توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أعرب لـ"مصر اليوم" عن سعادته بجائزة "دبي" الثقافية

ميسرة الهادي يدعو الأدباء إلى هدم كل أصنام اللغة القديمة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ميسرة الهادي يدعو الأدباء إلى هدم كل أصنام اللغة القديمة

الروائي الشاب ميسرة الهادي
القاهرة - أحمد سامي

كشف الروائي الشاب ميسرة الهادي، صاحب رواية "النحت في صخور الألماس" الفائزة بجائزة "دبي" الثقافية للإبداع، عن انتهائه من رواية "مراثي الدمى" التي تتحدث عن احتلال العراق، مشيرًا إلى أنها ستُطرح قريبًا.

ميسرة الهادي يدعو الأدباء إلى هدم كل أصنام اللغة القديمة

وأعرب الهادي في حوار مع "مصر اليوم"، عن سعادته بحصول روايته على المركز الأول على مستوى الوطن العربي، مشيرًا إلى أنَّ أكثر ما أسعده أنَّ لجنة التحكيم كان يرأسها الروائي الكبير واسيني الأعرج، قائلًا "لهو أمر يجعلني فخورًا وراضيًا إلى حد كبير".

ميسرة الهادي يدعو الأدباء إلى هدم كل أصنام اللغة القديمة

وأكد أنَّه "عندما أكتب كتابًا لا أنتظر منه شيئًا سوى أن يحدث تغييرًا في العالم، أن يغير إنسانًا واحدًا على الأقل، هذا فقط كل ما أرجوه ولا أعلم إن كنت سأراه يتحقق أم لا"، موضحًا أنَّ المثقف العربي يحتاج إلى أن يكون حرًا كي يقود الفكر البناء.

وأضاف "عليه أيضًا أن يحرر عقله كي يتقبل الآخر، لاسيما أنَّ قبوله الآخر أول خطوات الفكر البناء، مهما اختلف هذا الآخر معه، كما أنَّ قبولك للآخر يعني أنك ستسمعه وستقرؤه وستأخذ منه وترد، وأنَّ هذا الإطلاع على فكر الآخر هو أول خطوات بناء فكرك الخاص".

وانتقد الهادي، الوضع الحالي للمفكر العربي، مبرزًا أنَّه "يتخذ أيدلوجية ويدافع عنها باستماتة ويتشرب فكرها ويتحدث عنها كأنها الحل المقدس لكل أزمات البشر، حتى لو لم يؤمن بها صانعوها أنفسهم مثل هذا الإيمان!، على سبيل المثال داروين بعدما أنهى نظريته قال إنه لم يصل إلى شيء وإنه فقط كان يحاول، لكنه لم يتأكد من أي شيء، بينما المثقف العربي حاليًا ينطبق عليه قول ابن سينا: بُلينا بقومٍ يحسبون أن الله لم يهدِ سواهم، وهذا القول حتى ينطبق والله على المثقف الملحد العربي نفسه!".

وأشار إلى أنَّ علاقة المثقف بالسلطة تلخصها الرواية العبقرية "عو" للفلسطيني إبراهيم نصر الله، قائلًا "من لم يقرأ هذه الرواية ينقصه شيء لن يكتمل إلا به"، مضيفًا "علاقة المثقف بالسلطة هي علاقة السلطة الرقابية من وجهة نظري، دور المثقف هو أن يكون رقيبًا صارمًا على السلطة، فإن حادت يمينًا أو يسارًا كان قلمه لها بالمرصاد، لهذا تجد السلطة دائمًا تستميل أقلامًا أحبارها رخيصة كي تحارب بها الأقلام الحادة الواضحة الصارمة".

وأوضح الهادي، أنَّ السلطة الحاكمة "أي سلطة" دائمًا تبحث عن تعزيز لوجودها، عن قاعدة تعترف بشرعيتها، ولا شيء أكثر تأثيرًا في الناس من المثقف، لذا السلطة دائمًا تحاول شراء المثقف، ليس لثقافته ولكن فقط لتكتسب منه مزيدًا من الشرعية والتبرير لسرقاتها وجرائمها، أو كما عبر "نصر الله" في روايته: هي فقط تريد كلبًا يعوي حارسًا على بابها وحاميًا لها، وإذا حاول أن يذهب يمينًا أو يسارًا تنقلب عليه السلطة في لحظة وتستبدل به غيره، فهو بالنسبة إليها مجرد وسيلة لا أكثر، وهناك أمثلة كثيرة للمثقفين الذين استمالتهم السلطة، وهناك أمثلة أقل للمثقفين الذين حاربوا السلطة ولنا مثلًا في نجيب سرور وصلاح جاهين عبرة.

وعن رؤيته لمستقبل الأدب العربي استدرك، "إذا بقي الوضع كما هو عليه الآن، فالأدب العربي إلى زوال قريب، نحن في تراجيديا أتعس من تراجيديا شكسبير، هل شاهدت معرض الكتاب الأخير؟ أنا صدمت من كل أسماء الروايات الأجنبية هذه، إذا كان هذا جيل الشباب، جيل الثورة، فماذا تنتظر؟ الأدب العربي أولًا عليه أن يهدم كل هذه الأصنام القديمة الموضوعة الآن على رأسه، وثانيًا أن يذهب إلى العالم هو، لا ينتظر أن يأتي إليه أحد، نقول لماذا لا ينال عربي نوبل بعد محفوظ؟ وماذا يترجم من العربية إلى العالم؟ الفيل الأزرق مثلا؟".

وعبَّر الهادي، عن استيائه للحال التي وصلت إليها اللغة العربية في المنابر الإعلامية المختلفة، وأشار إلى أنَّه قليل جدًا عدد الإعلاميين الجادين الذين يتحدثون بفصحى جيدة، وأنَّه لا إعلام عربي حقيقي إلا باستثناءات قليلة جدًا وقابلة للنقاش".

وأعرب عن إيمانه بأنَّ حامي اللغة الحقيقي هو الأدب، ورغم أنَّ هناك أدباء عرب حاليًا لغتهم جديرة بالاحترام، إلا أنهم ربما لا يكملون أصابع اليدين، وأضاف "حاليًا أنا لدي إشكالية كبيرة مع اللغة، وأبحث في علاقة اللغة بالعلم تحديدًا، بمعنى آخر هل اللغة مخادعة حقًا؟ هل هي تستطيع أن تعبر عما يجول في أنفسنا؟ هل تستطيع مواكبة العلم؟ أم أنَّ اللغة لا تستطيع أن تكون بناءً قائمًا لذاتها".

وأشار إلى رأي الكاتب الروائي الكبير يحيى حقي في اللغة العربية الذي أكد فيه أنَّ العودة إلى اللغة السليمة هو أول طرق النهضة، وكان من الذين حاربوا اللغة العامية ودعا إلى استخدام الفصحى السهلة، في زمن كان فيه العقاد وطه حسين ومحفوظ وغيرهم، وأشار إلى وجود مجموعة نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، اسمهم "بالعربي"، ويعملون على إحياء الفصحى بعمل مسابقات تفاعلية لطيفة جدًا، وهناك أيضًا كتاب اسمه "المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم، وهذا الكتاب بحر شاسع في اللغة".

وأبرز هادي، أنَّه لا يؤمن بالأدب التنظيري أو الأكاديمي، لأنه لا يحب قولبة الأدب في أشكال محددةوأنَّ الإبداع في الحقيقة لا معيار له، موضحًا أنَّ هناك كتابًا صنعوا أشكالًا جديدة من السرد كجويس وكافكا وفوكنر وغيرهم، وهؤلاء عانوا من "المعايير" ثم أدرك العالم إبداعهم الذي دام وانقرضت هذه المعايير، والأديب هو من يصنع المعيار،  وتساءل "كيف تضع معايير لتقييم شيء مراوغ وعنيد أنت أصلا لا تملك تحديده؟".

وشدَّد على أنَّ هناك شيئًا واحدًا يؤمن به وهو "الذوق الأدبي"، ورغم أنَّه "رُبَّ حُسنٍ عند زيد هو قبحٌ عند بكر، إلا أنَّه لا يوجد اختلاف مثلًا في إسفاف السبكي وهذه النوعية من الأدب يسميها "أدب السبكي".

واختتم حديثه، "لا نختلف أيضًا في أنَّ ديستوفيسكي كاتب عبقري، وهكذا فإنَّ هناك قاعدة عامة مشتركة لا تقولب الأدب وتقبل بالتجديد والحداثة لكنها أيضًا تملك ذوقًا أدبيًا حقيقيًا، المهم في الإبداع في النهاية أنَّ يخدم الإنسانية، هذا هو المعيار الحقيقي".       

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميسرة الهادي يدعو الأدباء إلى هدم كل أصنام اللغة القديمة ميسرة الهادي يدعو الأدباء إلى هدم كل أصنام اللغة القديمة



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميسرة الهادي يدعو الأدباء إلى هدم كل أصنام اللغة القديمة ميسرة الهادي يدعو الأدباء إلى هدم كل أصنام اللغة القديمة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon