توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسومها السنوية 11 ألف إسترليني وتفرض نظامًا صارمًا

مدرسة في لندن لا تعتمد على أساليب التكنولوجيا حتى داخل المنزل

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مدرسة في لندن لا تعتمد على أساليب التكنولوجيا حتى داخل المنزل

مدرسة "لندن أكورن"
لندن - كاتيا حداد

تقع مدرسة "لندن أكورن" في أحد المناطق الخلابة المحاطة بالحدائق التي يملكها الصندوق الوطني حيث لا توجد هواتف ذكية أو "لاب توب" أو "آي باد" أو غرف للتكنولوجيا باهظة الثمن أو ألواح تفاعلية للكتابة أو شاشات التليفزيون، كما يلتزم الآباء الذين يسجلون أطفالهم في هذه المدرسة بالنظام الصارم في المنزل مع عدم وجود تليفزيون أو أجهزة كمبيوتر حتى في وقت العطلة.

وتشعر المدرسة بالقلق إزاء تأثير التكنولوجيا الجديدة على الأطفال، واختارت المدرسة لنفسها شعار "لا للتكنولوجيا"، وتحظر المدرسة أجهزة الكمبيوتر والإنترنت والتليفزيون في المدرسة والمنزل على حد سواء، وزارت جريدة "الغارديان" المدرسة ووجدت مجموعة من الطلاب يمشون في نزهة بين الحدائق ويحتفلون بعيد ميلاد في حديقة رياض الأطفال مع وجود كعكة الجزر، وفي غرفة خشبية يجلس اثنان من الطلاب يعملان على أحد المشاريع.

ويتعلم الأطفال في كتب التمارين الخاصة بهم ويكتبون الكتابة العادية بشكل متكرر، ويشتركون أيضًا في صنع بعض الأدوات الخشبية مثل عمل خطافات لتعليق المعطف للأطفال الأصغر، كما صنعوا مخطرة خشبية مثيرة من الطراز القديم لورش العمل.

وافتتحت المدرسة عام 2013 وكانت تضم فقط 42 طالبًا تصل أعمارهم إلى 14 عامًا، ويمكن للمدرسة استيعاب 84 طالبًا، وتبلغ الرسوم السنوية للمدرسة 11 ألف إسترليني، وتعد من مدارس الأثرياء، وتبذل قصارى جهدها للحد من تأثير التكنولوجيا على الشباب.

وكشفت دراسة عالمية في وقت سابق هذا الشهر بواسطة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "OECD"، أن الاستثمار في أجهزة الكمبيوتر والتكنولوجيا الحديثة داخل الفصول الدراسية لا يحسن من أداء التلاميذ، مع ارتباط استخدام أجهزة الكمبيوتر بنتائج أقل، كما أثارت تقارير أخرى المخاوف بشأن التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على الشباب واضطرابات السلوك المرتبطة باستخدام الهواتف المحمولة وأجهزة "آي باد" في الفصول الدراسية.

وجاء في ميثاق المدرسة: "نحن ضد كل أشكال الإلكترونيات للأطفال الصغار، إذا اخترت هذه المدرسة يجب عليك دعم وجهة النظر تلك بغض النظر عن ما قد تشعر به شخصيًا".

ويشعر الكثير من الآباء بالقلق إزاء الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشات ولاسيما في المنزل، إلا أن مدرسة "أكورن" تفرض نظامًا صارمًا في هذا الشأن.

وتشترط قواعد المدرسة عدم السماح للأطفال بالتعرض للتليفزيون قبل عمر 12 عامًا، وبعد ذلك يسمح لهم بمشاهدة الأفلام الوثائقية بعد فحصها من قبل الآباء، ولا يسمح للطلاب بمشاهدة الأفلام قبل عمر 14 عامًا، أما الإنترنت فيمنع استخدامه حتى عمر 16 عامًا في المدرسة وفي المنزل أيضًا، وتستخدم أجهزة الكمبيوتر كجزء من المناهج الدراسية لمن تزيد أعمارهم عن 14 عامًا.

وأفاد كيفن بورشل الذي التحقت ابنته كارمن (12 عامًا) بالمدرسة العام الماضي: "تطلب المدرسة أشياء كثيرة من الآباء والأمهات، لكنها تستحق هذا لأن النتائج الكيفية على الأطفال مميزة جدًا ونحن مسرورون للغاية، وأعتقد أن الأمر سيكون أسهل على الآباء الذين يذهب أطفالهم إلى المدرسة ابتداء من رياض الأطفال، وانضمت كارمن إلى المدرسة في العام الماضي، وكانت من قبل في إحدى المدارس الابتدائية السائدة".

وتابع بورشل: "عرفنا المدرسة في النهاية، وتعتبر هذه المدرسة استجابة للتأثير السلبي للشاشات في المنزل من حيث إدمان الطلاب لها، وفي تقليل استخدام الشاشات في المنزل تقل بالتالي الآثار المضرة الناتجة عن زيادة استخدامها على الثقافة العامة، وأصبحت ابنتي ملتزمة بالتصرف بطريق معينة وأتيح لديها المزيد من الوقت للقيام بأشياء أخرى".

وذكرت كارمن التي اكتشفت أنها تستمتع بالخياطة: "كنت غاضبة قليلًا عندما عرفت أنه لا يوجد تكنولوجيا في المدرسة، ولا زلت أشعر بالحرج أمام زملائي في المدارس الأخرى، وحصلت صديقتي على آي باد وعندما قالت لي هل يمكن أن نلعب سويًا قلت لها إنه ليس مسموحًا لي، أشعر بالضيق أحيانًا بسبب عدم مشاهدة التلفاز أو التحدث عبر الإنترنت، ولكني أحببت حقيقة أنني أصبح لدي خيال لا يملكه الكثير من الأطفال".

والتحق إدوارد (14 عامًا) بالمدرسة في العام الماضي، ولا يسمح له باستخدام الكمبيوتر إلا أنه يقرأ عنه الكثير بشغف، وبيّن إدوارد: "لم أنزعج كثيرًا، فإذا لم يمكنني استخدام الكمبيوتر فيمكنني القراءة عنهم، حقًا إن القراءة لن تكون مثل الاستخدام الفعلي لكنها تساعد".

وأوضح أربعة من مجموعة مكونة من ستة طلاب تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 14 عامًا، أنهم يرغبون في الحصول على وسائل التكنولوجيا الجديدة.

وأشارت جانيس مور وهي والدة زوي (8 أعوام) و إيمي (3 أعوام)، إلى أنها اختارت هذه المدرسة بعد ازدهار مستوى أطفال أصدقاءها في مدرسة مماثلة تمنع استخدام التكنولوجيا.

وأضافت مور: "زوجي يعمل فى مجالات تكنولوجيا المعلومات ونحن ندعم التكنولوجيا ولكن المناسبة لأعمارهم، ويعتبر استخدامها ضار جدًا في السن الصغير، لدينا أجهزة آي باد وآي فون، وتعرف زوي كيف ترد على مكالمة المربية عند الاتصال ولكنها لا تلعب بالهواتف، وتلعب زوي في الهواء النقي لساعات".

ولا تخشى مور من كونها ربما تحرم أطفالها من المهارات الحيوية في المستقبل الرقمي، معللة ذلك بأن سرعة التطور التكنولوجي تجعل أي شيء نعلمه لأبنائنا قديم، وتتأثر مدرسة "أكورن" بنظام مدرسة "شتاينر" المثير للجدل الذي لا يشجع على استخدام الشاشات حتى عمر 12 عامًا.

وأرسل اثنين من مؤسسي المدرسة هما "أندرو ثورن" وزوجته "سارة فانكوني ثورن" في وقت سابق اثنين من أطفالهم إلى مدرسة "شتاينر" لكنهما لم يرضيا عن بعض الجوانب الرئيسية في المدرسية، لاسيما الأفكار الصوفية أو الروحانية وراء نظام "شتاينر"، ولذلك فكرا في إنشاء مدرسة بأنفسهما.

وصرّحت السيدة فانكوني ثورن: "أحب أجهزة الكمبيوتر وجميع الأشياء التي يمكنها فعلها، ولكن بالنسبة للأطفال أتمنى التوسع وفتح مدرسة عليا للتلاميذ الذين تزيد أعمارهم عن 14 عامًا بحيث يكون أول مشروع لهم هو إنشاء الكمبيوتر الخاص بهم".

وأثار مدرس وخبير السلوك توم بينيت، الذي يقود جهود الحكومة لتحسين السلوك الصفي، تساؤلات بشأن وجود التكنولوجيا الجديدة في الفصول الدراسية، مضيفًا: "أعتقد أنه من المهم أن يتعرض الأطفال للتكنولوجيا الجديدة التي ستصبح جزءًا من حياتهم، ومن الأهداف الرئيسية للمدارس تعليم الأطفال وتعزيز ميراثهم الثقافي والأكاديمي، ولا ينبغي أن تضر التكنولوجيا في حد ذاتها بهذه المهمة، ويمكن للمدارس محاولة إيجاد طرق لدمج استخدام التكنولوجيا بشكل مفيد في العملية التعليمية دون الإضرار بميزانيتها" .

وتابع بينيت: "سيتعرض الأطفال للتكنولوجيا مهما فعلت المدارس، خصوصًا وأنها أصبحت أرخص وأكثر انتشارًا، ويتعامل معظم الأطفال والكبار مع وسائل التكنولوجيا بشكل سريع، ويجب على المدارس أن لا تشعر أن عليها سد فجوة المهارات غير الموجودة في كثير من الأحيان".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدرسة في لندن لا تعتمد على أساليب التكنولوجيا حتى داخل المنزل مدرسة في لندن لا تعتمد على أساليب التكنولوجيا حتى داخل المنزل



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدرسة في لندن لا تعتمد على أساليب التكنولوجيا حتى داخل المنزل مدرسة في لندن لا تعتمد على أساليب التكنولوجيا حتى داخل المنزل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon