توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسامة الكاريكاتير الإيرانية تُسجن لسنوات بسبب رسوماتها االتي تسخر من النظام

أتينا فرغداني تتمسك بالبقاء في إيران وتؤكد مواصلة دورها حتى لو اعتقلت مرة أخرى

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أتينا فرغداني تتمسك بالبقاء في إيران وتؤكد مواصلة دورها حتى لو اعتقلت مرة أخرى

أتينا فرغداني
طهران مهدي موسوي

بدت رسامة الكاريكاتير الإيرانية أتينا فرغداني ناشطة منذ بداية شبابها وهي في العشرينات من عمرها، عندما قدمت رسمًا ساخرًا للبرلمان الإيراني احتجاجا على السياسات المناهضة للتحكم  في الولادة بالنسبة الى المرأة. وتم القبض عليها بواسطة "الحرس" الثوري وهو فرع من القوات المسلحة الإيرانية في صيف 2014، وسُلبت منها حريتها. وعلى الرغم من احتجازها في السجن إلا أنها رفضت التخلي عن فنها، حيث كانت تستخدم الكؤوس في زنزاتها للرسم وأخذت منها كل المواد التي تحتاجها للمارسة فنها. وفي أوائل 2015 تحدثت فراغداني عن ظروف السجناء فتم القبض عليها مرة أخرى، وحكم عليها بالسجن لمدة 13 عاما وسُلب منها أي أمل في تحقيق العدالة، وقبل فترة وجيزة تصافحت فرغداني مع محاميها محمد مغيمي وحكم عليها بالسجن نتيجة ذلك أيضا وتم إجراء كشف عذرية  لها في محاولة فاشلة لانتهاك كرامتها، إلا أنه تم إطلاق سراحها منذ شهرين، وتعهدت بمواصلة فنها السياسي من إيران ليكون لصوتها أكبر أثر.

أتينا فرغداني تتمسك بالبقاء في إيران وتؤكد مواصلة دورها حتى لو اعتقلت مرة أخرى

وأجرت فرغداني أول حوار لها مع وسائل الاعلام الغربية بعد إطلاق سراحها، حيث أجري الحوار عبر البريد الإلكتروني بواسطة نيكاهانغ كوسار عضو مجلس الإدارة للشبكة الدولية للكاريكاتير المولود في إيران ومقرها في واشنطن والذي سُجن هو أيضًا في إيران عام 2000 بسبب فنه. وفي ما يلي بعض ما جاء في الحوار :
البداية كانت بالتهنئة على نيلها حريتها وعن شعورها وكيف يمكن للمرء التعافي من هذه المحنة العقلية والجسدية؟
فأجابت: أولا أقدر الجهود التي بذلها زملائي، ولكن مشاعري في هذه اللحظة ليست لطيفة جدا حيث يبدو الأمر وكأني عالقة في طي النسيان، ومن الواضح أن التعب النفسي في السجن أكثر خطورة من المشاكل المادية الناجمة عن ذلك، والأن بعد أن توصلت إلى اليقين في أثر فن الرسم والتصوير أصر على مواصلة عملي أكثر من أي وقت مضى.

وأضافت أنه "عندما كنت في السجن لم أكن علي علم بالأحداث الخارجية وخاصة في عام 2015 عندما دخلت في إضراب عن الطعام في سجن شارشق، في تلك المرحلة كنت يائسة تماما واعتقدت أنني سأموت هناك دون أن يسمع صوتي، لكني فكرت أنني حتى إن مت فسوف يكن لدي رأي وموقف واضح كنت سأموت من أجل معتقداتي وأهدافي، وبعد قبول طلبي في نقلي إلى سجن إيفين أنهيت إضرابي عن الطعام، وأعطاني المحامي السيد مغيمي كافة الأخبار في زيارتين قصيرتين وهو ما رفع روحي المعنوية وأعطاني الأمل".

أتينا فرغداني تتمسك بالبقاء في إيران وتؤكد مواصلة دورها حتى لو اعتقلت مرة أخرى

وعن صعوبات الاحتجاز لفترة طويلة في السجن ؟ قالت فرغداني: "عندما سمعت الحكم الصادر ضدي ب 12 عاما و9 أشهر لم أصدق لانه غير عادل، وكان عمري حينها 29 عاما وحسبت أنني سأظل في السجن عندما أبلغ 42 عاما، في البداية كان لدي صعوبة في تقبل الحكم، لكني اعتقدت أنه يمكنني استغلال هذا الوقت في الرسم وعمل معرض فني بعد إطلاق سراحي، واعتبرت أن السجن سيكون منزلي لمدة 13 عاما، ولم تستطع عائلتي تقبل موقفي الجديد تجاه السجن ومعتقداتي، وكانوا يشعرون بالرعب ويبكون، وفي هذه الفترة لم يكن لدي خيار سوى عمل بعض الوجوه أمامهم من خلف القضبان ليضحكون، وكانت هذه أصعب الأيام وأكثرها مرارة بالنسبة لي.

ولفتت الى انها مُنحت حريتها بسبب المجهودات التي بذلتها عائلتي والمحامي وضغوط المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان تم تخفيض الحكم الصادر ضدي من 12 عاما و9 أشهر إلى 18 شهرا  و3 سنوات مع إيقاف التنفيذ بتهمة إهانة المرشد الأعلي لإيران، أنا ممتنة لكل هؤلاء ومدينة لهم بحريتي.
وعن مصافحة محاميها قالت فرغداني :نعم لقد سبب ذلك مزيدا من الارتباك ودحضت عائلي فكرة اختبار العذرية والحمل بسبب مصافحتي المحامي الخاص بي، وأراد الناس معرفة الحقيقة، والحقيقة أن عائلتي كانت في حالة إنكار شديد في ذلك الوقت بسبب التقاليد السائدة والثقافة الإيرانية والخوف من المزيد من ضغوط القضاء علي، إلا أن الاختبارات أجريت بالفعل في الواقع، وهو ما دفعني إلى الإضراب عن الطعام لمدة 3 أيام اعتراضا على ذلك، وأكدت جمهورية إيران الإسلامية في وقت لاحق هذا الحدث، ومن الجدير بالذكر أنني والمحامي الخاص بي لم نبرأ من الاتهام بالزنا، وأنا ممتنة لهذا القاضي الذي أصدر حكم بتبرئتنا بشكل محايد ومستقل على الرغم من حساسية الموقف وضغوط الأمن.

وسئلت ماذا تفعلين حاليا وهل سيظل فنك سياسيا أم ستتجهين إلى نشاط مختلف؟ أجابت: حاليا أرسم مجموعة أعمال فنية ذات طابع سياسي واجتماعي وأنوي اقامة معرض لي خلال عام، ولكني أخشى عدم إمكانية إقامة هذا المعرض في إيران، وبالتالي أفكر في وجود معرض في الشارع على الرغم من أن الأمر لن يخلو من العواقب، وأعتقد أن النقد يخدم الفن ولذلك قررت استخدام فني لنقد القضايا الاجتماعية كما فعلت من قبل مثل الرسم الذي أطلقته بعد إطلاق سراحي اعتراضا على عميدة جامعة الزهراء التي طردتني مع كثير من الطلاب الآخرين.

وعما اذا كانت تشعر بالأمان في إيران وهل يمكنها تخيل زيارة أميركا؟ أجابت طبعًا  سأكون أكثر نجاحا في الدول المتطورة ولكن عندما أشاهد المشاكل التي يتعامل معها الإيرانيون مثل الفقر الاقتصادي والثقافي ومختلف القيود، لا يمكنني أن أتركهم بمفردهم للعيش في بلد آخر في وضع أفضل، واضطر العديد من الإيرانيين إلى مغادرة البلاد بسبب العواق وأصبحوا ناشطين في الخارج لمحاولة تحسين حقوق الإنسان في إيران ونجحوا أيضا، لكني لا يمكنني ترك بلدي بسبب روابطي العاطفية بها وهي ربما تكون نقطة ضعفي، ولكن طالما مازلت على قيد الحياة سأعيش هنا حتى لو اضطررت للذهاب للسجن مرة أخرى.

وأضافت فرغداني أن الأشياء التي كان لها أثر مدمر علي بعد خروجي من سجن شارشاق البشع هي جميع أنواع الجرائم غير الأمنية للسجناء، وأزعجني جدا أن أرى العديد من السجناء ضحايا الفقر الاقتصادي والثقافي في النظام الإيراني والذين لا يتم معاملتهم باعتبارهم بشر، حيث انتهكت أبسط حقوقهم، أعتبر هذا السجن مقبرة للوقت، وأحيانا أرى هؤلاء السجناء في كوابيس، وفي إحدي المرات شاهدت أحدهم يجمع شعري المتساقط ويقوم بتجديله، أرى نفسي كانعكاس لأشخاص آخرين، وللرد على سؤالك يجب علي أن أعكس رغبات نشاء أخريات في هذا السجن البشع، حيث يتوق معظمهم لشرب المياة الباردة بدلا من المياة المالحة  التي يضطرون إلى شربها من الصنبور، وهناك فقط 4 حمامات في كل قاعة للسجناء والتي تضم 189 سجينا بنفس المياة المالحة لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم، والتالي يفقتد الكثير منهم الحصول على حمام ساخن،ويأمل العديد من السجناء من المحكوم عليهم بالإعدام في زرع شئ ما لا يذل من الري بالمياة المالحة وأن يروا ما زرعوه كعلامة لهم قبل مغادرة هذه الحياة.
 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أتينا فرغداني تتمسك بالبقاء في إيران وتؤكد مواصلة دورها حتى لو اعتقلت مرة أخرى أتينا فرغداني تتمسك بالبقاء في إيران وتؤكد مواصلة دورها حتى لو اعتقلت مرة أخرى



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أتينا فرغداني تتمسك بالبقاء في إيران وتؤكد مواصلة دورها حتى لو اعتقلت مرة أخرى أتينا فرغداني تتمسك بالبقاء في إيران وتؤكد مواصلة دورها حتى لو اعتقلت مرة أخرى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon