توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القطاع يمثل أعلى معدل بطالة في العالم بعد 3 حروب

أطفال غزة يحرمون من التعليم لإنقاذ عائلاتهم من الجوع

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أطفال غزة يحرمون من التعليم لإنقاذ عائلاتهم من الجوع

اضطرار أطفال غزة للعمل مقابل أجر زهيد وسط أنقاض الحرب
القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد

تمثل غزة أعلى معدل بطالة في العالم بعد ثلاث حروب خاضتها على مدار ست سنوات، وترسل العائلات التي تعاني من فقر مدقع أطفالها إلى العمل تحت الأنقاض، ويمكنك مشاهدة الصبية وهم يعملون تحت الأنقاض الناجمة من آثار الحرب بين إسرائيل وحماس 2014.أطفال غزة يحرمون من التعليم لإنقاذ عائلاتهم من الجوع

وأفادت وزارة العمل الأميركية بعدم وجود برامج للقضاء على عمالة الأطفال، وتبين أن السلطة الفلسطينية فشلت في التصديق على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بعمل الأطفال بعد أن انضمت إلى اتفاقيات الأمم المتحدة لحقوق الطفل، ويكشف التقرير الذي صدر عام 2014 من قبل وزارة العمل الأميركية أن الأطفال في غزة مدفوعين إلى تهريب البضائع عبر الأنفاق فى غزة حتى أغلقت عام 2014، واستخدم الأطفال أيضًا لتهريب المواد المخدرة من الضفة الغربية إلى إسرائيل.

 ويوثق التقرير تدريب الاحتلال للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارم 12 عاما، مع رصد حالة واحدة من استخدام طفل كدرع بشري وآخر كمخبر من قبل القوات الإسرائيلية في الحرب الأخيرة.

وأوضح الدكتور ماهر الطباع الخبير الاقتصادي في غزة أن واقع عمالة الأطفال في غزة يعتبر من أسوأ الأزمات على مستوى العالم، مضيفًا " ستنخفض عمالة الأطفال في حال وجود ضمان اجتماعي سليم للعائلات الفلسطينية الفقيرة، ويجب تضافر الجهود من جميع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني لمحاربة ظاهرة عمالة الأطفال".
ويعمل الصبي عزيز رنتيسي 6 سنوات في جمع قطع الأسمنت من المباني البالية في دلو من البلاستيك، وينقل الصبي ما جمع من الحجارة ويبيعها وشقيقه عبد الفتاح (8 أعوام) مقابل 5 شيكل أو 50 بنسًا لكل 50 كيلو يجمعوه من الحجارة، وإذا استطاعوا جمع خمسة أحجار أسمنتية سليمة فإنم يربحون 15 بنسًا.أطفال غزة يحرمون من التعليم لإنقاذ عائلاتهم من الجوع

ويمكن القول أن الصبي وشقيقه يربحان حوالي 5 إسترليني أسبوعيًا، ويعملان منذ الرابعة أو الخامسة بعد الظهر بعد الانتهاء من المدرسة في الحادية عشر، ويقول عزيز " لم أركب دراجة أبدًا أتمنى أن أملك واحدة، لكن الرجل الذي يشتري الحجارة سيغلق قريبًا وليس هناك وقت للعب بالدراجة، وهناك شيئان أتمناهم في هذه الحياة : أن أحصل على دراجة سوداء وأستمر في جمع الحجارة".

ويعمل الشقيقان كجامعي أنقاض فى بيت حانون واحدة من أكثر المناطق تضررًا خلال الحرب التي استمرت لمدة 51 يومًا عام 2014 وأسفرت عن مقتل 220 فلسطينيًا و73 إسرائيليًا، ويعد عزيز وعبد الفتاح من بين 104 ألف طفل فلسطيني مجبرًا على العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويعتقد أن غزة لديها أعلى معدل للبطالة في العالم حيث أن ما يقرب من نصف السكان البالغين من دون عمل، وعلى الرغم من إزالة الكثير من الأنقاض من حوالي 100 ألف منزل متهدم في الحرب الأخيرة إلا أنها لا يزال هناك مواد يتم جمعها نظرًا لنقص المعروض منها بعد إغلاق الأنفاق بين مصر وقطاع غزة.

وبدأ الاقتصاد في الانهيار بعد عام 2005 عندما سحبت إسرائيل المستوطنين اليهود الذين يعيشون في قطاع غزة، وبحلول عام 2006 فازت حركة "حماس" المتشددة بالانتخابات في غزة وأخذت السلطة من حركة فتح والتي تمثل الطرف الفلسطيني العلماني الرائد، وقطعت إسرائيل بعدها العلاقات وحاصرت غزة جوًا وبرًا وبحرًا، وارتفعت نسبة البطالة، وانهار الاقتصاد بعد خوض ثلاث حروب خلال ست سنوات فقط، واضطر عدد كبير من الأطفال إلى العمل جراء الحرب الأخيرة بعد أن فقدوا أحد أو كلا الوالدين أو أصبح آبائهم عاطلين عن العمل أو جرحى أو معاقين أو مرضى أو غير قادرين على العمل.

ويعانى دياب الرنتيسي (42 عامًا) والد عزيز وعبد الفتاح من مرض السكري لكنه لا يتناول علاج ولذلك فهو عرضة للنوبات وفقدان الوعي المفاجئ ما يجعله لا يعمل، أما شقيقهما حمزة (10 سنوات) فيعاني من شلل دماغي ويرقد في منزل الأسرة المكون من ثلاثة طوابق ونادرًا ما يتركه، أما الشقيق الأكبر فارس (18 عامًا) فأزيلت إحدى عينيه بسبب مرض السرطان.

وتعيش الأسرة المكونة من ثمانية أفراد في مساحة تخزينية محولة في أبراج العودة التي بنتها حكومة فتح السابقة لإيواء الفقراء في غزة لكنها الآن مهملة من قبل حكومة "حماس" التي تدفع الحد الأدنى للفقراء، وتقول العائلة إن الحكومة تدفع لهم 1500 شيكل (250 إسترليني) كل ثلاثة أشهر، وفي ظل عدم وجود تدفئة يعتبر الجو داخل منزل الرنتيسي باردًا بشكل أكبر عن خارج المنزل، ولا يوجد في المنزل مياة جارية والمرحاض عبارة عن حفرة في الأرض، ومع انقطاع الكهرباء في غزة تعتبر الأسرة محظوظة لأنها تحظى بثماني ساعات يوميًا من الكهرباء.

وتستطيع العائلة أثناء وجود الكهرباء ضخ المياه إلى خزان في الخارج للشرب والطهي إلا أن هذه المياه تعتبر ملوثة وغير آمنة للشرب من قبل منظمة الصحة العالمية بنسبة 95%، ولا تستطيع الأسرة الدفع من أجل المياة المُحلاة من أجل الشرب، ولا توجد نوافذ في المنزل مثل معظم سكان غزة، وهناك تسريبات في المطبخ ما يجعل الأرض عارية، وفي إحدى زوايا المنزل توجد ثلاجة وغسالة أطباق تم التبرع بها من أجل الأسرة.

وعندما يصل عزيز وعبد الفتاح إلى المنزل بعد المدرسة يغيران ملابسهما ويرتديان الجينز، ولا يحصلان على وجبة الغداء لعدم وجود طعام، وبحلول منتصف النهار يعود الأطفال حيث يعملون بالجواز في الأنقاض، ويقول عزيز " رأيت شظايا صواريخ في أحد المباني البالية ولكن لا أظن الأمر خطيرًا".

وعاش عزيز خلال حربين أما عبد الفتاح فعاش خلال الحروب الثلاثة، ويقول عزيز " أتذكر إطلاق الصواريخ في الطابق العلوي، كنت داخل المنزل وشعرت كأن هناك زلزالًا عندما ضرب الصاروخ منزل الجيران، كنت ألعب على هاتف والدي، وغادرنا في اليوم التالي طالبين اللجوء".

ويقول عبد الفتاح أنه يتعب من جمع الحجارة ولكن ليس لديه أي خيار أخر، حيث يغادر المنزل في السادسة صباحًا متجهًا إلى المدرسة ويعمل من الساعة الثانية عشر ظهرًا حتى السادسة مساء، وأضاف عبد الفتاح " أعطي والدي المال الذي أكسبه لشراء الطعام، وطعامي المفضل هو الدجاج والأسماك ولكن لا نأكله".

ويعمل الأطفال والشباب في جميع أنحاء قطاع غزة في جمع الأنقاض والمرائب في الشارع والمصانع، ويعيش جميل مؤمن (21 عامًا) وشقيقه الأصغر هيثم (15 عاما) في مخيم الشاطئ للاجئين، ويريد جميل أن يدرس في الجامعة ولكنه بدلًا من ذلك يبيع البالونات ويركب سيارة كهربائية صغيرة للأطفال لمساعدة عائلته، واضطر هيثم إلى ترك المدرسة لمساعدة العائلة أيضًا، ويعمل لمدة ثماني ساعات في بيع البالونات بما يعادل 15 بنسًا في الحدائق ومراكز التسوق والمطاعم وسط غزة، في حين أن طبق المعكرونة سعره أكبر من دخل هيثم اليومي الذي يعادل 4 أسترليني.

ويفترض أن الحد الأدنى لسن العمل في الضفة الغربية وقطاع غزة هو 15 عامًا و18 عامًا للأعمال الخطرة لكنه لا يطبق في غزة، وتسيطر السلطة الفلسطينية على المنطقة المعروفة باسم المنطقة (أ) و(ب) أما المنطقة c فتسيطر عليها القوات الإسرائيلية بشكل كامل، ويؤخذ أطفال فلسطينيون هناك للعمل في المزارع الإسرائيلية ولا تستطيع السلطة الفلسطينية إرسال مفتشي العمل لهذه المزارع.

وفى الوقت نفسه لا يعرف دياب وحنان والدا عزيز وعبد الفتاح كم من الوقت يمكنه تحمل نفقات إرسال أبنائهم إلى المدرسة، فربما يضطرون إلى حرمانهم من المدرسة حتى يعملان بدوام كامل، وأوضح الوالدان أن ارسال أبنائهم للعمل هو الخيار الأخير أمامهم، ويضيف دياب " ما يربحونه يوميا لا يصل إلى 10 شيكل، أنا لا أؤيد حماس أو فتح وكلا منهما لا يفعل شيئًا من أجل السكان، ونحن نتوق إلى حياة طبيعية مثل أي شخص خارج غزة"

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال غزة يحرمون من التعليم لإنقاذ عائلاتهم من الجوع أطفال غزة يحرمون من التعليم لإنقاذ عائلاتهم من الجوع



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال غزة يحرمون من التعليم لإنقاذ عائلاتهم من الجوع أطفال غزة يحرمون من التعليم لإنقاذ عائلاتهم من الجوع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon