كشّف علماء، أن المرأة الطويلة والنحيلة، من المحتمل أن تعيش حتى عمر الـ90، ومع ذلك، لا ينطبق الشيء نفسه على الرجال، وفقًا للبحث الجديد، وأظهرت النتائج، التي نشرتها مجلة "Epidemiology and Community Health"، أن النشاط البدني مرتبط بالعمر الأطول لكلا الجنسين.
وذكرت صحيفة "الميرور" البريطانية، أنه كلما زاد وقت النشاط البدني للرجال كل يوم، كانت أعمارهم أطول، في حين أن المعدل الأمثل للنساء في النشاط البدني 60 دقيقة، وعلى الرغم أن متوسط العمر المتوقع، ارتفع خلال العقود القليلة الماضية، بدأ مؤخرًا يتراجع في بعض الدول المتقدمة، ويعتقد أن زيادة مستويات السمنة وقلة النشاط البدني وراء ذلك.
ونظرت الأبحاث السابقة إلى العلاقة بين الوزن، مؤشر كتلة الجسم، والنشاط البدني، والوصول إلى الشيخوخة، ولكن معظم الدراسات جمعت بين الجنسين، أو ركزت حصريًا على الرجال.
وتختلف أعمار الرجال والنساء، حيث تتأثر بعوامل، مثل الهرمونات، والجينات وأسلوب الحياة، وللتعمق في هذه الاختلافات، حلّل الباحثون بيانات من دراسة "Cohort" الهولندية، والتي شملت أكثر من 120 ألف رجل وامرأة، تتراوح أعمارهم بين 55 و69 عامًا، حين بدأت في عام 1986.
وأرادوا معرفة ما إذا كانت هناك أي روابط بين الطول والوزن والنشاط البدني في وقت الفراغ، واحتمال بلوغ سن الـ90، وإذا كانت هناك أي اختلافات بين الرجال والنساء، وقدم أكثر من 7800 رجل وامرأة، تتراوح أعمارهم بين 68 و70 عامًا، معلومات مفصلة في عام 1986 عن وزنهم الحالي وطولهم ووزنهم، عند بلوغهم سن 20 عامًا، ونشاطهم البدني في وقت الفراغ.
وتضمنت التفاصيل أنشطة مثل أعمال البستنة، وتمشية الكلاب، والأشياء التي يفعلوها بأنفسهم، والمشي أو ركوب الدراجات للوصول إلى العمل، والرياضيات الترفيهية، التي تم تجميعها في فئات من الحصص اليومية، حيث أقل من 30 دقيقة، و30 إلى 60 دقيقة، و90 دقيقة أو أكثر، ثم تم رصد المشاركين حتى الموت، أو سن الـ 90، أيهما أتى أولًا.
ووضع الباحثون العوامل المؤثرة المحتملة، مثل ما إذا كان المشاركون مدخنين حاليين أو سابقين، وكمية احتساء المشروبات الكحولية، ومستوى تحصيلهم العلمي، وكمية الطاقة المستهلكة.
أقرأ أيضاً : دراسة أميركية تكشف الفوائد الصحية للتدريبات الرياضية
وعاش 433 رجل (16.7%) و944 امرأة (34.4%)، حتى عمر الـ90، وكان طول النساء الذين وصلوا إلى هذا العمر متوسط، ووزنهم أقل في بداية الدراسة، واكتسبوا وزنًا قليلًا منذ عمر الـ20، مُقارنة بالسيدات الأقصر والأكثر وزنًا.
أما النساء الذين زاد طولهن عن 175 سم، كانوا أكثر احتمالية للعيش لعمر الـ90، بنسبة 31%، وأظهر البحث عدم ورود مثل هذه الروابط بين الرجال، وعندما وصل الأمر إلى مستويات النشاط البدني، كان الرجال الذين سجلوا أكثر من 90 دقيقة في اليوم للنشاط، أكثر احتمالًا للوصول إلى عمر التسعين بنسبة 39%، أكثر من الذين تصل مستويات نشاطهم إلى أقل من 30 دقيقة، وقد ارتبطت كل 30 دقيقة إضافية من النشاط البدني اليومي، بزيادة بنسبة 5% في فرصهم في الوصول إلى عمر الـ90.
ومع ذلك، لم يكن هذا الحال بنسبة للنساء، فالنساء اللواتي يمارسن النشاط البدني من 30 إلى 60 دقيقة في اليوم، كانوا أكثر احتمالًا للوصول إلى عمر الـ90، مقارنة يصل نشاطهم إلى 30 دقيقة أو أقل.
وقال قائد الدراسة، لويد براندس، دارس للدكتوراه في المركز الطبي بجامعة "ماستريخت" في هولندا، "في الرجال، عُثر على علاقة إيجابية بين زيادة النشاط البدني غير المهني وفرصة العيش لعمر أطول، وفي النساء، كانت العلاقة على شكل حرف U، حيث العلاقة بين النشاط البدني غير المهني وطول العمر، فقط 60 دقيقة قادرة على فعل ذلك".
وأضاف،"في دراستنا كان الطول عامل إيجابي في طول عمر المرأة، ولكن ليس للرجل، وفي الدراسات البوائية، يرتبط الطول في كثير من الأحيان بطريقة إيجابية بعدة أنواع من السرطان، ويرتبط عكسيًا بأمراض القلب، والأوعية الدموية، والسكري، والأمراض الرؤية ومخاطر الوفاة لدى الرجال والنساء".
قد يهمك أيضاً :
تعدّد فوائد الرمّان مِن مُعالجة البثور إلى محاربة الشيخوخة
شيخوخة الإنسان تبدأ مع سن الشباب ولا تتوقف أبدًا
أرسل تعليقك