توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تأسست منذ حوالي 2700 سنة في الموقع الحالي لبلدة أبو قير المصرية

مدينة "هرقليون" التاريخية تظهر مجددًا بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية أثرية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مدينة هرقليون التاريخية تظهر مجددًا بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية أثرية

مدينة "هرقليون" التاريخية تظهر مجددًا بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية أثرية
القاهرة - سعيد فرماوي

كان واقفًا لعدة قرون على حافة مصر القديمة، محدقاً بغطرسة الى السفن التجارية في البحر الأبيض المتوسط. كان اسمه "حابي" إله الخصوبة وسيد النهر. وعند المصب الغربي لنهر النيل، كان حارس من الغرانيت الأحمر واقفاً عند واحدة من أعظم المدن الساحلية على وجه الأرض.

وفي نهاية القرن الثاني قبل الميلاد، حدثت هزة وبدأت الأرض تسيل عند قدمي "حابي" الذي ترنح وتحطم الى ستة أطنان من الحجارة المنحوتة بشكل معقد غرقت في البحر، ومن ثم تمَّ دفنه تحت طبقات من الرمال.

وفي وقت مبكر من الالفية الجديدة، وجدت مجموعة من الغواصين الذين يعملون قبالة السواحل المصرية قطعة صخرية كبيرة تحت قاع البحر وقاموا باستخراجها. كانت القطعة الصخرية جزءًا من تمثال "حابي"، وكانت مغطاة بالملح ولكنها سليمة. واصلت مجموعة الغواصين البحث، وأخيراً تم اكتشاف ست قطع أخرى من التمثال، بالاضافة الى كنوز أخرى مثل أجزاء من معابد، شظايا من الفخار، مجوهرات ثمينة، عملات، مصابيح الزيت، مراكب وتماثيل نصفية.

وقالت أمينة معرض المدن الغارقة في المتحف البريطاني، أوريليا ماسون بيرغوف: أنا كعالمة آثار، اعتبر بأن اكتشاف مقبرة يعد أمراً مثيراً وتكون هذه المقبرة لشخص واحد، ولكن اكتشاف مدينة كاملة كانت موطناً لآلاف من الناس على مدى أكثر من ألف عام هذا شيء آخر".

وعلى عكس بابل أو مدينة "اتلانتيس" الاسطورية، لم يسمع الكثيرون اليوم عن "هرقليون". في الواقع كان هناك خطر من أن تقوم أمواج البحر الأبيض المتوسط بطي التاريخ ليس فقط على البقايا المادية في المدينة، ولكن على ذاكرتها ايضاً.
 
تأسست مدينة هرقليون منذ حوالي 2700 سنة في الموقع الحالي لبلدة أبو قير التي تبعد 15 ميلاً شمال شرق من الإسكندرية. كانت المدينة تعد الميناء التجاري للمنطقة لعدة قرون بالاضافة الى كونها  مركزاً للتجارة الدولية. وعلى الرغم من ذكر هرقليون من قبل العديد من المؤرخين الكبار في العصور القديمة مثل هيرودوت وسترابو وديودوروس، كان يًخشى أن تكون التفاصيل التي تتحدث عن وجودها قد تم فقدانها.

في عام 1933، لمح قائد سلاح الجو الملكي البريطاني المُحلق فوق أبو قير بقايا في الماء، ومنذ ذلك الحين انطلقت حقبة جديدة من البحوث البحرية. وفي مطلع القرن الجديد قام فريق من المعهد الأوروبي لعلم الآثار تحت الماء برسم خرائط لتحديد معالم تضاريس المنطقة العريقة، ثم بدأ علماء الآثار عملية البحث بسونار المسح الجانبي من أجل توجيه نبضات من طاقة الصوت الى قاع البحر ومن ثم تحليل الصدى لتحديد عمق التغيير في القاع.
كما تم استخدام الرنين المغناطيسي النووي، التي يمكنه الكشف عن الحالات الشاذة في المجالات المغناطيسية للأرض، من أجل تحديد الصدوع الجيولوجية التي سببها وزن المباني الغارقة منذ فترة طويلة وتقوم بالضغط لأسفل وهذا من شأنه تحديد وجود الأجسام الكبيرة.

وبعد تحديد المواقع الواعدة، تم ارسال غواصين حاملين حفارات المياه والتي تقوم بابعاد طبقات الرمال التي تغطي القطع الأثرية. وكانت القطع الكبيرة مثل بقايا المباني والتماثيل ضخمة، كتمثالي ملك وملكة البطالمة اللذين يصل ارتفاعهما خمسة أمتار، أسهل في عملية العثور والاستخراج من قاع البحر، ولكن سرعان ما تبع هذا عملية استخراج القطع الأصغر حجماً بما في ذلك الكؤوس، والتماثيل الصغيرة و13 تابوتا من الحجر الجيري.
وقالت بيرغوف إن بعض من هذه القطع فريدة من نوعها تماماً وذات أهمية تاريخية وفنية كبيرة". ومن ضمن القطع التي تتحدث عنها بيرغوف مسلة سوداء يصل ارتفاعها الى مترين ومحفور عليها كتابات هيروغليفية من القرن الرابع قبل الميلاد تكشف بعض تعقيدات الضرائب المعاصرة في مصر.
التلاحم بين المجتمع الفرعوني واليوناني يعد ثمة ثابتة في بقايا هرقليون، ففي قاع البحر تم العثور على الخوذات الهيلينية جنباً إلى جنب مع الخوذات المصرية، وكذلك التماثيل القبرصية وزجاجات العطور الأثينية ومراسي السفن اليونانية القديمة. كما تم استخراج ايضاً تمثال منحوت بأسلوب يجمع بين الجماليات المحلية واليونانية يبلغ من العمر 2000 عاماً للملكة كليوباترا الثالثة ولكن بوصفها الإلهة المصرية إيزيس.
 
تأمل بيرغوف أن تقوم الاكتشافات في المستقبل بتسليط المزيد من الضوء على حياة الناس العاديين، مشيرة إلى أنه في حين أننا نعرف أكثر من أي وقت مضى حول حكام وكهنة هرقليون، من الصعب معرفة أشياء عن منازل الناس البسطاء المصنوعة من الطوب اللبن وطريقة حياتهم اليومية. وقال رئيس فريق البحث الدولي، فرانك جوديو: "ما نعرفه الآن هو مجرد جزء، نحن ما زلنا في بداية بحثنا"

وبحلول القرن الثاني قبل الميلاد، بدا أن هيبة هرقليون قد بدأت تتلاشى، وذلك بسبب أن الاسكندرية الجديدة قدمت نفسها بسرعة كالميناء الأبرز في مصر، في حين أن الأراضي والمياه التي بُنيت عليها هرقليون لم تعد آمنة فهى لم تتعرض لكارثة واحدة طبيعية مثل زلزال، تسونامي، ارتفاع منسوب مياه البحر أو هبوط أرضي ولكنها تعرضت لمزيج من كل تلك الكوارث. صحوة "حابي" من قاع البحر تعد نافذة فريدة على ماضينا، ولكن يستمر الكفاح من أجل ضمان انه ومدينته لن يكونوا رؤية مماثلة لمستقبلنا.
 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة هرقليون التاريخية تظهر مجددًا بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية أثرية مدينة هرقليون التاريخية تظهر مجددًا بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية أثرية



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة هرقليون التاريخية تظهر مجددًا بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية أثرية مدينة هرقليون التاريخية تظهر مجددًا بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية أثرية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon