرار بشكل رئيسيلم تكن بيئية، وإنما اقتصادية، إذ شهد استغلال الغابات في البلاد نوعا من الركود، ولم تعد هناك حاجة إلى وجود شبكة كثيفة من الطرق.وفي المحصلة يعد ذلك تطورا إيجابيا لصالح الحياة البرية في جبال تايوان، إذ تبقى البيئة التي تعيش فيها الحيوانات والنباتات النادرة سليمة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المكان يضيق بالتنوع الحيوي الكبير في تايوان المكان يضيق بالتنوع الحيوي الكبير في تايوان



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المكان يضيق بالتنوع الحيوي الكبير في تايوان المكان يضيق بالتنوع الحيوي الكبير في تايوان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon