توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدير "الوطني العراقي" لـ"مصر اليوم":

وطننا طارد لمثقفيه وأشعر بألم لقرار عودتي إليه

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - وطننا طارد لمثقفيه وأشعر بألم لقرار عودتي إليه

الفنان سلام عطا صبري
بغداد ـ نجلاء صلاح الدين

كشف مدير المتحف الوطني العراقي للفن الحديث الفنان سلام عطا صبري، أن "المتحف فقد أكثر من 8000 عمل فني " ، إضافة إلى "مقتنيات متحف الساعة" الذي يعود إلى القصر الجمهوري، والقصور الرئاسية في المحافظات كافة في عام 2003 .وقال الفنان سلام  صبري لـ"مصر اليوم": "هناك جهد لاسترداد المخطوطات والأعمال الفنية التشكيلية المفقودة ". وبين "أنه تم استعادة 700 عمل فني من رسم ونحت وكرافيت ،من المواطنين العراقيين الذين بادروا الى إرجاع هذه الأعمال الفنية التي كانوا يجهلون قيمتها".وعن طريقة إعادة المسروق من الأعمال الفنية قال صبري: "من خلال المناشدات التي أطلقتها وزارة الثقافة ،ومدير عام دائرة الفنون جمال العتابي عبر اللقاءات الصحافية والفضائيات وأصبح المواطن يشعر أن واجبه الوطني يحتم عليه أن يعيد هذه الأعمال الفنية إلى مكانها الطبيعي فهي إرثه الثقافي وعليه أن يحافظ عليه".ووجه من خلال "مصر اليوم" الدعوة للعالم كله بأن يعيد للعراق هذه الأعمال التي لا تقدر بثمن من أعمال فنية ومخطوطات وأرشيف لأنها ملك للإنسانية وملك للشعب العراقي "وقال: "الآن هناك جهد كبير وبدعم من وزير الثقافة العراقي الدكتور سعدون الدليمي، والمفتش العام صلاح البغدادي في استحداث لجنة لمتابعة ملف الممتلكات الثقافية العراقية المفقودة، وبالتعاون مع وزارة الخارجية العراقية والسفارات العراقية والبعثات البلوماسية مع دول العالم كلها لتقديم الوثائق والطلبات والدعاوي في المحاكم للاستعادة ممتلكات الثقافية العراقية التي فقدت بعد 2003 ".
   وأشار الى انه " من الطبيعي أن أية دولة في العالم يحدث فيها تسرب للممتلكات الثقافية وأن تكون دول الجوار هي المعبر لتلك الوثائق، خصوصاً لدول فيها مزادات ومجالا لتسويق الأعمال الفنية"، لكنني على ثقة أن العالم بموجب اتفاقية اليونسكو لعام 1970، وبموجب قرارات مجلس الأمن، يجب "إعادة الممتلكات الثقافية للعراق، ولا يوجد متحف في العالم بإمكانه أن يقتني أو لا يساعد في إعادة ما سرق إلى العراق".
   والفنان سلام عطا صبري من مواليد 1953في بغداد، والده الفنان عطا صبري أحد الرواد الأوائل الذين وضعوا أسس الحركة التشكيلية في العراق والوطن العربي سواء في أعماله ،أو نشاطه الفكري، وكذلك تدريسه لعدد كبير من أفضل الفنانين العراقيين المعاصرين مع زملائه الرواد مثل (فائق حسن،حافظ الدروبي، أكرم شكري.(
وعن بداياته الفنية قال صبري لـ"مصر اليوم": "منذ أن فتحت عيني ومنزلي عبارة عن الوان واستوديو وفيه أشم عطر الألوان الزيتية"، لافتا إلى " ان قسوة والدي وتوجيهه لي كانت جزءاً مهماً في تكوين شخصيتي"، مضيفاً "شعرت لا إراديا أنني جذبت إلى تربية صارمة ولكن فيها رسم ولغة إنكليزية ودراسة أكاديمية ومنحني المدخل إلى الثقافة والفن التشكيلي" ، مبيناً أن " عنصرا مهما في حياتي المبكرة واستمرت معي كعامل مساعد حتى في اختياري للخزف أوالسيراميك".
  وتابع الحديث "أهم اللوحات الخالدة منها كنيسة "سانت ستين" في إيطاليا للفنان الكبير النحات مايكل أنغلو، وما تزال أعماله مهمة في المدن الإيطالية والمتاحف العالمية ،لكنه خلد نفسه في نهاية حياته في جدارية زينت سقف "كاتدرائية"، وكنسية "سانت ستين" في الرسم الجداري ،وتحدى الرسامين جميعهم في عصر النهضة وسخروا منه بقولهم "انك نحات ولست رساماً، لكن والدي كان يقول "ان مايكل أنغلوا نحات كبير" ولكنه ليس برسام فخلده تاريخ عصر النهضة كنحات ورسام ".
وأشار صبري إلى أهمية الفن التشكيلي بالقول"إنه كدراسة وتخصص دقيق ،ولكن يبقى الرسم والتخطيط والألوان هو الأساس الأكاديمي لكل فنان تشكيلي "ولفت صبري إلى "توجهي بالتخصص الدقيق إلى الخزف والنحت الفخاري جزء منه كان دراسة الرسم ."
وتحدث الفنان سلام عطا صبري عن دراسته الفن التشكيلي في أميركا وقال لـ"مصر اليوم" ،"حالفني الحظ بإكمال دراستي في "لوس أنغلس" في جامعة "كاليفورنيا" ،وكانت دراستي التخصصية في النحت الفخاري على يد أساتذة مهمين في تاريخ الفن في جنوب كاليفورنيا، وأهمهم " ترافولتر هنري كوكوموتو"، وهو فنان أميركي مشهور من أصل ياباني ،وهو من المؤسسين للمدرسة الجديدة في العالم هي "النحت الفخاري"، وهذه المدرسة حولت الخزف من فنون تطبيقية (صحون ومزهرية وفنون خزفية تقليدية)، إلى نحت فخاري لا يقل شأناَ عن أي عمل تشكيلي ,فكان أستاذهم فيترفوتا، والطلاب هم ميجن وكوكوموتو وآخرون ،"أنا محظوظ لأني درست على يد هنري كوكوموتو"،  أخذت منه جانب من "المدرسة اليابانية"، في فن الخزف والرسم "كان صعبا وشديدا وقريبا لشخصية الوالد عطا صبري ورواد الفن العراقي".
واوضح صبري "على النصائح التي كان يقدمها كبار الفنانين العالميين له، وكان الفضل الكبير في إقامة المعرض الأول، تضمن أكثر من 30 عملا بقياسات 120 سم أسميته (سومر حبيبتي)، كانت مستلهمة من حضارة سومر، الذي حاز على اهتمام جمهور وعدد كبير من جامعة كاليفورنيا".
  وأكد "هؤلاء الفنانون العراقيون والأجانب "الأساس في الفن التشكيلي ولا يتكررون,وليس هناك فنان في العالم حتى لو كانت لديه مهارة متميزة وعبقرية وفن فطري" ، لابد "لدراسة أكاديمية على يد مدرسين يكونون مؤهلين لهذه المستوى الأكاديمي والتطبيقي المهني أو الحرفي أن جاز التعبير".
وبأسى وألم قال الفنان سلام عطا صبري إنني "رجعت عام 2005 إلى العراق
والآن أشعر بندم كبير بسبب قراري الخاطئ بعودتي إلى (الوطن الطارد)"، هو لم يطرد سلام عطا صبري، لكن الوطن "طرد (الجواهري ،السياب ،البياتي ،رياض العزاوي ،الناصري ،نهر الدين ،رفعت الجادرجي)، هذه الأسماء اللامعة الكبيرة طردت من العراق "، أنا لا ألوم العراق ولا العراقيين ،"التأريخ شاء أن يكون على هذا الحال"
ورداً على سؤال عن أسباب هذا الألم قال صبري: "آلامي في العراق ليس شعبا أو أرضا"، أنا لا أستطيع "أن أتعايش مع السياسة، وبعيدا عنها وعن السياسيين وأشعر بأن الثقافة في بلدي ظلمها السياسي" فهو دائما يجير الثقافة والمثقف للخط السياسي ليخدم الحاكم والسلطان والملك"، أو ينفي المثقف أو يبقى يعاني الحالتين في بلده"، وهذا الموضوع "سيطر في وضع المثقف والثقافة العراقية"، ولفت الفنان سلام عطا صبري إلى أن "المثقف والفنان العراقي عندما يغادر بلده إلى أية دولة ليست غربية، وإنما إحدى دول الخليج فإنه يأخذ مكانه وتقديره من الجوانب المعيشية والمادية والاجتماعية كافة".
   وأشار صبري إلى "معرضه الشخصي الأول بعد رجوعه إلى أرض الوطن الذي أقيم في قاعة مدارات في 22 كانون الأول/ديسمبر لعام 2009 ،"وجوه من بغداد "، وهو عبارة عن قضية شخصية "، لافتا إلى أسباب إقامة هذا المعرض "انغلقت في زاوية من شقتي ،وبدأت أرسم (تخطيط سكيجات)، وتحولت إلى أعمال فنية من وجوه من بغداد"، بعد عودتي في (2005- 2006)، والأحداث المؤلمة في كل العراق ،وخصوصا بغداد"، والآن أكتب "مسودة كتاب عربي إنكليزي اسمه (وجوه من بغداد)، هي مذكرات وخواطر لتاريخ الفن التشكيلي العراقي المعاصر"أدخلت فيه "سلاما مع عطا صبري مع الفن التشكيلي وأحداثا اجتماعية عاشها العراق من الخمسينات إلى عام 2008 ".
   وفي سؤال عن رغبته للسفر مرة ثانية قال "أنا أحب السفر وأعشق زيارة المتاحف والمدن التاريخية ومعالم المدن في الغرب والشرق"، مضيفاً "هناك هدف أساسي من سفري هو إلقاء محاضرة عن تاريخ الفن الحديث العراقي وعرض الأعمال الأرشيفية المتوفرة والآن أبني قاعدة بيانات للأعمال الفنية التشكيلية المفقودة".
ونشير هنا إلى "أن الفنان سلام عطا صبري أقام معرضه الثاني في جامعة كاليفورنيا (قبب بلون السماء" ويقول عنه "القباب التي تميز بها العراق هي القباب باللون التركوازي وشجعني أستاذي هنري كوكوموتو، فكنت "أفخر وأزجج وألون أعمالي كلها" ، إلا أن "صبري صُدِم عندما قال له أستاذه بعد مرور عامين على دراسته أن، "عقليتك الفنية لاتزال في الخمسينات وليس لك علاقة بالثمانينات".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وطننا طارد لمثقفيه وأشعر بألم لقرار عودتي إليه وطننا طارد لمثقفيه وأشعر بألم لقرار عودتي إليه



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وطننا طارد لمثقفيه وأشعر بألم لقرار عودتي إليه وطننا طارد لمثقفيه وأشعر بألم لقرار عودتي إليه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon