لندن ـ كاتيا حداد
أشارت أبحاث علمية حديثة، إلى أن العقل البشري تصيبه الشيخوخة بعد سن الـ 25 ، حيث وجدت دراسة بريطانية أن السائل النخاعي (CSF، الذي يوجد في الدماغ والحبل الشوكي، يغير سرعة حركته لدى الأشخاص الأكبر سنا من منتصف العشرينيات. وترتبط هذه الحركات بالتنفس ومعدل ضربات القلب، مع التغيرات في حركة السائل النخاعي ترتبط ايضا بحالات شائعة مثل التصلب المتعدد وارتفاع ضغط الدم.
وقالت صاحبة الدراسة، الدكتورة أنيتا ستيفانوفسكا من جامعة لانكستر بإنجلترا، "أظهرت النتائج الأولية أدلة على ضعف حركة السائل النخاعي لدى المشاركين في الدراسة فوق سن الـ25" ، مشيرة إلى أن شيخوخة المخ قد تبدأ في وقت سابق مما كان متوقعا. وأضافت "الدراسات المستقبلية يمكن أن توفر المزيد من الاكتشافات عن مختلف الأمراض العصبية والشيخوخة ذات الصلة."
ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه التغييرات في حركة السائل النخاعي ترتبط باضطرابات الدماغ التي عادة ما تؤثر على كبار السن، مثل الخرف. وتشير البحوث السابقة إلى أن حجم ووزن الدماغ يبدأ في الانخفاض بنحو 5 في المائة في العقد الواحد عندما يصل الشخص إلى 40 سنة.
ولفتت ستيفانوفسكا إلى أن نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة "Scientific Reports" العلمية قد تحسن في عملية تشخيص الأمراض، وأضافت أن مزيد من البحوث "قد تفتح آفاقا جديدة في فهم وتشخيص الأمراض العصبية المختلفة والشيخوخة ذات الصلة لتحسين إجراءات التشخيص للمرضى".
وقد ظهر الاكتشاف إلى النور خلال تطوير طريقة جديدة للتحقيق في وظيفة الدماغ، والتي كشفت مرحلة يمر بها الإنسان يبدأ فيها المخ بالتدهور. وتشير الأبحاث السابقة إلى أن شيخوخة الدماغ تبدأ من سن الـ40 حيث كشفت الأبحاث السابقة التي أجرتها جامعة إمبريال كوليدج لندن إلى أن المادة الرمادية بالعقول تتقلص خلال منتصف العمر وترتبط ذلك بموت الخلايا، أما المادة البيضاء، والتي تمكن التواصل بين المجموعات العصبية، يبدو أيضا أنها تنخفض من بداية سن الـ40. وهو ما يحدث عند تدهور المايلين - المواد الدهنية التي تحيط بالخلايا العصبية وتضمن الوظيفة المناسبة للجهاز العصبي. ويعتقد أن هذه التغييرات تحدث بسبب انخفاض في هرمونات الدوبامين والسيروتونين.
ويأتي هذا بعد بحث صدر في وقت سابق من هذا الشهر اقترح جراحة الدماغ قد "تنشر" مرض ألزهايمر. ويمكن أن تنتقل بروتينات اميلويد، التي كانت مرتبطة سابقا بالمرض، على الأدوات الجراحية إذا لم يتم تنظيفها جيدا والمستخدمة خلال هذه الإجراءات. وبعد تحليل أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 57 بنزيفًا في الدماغ بسبب تراكم لويحات الأميلويد، اكتشف الباحثون أنهم جميعا خضعوا لعملية جراحية في الدماغ عندما كانوا أصغر سنا.
أرسل تعليقك