توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الروائي بهاء عبد المجيد لـ"مصر اليوم"

ثورة دون ثقافة ونمط حياة إنساني هي ظلم حقيقي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ثورة دون ثقافة ونمط حياة إنساني هي ظلم حقيقي

الروائي بهاء عبد المجيد
القاهرة - رضوى عاشور

أكّد الروائي بهاء عبد المجيد أنَّ الكتابة كانت السفر الأول، الذي بدأت به رحلته في النضوج، والخروج بحكايت للوجود، موضحًا أنه كان ممزقًا بين ثقافتين، غربيّة وشرقية، وضعته أمام مواجهة مع أسئلة كثيرة، بشأن ماهية الوجود ، وطبيعة الرجل والإنسان.
وأشار عبد المجيد، في حديث خاص إلى "مصر اليوم"، إلى أنَّ "الكتابة هي محاولة لإثبات وجودي في الحياة، وأن لي قصة يجب أن أرويها، وأبررها، كما فعل الشاعر جون ميلتون في ملحمته الشعرية (الفردوس المفقود)، حين قال (أكتب لكي أبرر أفعال الرب للإنسان)".
وعن رواياته "الخطيئة الأولى" و"الشجرة المحرمة سقوط آدم وحواء"، أوضح أنّ "كتابتي لم تكن عن السقوط والخطيئة، ولكن كانت محاولة أن لا أسقط أو أخطأ، كانت تربيتي دينية، أجدادي من كبار شيوخ الأزهر، ومن حملة القرآن الكريم، وشعراء متصوفة، ودارسي موسيقى أيضًا، ومنشدين، وسياسين لهم باع في الحركة الوطنية، فأردت أن يكون لي عالمي الخاص، الذي يحتوي خبراتي، وعالمي الذي أعيشه".
وأضاف "كنت لا أفهم الكون جيدًا، وكان جسدي لا يساعدني على تحقيق احتياجاتي، وكانت تربيتي لا تساعدني على أن أتحرر، أو أغامر، كنت أشعر بالحرمان والضعف، وعدم الفهم للحياة، على الرغم من حساسيتي، ومحبتي للبشر، والكون، كانت مصر تقع في منطقة القديم والحديث، ولا تستطيع أن تحدد أين نحن، كنت أرى النساء والرجال في الشوارع، والحارات والميادين، لديهم فراغ، ويريدون أن يجلسوا معك، ويتحدثوا عن تجاربهم، ومراراتهم، حتى عن هواجسهم ومخاوفهم، وكانت هناك أيضًا ثورة على القيم ومفهوم الجسد، وجاءت مجموعتي القصصية (البيانو الأسود)، لتحتوي هذه الحالة من الرغبة في الفهم والرصد والبوح السري، بمكنونات النفس، لاسيما المنطقة العميقة، حيث كانت قصصي تتحدث عن شباب وشابات يتوقون إلى الانعتقاء، إلى الحياة بكل معانيها، برغبة ملحة في التحقق، والعيش".
وبشأن اتهامه بـ"التطبيع" في رواية "سانت تريزا"، لاعتبارها الرواية الأولى التي ترصد شخصية يهودي بهذا الجمال، والتعاطف، بيّن عبد المجيد "لست مهمومًا بالاتهامات، وعانيت كثيرًا منها لدرجة أنها أوصلتني إلى مرحلة الرغبة في العزلة، والانطواء، ثم خرجت لأجرب كل شيء، أن أختبر صورتي في المرآة، كما يراها الأخرون، وليس ما أرى نفسي عليه، لدرجة أنني أحيانًا أقوم بفعل صورتهم النمطية عني، وأجربه، كتبت (سانت تريزا) لأنني عشت في شبرا، وعرفتها جيدًا، هي العالم، و ليست مصر فقط، عندما تركتها، بعدما ضاقت علي، لاسيما بعد عودتي من أميركا، لأنها أصبحت مزدحمة، وسكنها الغرباء والمهاجرون من محافظات كثيرة، لأنها فقدت الكوكبية، حيث كان يعيش فيها يهود ومسيحيون ومسلمون، كنا نعيش في تناغم، كانت حالة السلام دون تحيزات، أو عنصرية، حالة المدينة الفاضلة، ولكن في نهاية التسعينات، ونتيجة للنبرة العنصرية التي اجتاحت البلاد، تمركزت العقيدة واختلافها في الأذهان، والتعامل، وجاءت روايتي لترصد ذلك، لم تكن فقط تهتم بالقضايا الكبرى، كالسياسة والدين والاقتصاد، بل كانت تهتم برصد رؤية خاصة بي أنا، ولتعبر عن مفهومي للوطن والتعايش والجاور والتحاور السلمي بين الأديان".
واستطرد "اهتمامي برصد التمازج الحضاري في رواياتي ينبع من طبيعة دراستي وأسفاري، كتبت رواية (خمارة المعبد) أثناء دراستي للدكتوراة في إيرالندا، ورأيت التشابه والاختلاف بين هنا وهناك، وكيف استطاع الشعب، رغم سيطرة الاحتلال والدين، أن يتقدم ويتثقف ويصبح دولة مهمة في أوروبا كلها، أريد لبلدي، ولقرائي أن تطلع على نموذج إنساني وحضاري أخر، ربما نستفيد من تجاربهم الحضارية".
وأوضح عبد المجيد أنه "محظوظ أكثر من بقية الشباب الروائيين، لأن كتبي تعاد طباعتها أكثر من مرة، أنا معروف عالميًا، بعد ترجمة كتبي إلى الإنجليزية، مثل سانت تريزا، والنوم مع الغرباء"، مشيرًا إلى أنَّ "الثقافة في مصر تمر بأزمة حقيقية، الصراع ما بين الموظف والفنان، والإقصاء، والإغراق، حتى ولو كان تافهًا، وعدم وجود مشروع قومي، وتغيّر الوزراء كل فترة يؤثر على الأداء، وكأنه لا يوجد شخص واحد في مصر يقوم بدور المحرك الثقافي، هذا جرم كبير"، معتبرًا أنّ "مشكلتهم أنهم ليس لهم خارطة ثقافية، ولا إبداعية، عن ما يدور في مصر، هم يدعون من يعرفونهم فقط، وهم لا يبحثون سوى عن من يخدم مصالحهم".
وعن تأثير الثورة على الواقع الثقافي، يرى الروائي عبد المجيد أنّ "تغييرًا حدث بالفعل، أصبح بإمكاننا التعبير عن قناعاتنا بحرية، لاسيما بشأن الأداء الحكومي، ولكن لا زالنا نلهث وراء الشائعات، والتحامل".
وفي ختام حديثه تطرق الروائي عبد المجيد إلى روايته الأخيرة "النوم مع الغرباء"، مبيّنًا أنها "تحكي حال مصر ما قبل الثورة، وما كنت أعاني منه من قهر وتهميش، و يعانى منه المصريون جميعًا، هناك شخصية باسم، الذي يعالج إحباطه، بممارسة الجنس، ونادر الذي يتأمل ويفكر، وسقط في براثن الاكتئاب، بسبب ما يعانيه المجتمع من مشاكل ونفاق وغياب ديمقراطيات، وتخوين، وعدم فهم لطبيعة الحياة"، مشيرًا إلى أنَّ "الرواية تنتهي بالانفجار، والمظاهرات، وكان هذا هو الحل، لا أستطيع التنبؤ بالمستقبل، ولكن لو أبقينا على حالة التشرذم والتخوين والإقصاء لن تقوم لنا قائمة، نريد صوت العقل، مع مزيد من الخيال والإبداع، ثورة دون ثقافة وتعليم جيد، ونمط حياة مقبول، وإنساني للبشر، هي ظلم حقيقي، سيجعل مصر دائما في ثورة".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة دون ثقافة ونمط حياة إنساني هي ظلم حقيقي ثورة دون ثقافة ونمط حياة إنساني هي ظلم حقيقي



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة دون ثقافة ونمط حياة إنساني هي ظلم حقيقي ثورة دون ثقافة ونمط حياة إنساني هي ظلم حقيقي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon