توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيادة مطردة في مستويات تعرّض الصغار للمواقف الصعبة

علماء يكشفون طرق التعامل مع الأطفال لمواجهة العنف في العالم

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - علماء يكشفون طرق التعامل مع الأطفال لمواجهة العنف في العالم

التعرض لأحداث عنيفة يمكن أن يترك أضرارا نفسية دائمة على الأطفال
لندن ـ كاتيا حداد

عندما يعلم الأطفال عن أخبار مثل إطلاق النار المميت في المدرسة التي أودت بحياة أكثر من 12 شخصا في 14 فبراير /شباط 2018، في مقاطعة بروارد، فلوريدا، فالسؤال المنطقي الذي يمكن أن يسألوه: هل سيحدث نفس الشيء لي؟، وهذا  هو السؤال الذي بحثه باحثين وأطباء سريين درسوا مشكلة العنف على مدى العقود الثلاثة الماضية، وشهدوا زيادة مطردة في مستويات تعرض الأطفال للعنف وأثره المدمر على صحتهم النفسية, وكيف يؤثر هذا التعرض على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين؟ وكيف ينبغي لنا أن نعالج الخوف المتزايد وانعدام الأمن الناجم عن مثل هذه الأحداث؟

التعرض للعنف
وتقول الدراسة :"اليوم، يستخدم الأطفال العديد من أشكال الإعلام المختلفة على مستويات غير مسبوقة - 92 في المائة من المراهقين يدخلون على الانترنت يوميا و 24 في المائة هم قابعون على الانترنت باستمرار, ونتيجة لذلك، حتى عندما يحدث العنف في جزء آخر من البلد، يمكن أن يتعرض الأطفال لهذا الحدث وعواقبه على الفور وبشكل مكثف ومتكرر, بالإضافة إلى ما يرونه في الأخبار أو على وسائل الإعلام الاجتماعية، ويمكن للأطفال أن يشهدوا أو يكونوا ضحايا للعنف بطرق أخرى كثيرة, على سبيل المثال، عندما قمنا بمسح لطلاب المدارس الثانوية، أفاد ما بين 13 و 45 بالمائة أنهم تعرضوا للضرب في المدرسة, وبين 23 و 82 في المائة قالوا إنهم شاهدوا شخصا آخر تعرض للضرب في المدرسة في العام الماضي, وكانت عمليات إطلاق النار داخل المدارس وحولها أمرا منتظما في السنوات الأخيرة".

ماذا يحدث للأطفال
الأطفال الذين يذكرون مستويات عالية من التعرض للعنف إما كشهود أو ضحايا يذكرون أعلى مستويات الاكتئاب والغضب والقلق, ووجدت دراستنا مع الأطفال في الصفوف من الثالث إلى الثامن الذين شهدوا ضحية تٌضرب أو تُصفع أو تٌلكم أن 12٪ من هؤلاء الأطفال أبلغوا عن مستويات القلق التي قد تتطلب العلاج, وبالمثل، بعد ستة أشهر من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية، أظهر مسح لأكثر من 8000 طالب بمدينة نيويورك في الصفوف من الرابع إلى الثاني عشر أن ما يقرب من 30 في المائة من الأطفال أبلغوا عن أعراض القلق أو الاكتئاب.

ويمكن أن يكون للتعرض للعنف آثار أخرى طويلة الأجل أيضا, وقد أظهرت الدراسات كيف يمكن للأطفال الإصابة بالحساسية للعنف: أي أن الأطفال يمكن أن يصدقوا أن العنف هو وسيلة مقبولة لحل المشاكل وأنه من دون عواقب, ويمكنهم أيضا أن يصدقوا أن العنف يمكن أن يحدث في أي مكان ولأي شخص في أي وقت, وعلاوة على ذلك، فإن هؤلاء الأطفال معرضون أيضا لخطر ارتكاب أعمال عنف ضد الآخرين.

وتبيّن الأبحاث أن الأطفال الذين يشهدون أو يتعرضون للعنف يصبحون أكثر عدوانية تجاه الآخرين, ويظهر هؤلاء الأطفال أيضا مستويات إشكالية من أعراض الإجهاد اللاحق للصدمة, ولقد وجدنا دائما علاقات بين التعرض للعنف وأعراض الصدمة، سواء قمنا بمسح للأطفال في المدارس والشباب في المجتمع أو الأحداث الذين كانوا يتلقون العلاج نتيجة للتسريب من نظام السجون, وأبلغ المراهقون المعرضون لمستويات عالية من العنف عن مستويات أعلى من الغضب والاكتئاب, كما أفادوا عن ارتفاع معدلات الرغبة في إيذاء أو قتل أنفسهم مقارنة بالمراهقين في مجموعات تعرض أقل للعنف.

التعرض للإعلام
لقد أكدت دراسات حديثة أن ارتفاع التعرض للعنف التلفزيوني للأطفال والمراهقين يرتبط أيضا بمستويات أعلى من العدوان والسلوك العنيف, ويرتبط التعرض للعنف الذي يظهر من خلال وسائل الإعلام باستمرار مع السلوكيات الصعبة، مثل الزيادات في العدوان والقلق, ويمكن للأطفال أيضا أن ينتهي بهم المطاف إلى تعاطف أقل مع الآخرين, وبعض الأطفال المعرضين لمختلف أشكال العنف الإعلامي - وليس العنف التلفزيوني فحسب، بل العنف على شبكة الإنترنت، وفي الأفلام وفي ألعاب الفيديو - يمكن أن يرى العالم كمنطقة مخيفة حيث لا يكونون آمنين، أو قادرين على حماية أنفسهم من الأذى.

وهذه مشكلة خاصة بالنسبة للأطفال الصغار جدا، مثل الأطفال دون سن السادسة الذين يواجهون صعوبة في تمييز الواقع عن الخيال, ويمكن أن يضر التعرض للعنف بالنمو العاطفي والعقلي للأطفال والمراهقين الصغار, فالأطفال في تلك السن غير قادرين على معالجة ما يرونه ويسمعونه بفعالية, وقد يرجع ذلك جزئيا إلى أن التعرض المزمن للعنف يمكن أن يؤثر على أجزاء من الدماغ, وبالنسبة للمراهقين، الجزء الأمامي من أدمغتهم هو أخر ما يتطور وينضج, ويسمى هذا الجزء من الدماغ قشرة الفص الجبهي، وهي مسؤولة عن معالجة المعلومات والتحكم بالنبضات والمنطق, والمراهقين المعرضين لألعاب الفيديو العنيفة يعانون من انخفاض النشاط في قشرة الفص الجبهي، مما يجعلهم أكثر عرضة لمواجهة صعوبة في حل المشاكل والسيطرة على عواطفهم.

ماذا يمكن للآباء القيام به؟
للوالدين دور هام يلعبونه, من خلال معرفة أين أطفالهم، وما يفعلونه ومع من هي من أفضل الطرق للمساعدة في دعم الأطفال, وهذا يحسن قدرتهم على التعامل مع ما يجري في العالم من حولهم, وينطبق الشيء نفسه على المراهقين أيضا, ويفترض أحيانا أنه عندما يصل الأطفال إلى مرحلة المراهقة، فإنهم يحتاجون إلى قدر أقل من الدعم والمراقبة لأنهم يقضون وقتا أطول مع أقرانهم ويزيدون من مطالبهم بالاستقلال, ولكن الحال ليس كذلك, حيث يتاح للمراهقين إمكانية أكبر للوصول إلى وسائط التواصل الاجتماعي، وإلى المخدرات والكحول، وإلى وسائل النقل, وإلى جانب ذلك، إلى جانب إن الدليل المتنامي على أن أجزاء حل المشكلات والسيطرة على الدافعية لم تتطور بعد, وكثيرا ما يكون أولياء الأمور أول من يعترف بأن أطفالهم يواجهون صعوبة مع مشكلات الصحة العقلية والسلوكية, ويمكن أن يكونوا أفضل مقدمي المساعدات الأولية في مجال الصحة النفسية كلما يحتاج أطفالهم إليها.

 قد تكون سرعة وكثافة وصور تغطية مدارس فلوريدا مثيرة للقلق لدى كل من الشباب والكبار, ومن المهم أن نواصل مناقشة هذا الأمر مع أطفالنا ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم ووجهات نظرهم، مع تأكيدهم بأن أعمال العنف المتطرفة هذه، في حين أنها مزعجة للغاية، هي استثناء وليست القاعدة, والأهم من ذلك كله، يحتاج الأطفال إلى الشعور بأنهم آمنون، وأننا نهتم بهم وأنهم ليسوا وحدهم في التعامل مع أعمال العنف المروعة هذه.

 وقد نُشرت هذه النتائج لأول مرة على موقع The Conversation"".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء يكشفون طرق التعامل مع الأطفال لمواجهة العنف في العالم علماء يكشفون طرق التعامل مع الأطفال لمواجهة العنف في العالم



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء يكشفون طرق التعامل مع الأطفال لمواجهة العنف في العالم علماء يكشفون طرق التعامل مع الأطفال لمواجهة العنف في العالم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon