توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تُعد عنوانًا لإحياء دور المدينة الثقافي

مبادرة لإنقاذ مسرح سرفانتيس في طنجة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مبادرة لإنقاذ مسرح سرفانتيس في طنجة

مسرح سرفانتيس
الرباط ـ مصر اليوم

تستوقف زائر مسرح سيرفانتس في مدينة طنجة، بصمات تراث ثقافي عريق، لكن علامات التآكل والاهمال تثير القلق. شباب مدينة طنجة وفعالياتها الثقافية، عبر مبادراتهم إحياء "سرفانتيس" ، يحاولون بعث الروح  في الحياة الثقافية بالمدينة. في الطريق إلى مسرح سيرفانتيس، مرورا بـ"سوق دبرَّا"وهو أحد الأسواق الشعبية وسط مدينة طنجة سلع متنوعة ومتعددة (مواد غذائية، ملابس جاهزة، ...) وأصوات الباعة تضفي ديناميكية على المكان. ما ان تخرج من زحمة السوق متوجها إلى بوابة المسرح اللغز يتهيأ لك كأنه شيخ أنهكه المرض وبصم عليه الزمن علامات النسيان والإهمال، ومع ذلك يصر على الوقوف والصمود مستعطفا من ينفض الغبار عن زواياه ويبعث فيه روحا متجددة تعيد للمسرح اعتباره. بعد مرور قرن على تشييد مسرح سرفانتيس في طنجة، يستعيد أبناء المدينة ذاكرته الحافلة بالأنشطة الثقافية، بحرقة كبيرة، فمنذ سنة 1974 تاريخ إغلاق المسرح، تأثرت الحياة الثقافية في المدينة بشكل عام. ويقول الكاتب العام لاتحاد المغرب فرع طنجة، الزبير بن بوشتى في حوار صحافي، إنه "قبل قرار الإغلاق، كانت طنجة تعرف ممارسة مسرحية هامة وناضجة، إلا أن عقدي الثمانينات والتسعينات لم يعرفا إلا بعض التجارب الخجولة والمتفرقة"، وأضاف ان "قرار إقفال مسرح سرفانتيس في طنجة عند منتصف السبعينات قد أثر سلبا في الحركة المسرحية في طنجة وساهم بشكل كبير في انحصارها". وتشكل اليوم مبادرات إحياء مسرح سرفانتيس بمثابة محاولات لبعث الروح في الحياة الثقافية بالمدينة التي تشكل حلقة وصل أساسية بين المغرب وجواره الأوروبي وفي مقدمته اسبانيا. فقد حاولت هيئات ثقافية مغربية- اسبانية أن تشكل قوة ضاغطة من أجل ترميم المسرح الذي تمتلكه وزارة الخارجية الاسبانية، وتقول ماريا كارمن كارسيا كونزالس التي تشتغل في ضمن الطاقم الإداري للمدرسة الإسبانية في طنجة "فعلا يؤسفني حال المسرح لكن الدولة الاسبانية لا تعتبر إصلاحه أولوية بسبب الأزمة الاقتصادية". أما عمدة مدينة طنجة فؤاد العماري، فهو يرى أن الاهتمام بالمنشآت الثقافية كان باستمرار غائبا عند أصحاب القرار في المدينة، ويوضح "خلال اجتماعي مع عدد من المسؤولين حول موضوع المسرح لاحظت أن هناك غياب رؤية واضحة من أجل إعادة الاعتبار للشأن الثقافي بالمدينة"  وأضاف العماري " رغم ان المسرح في ملكية دولة أخرى إلا أنني أعتبره إرثا لأبناء مدينة طنجة، لذلك سأراسل وزير الخارجية المغربي ليجد حلا مع نظيرته الاسبانية، ربما نستطيع شراءه لأن اختصاصات مجلس المدينة لايتيح لنا اختصاصا آخر غير المرافعة" ومن جهته يدعو الكاتب بن بوشتى إلى حماية المسرح من السقوط باعتباره "إرثا إنسانيا، وعلى اليونيسكو أن تتدخل لإنقاذه وحمايته كتراث معماري للإنسانية جمعاء". صحيح أن الثقافة الاسبانية ارتبطت بالتواجد الاسباني خصوصا بشمال المغرب، إلا أن هناك عددا من الشبان المغاربة لايزالون يقبلون على تعلم اللغة الاسبانية. ويرون فيها، كما يقول عدد منهم تحدثوا لـ DW، السبيل لإحياء دور مدينتهم كجسر ثقافي مع اسبانيا واروبا. سلوى بن عمر، 24 سنة، طالبة باحثة في مجال الإعلام والترجمة، تعيش في مدينة طنجة وتنحدر من تطوان المجاورة، تحرص على تعلم اللغة الاسبانية رغم أنها لم تلتحق بمعهد سيرفانتيس "ما يجعلني أهتم باللغة الاسبانية هو موقع مدينتي، وكذا الفضول في اكتشاف الحضارة الأندلسية التي نفتخر بها عن طريق كتابات باللغة الاسبانية". أما محمد حمزة حشلاف، 23 سنة، إلى جانب دراسته الجامعية في مدينة فاس، يغني في فرقة للراب L'Bassline   والتي تعني بالعامية المغربية"مشاكسون"، درس الاسبانية في المرحلة الثانوية إلا أن اهتمامه بهذه اللغة تضاعف أثناء دراسته الجامعية "لا أخفي أنني كنت مضطرا لاختيار الاسبانية كلغة أجنبية ثانية بسبب عدم تدريس اللغة الانجليزية في الثانوية التي درست بها، إلا أنني حاليا أعتبر نفسي محظوظا لأنني اكتشفت إرثا ثقافيا له وزنه في الضفة المتوسطية".ويضيف "ميولي الفنية شجعتني كذلك على تذوق مختلف روافد الفن الاسباني بما فيها الموسيقى والرقص والمسرح كذلك". لكن الثقافة الاسبانية، حسب رأي محمد المساوي وهو طالب باحث في سلك الدكتوراه في مدينة طنجة، تعتبر حكرا على طبقة معينة من الشباب "شباب لهم إمكانيات الدراسة في المعاهد الأجنبية وكذلك الانفتاح على ثقافات هذه المراكز ، فترى أن جمهور الأنشطة الثقافية لهذه المراكز هو جمهور معين له اهتمام ثقافي خاص، أما باقي الشباب من الفئات الشعبية فيعانون من غياب فضاءات حقيقية لاحتضان الشأن الثقافي". ويضيف الشاب الناشط في الشأن الثقافي في المدينة "يبقى فضاء الانترنيت هو الفضاء الوحيد الذي يسمح بوجود مبادرات جريئة لإعادة الاعتبار للشأن الثقافي، لكن عيبه أنه أيضا يبقى تأثيره محدودا بالنظر إلى محدودية الولوج إلى الفضاءات الالكترونية". مبنى سيرفانتيس تعود قصته إلى قرن من الزمن عندما قدمه أحد المقيمين الاسبان في طنجة، مانويل بينيا Manuel Penia آنذاك كهدية إلى زوجته دونيا اسبرانسا Doٌa Esperanza على يد المهندس الشهير دييغو خيمينيث. ومن أشهر المراجع التي تحدثت عن الموضوع، كتاب عنوانه "نشأة المسرح والرياضة في المغرب" للكاتب عبد القادر السميحي، وفيه يقول: " مع بداية سنة 1911 وضع الحجر الأساس لهذا المسرح الذي اعتبر من أعظم الأحداث في هذه المدينة، وخلال سنتين انتهى من بنائه". ورغم الإهمال الذي طال مختلف زوايا المسرح إلا أن واجهته لا زالت تحفظ للمكان هيبته، لكن في ما يخص المرافق الداخلية للمسرح فهي على حافة الانهيار إن لم نقل أن جزءا منها تهالكت، وبعض الملامح المتبقية توضح على أن المسرح يتميز بخصوصية معمارية فريدة وفي هذا الصدد جاء في كتاب السميحي " قد استوردت مواد البناء والزخرفة والمناظر من اسبانيا، بما في ذلك تلك التماثيل التي تطالعك في الواجهة الخارجية للمسرح، وكانت زخرفة قبة الصالة من عمل الفنان الاسباني، فديريكو ربيرا Frederico Ribera الذي ضحى بمواصلة دراسته الفنية في باريس، وجاء ليقوم بهذا العمل الرائع". وحسب المصدر نفسه فقد شهد المسرح عروضا لأشهر الفرق الأجنبية وفي مقدتها الاسبانية كما احتضنت خشبته مسرحيات قدمتها فرق مغربية، وعليها عرضت مسرحية "البر كييرو" وفرقة الممثلة المشهورة سيسيل سوريل التي عرضت مسرحية "غادة الكامليا للكاتب ألكسندر دوماس الصغير". بعد الحرب العالمية الأولى بدأت أحوال عائلة بينيا الاقتصادية تتدهور ولم تعد قادرة على تحمل النفقات، ويذكر القادر السميحي في كتابه: "اقترح الدوق "دوطوبال" على السينيور "بينيا" أن يحول المسرح إلى نادي كازينو، لكن حبه وتعلقه بالفن والثقافة جعله يرفض المساومة والإغراء... حتى سنة 1928 تنازل عن مسرح سيرفانتيس وتم تسليمه للدولة الإسبانية في شخص قنصلها آنذاك في طنجة"، ومنذ ذلك الحين تمتلك الدولة الاسبانية المسرح الشهير في طنجة.  

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرة لإنقاذ مسرح سرفانتيس في طنجة مبادرة لإنقاذ مسرح سرفانتيس في طنجة



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرة لإنقاذ مسرح سرفانتيس في طنجة مبادرة لإنقاذ مسرح سرفانتيس في طنجة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon