توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكدت لـ"مصر اليوم" أن هناك إشكالية حقيقة في واقع المثقف العربي

لطيفة القذافي تصف الأدب بـ"الوعاء" الذي يشكل وجدان الشعوب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - لطيفة القذافي تصف الأدب بـالوعاء الذي يشكل وجدان الشعوب

الكاتبة لطفية القذافي
القاهرة - منيب سعادة

تعد ابنة الصحراء والأرض السمراء، ابنة الجبل الأخضر والجبل الغربي، ابنة التاريخ لبدة صبراية شحات قورينا التي تجد نفسها في أصقاع كل الخريطة الليبية في كل شبر من تراب بلادها، إنها الكاتبة لطيفة القذافي، التي كشفنا لمحة سريعة عن حياتها فقد درست القانون وعملت في حقل المحاماة والاستشارات القانونية كذلك في مجال منظمات المجتمع المدني، وكتبت الشعر منذ نعومة أظافرها بشكل متواضع خجول واقتفت أثر عمالقة الكتابة شرقًا وغربًا تبحث عن ذاتها.

وأكدت القذافي في حوار خاص لـ"مصر اليوم" أن "يومًا وراء يوم كبرت حروفي وامتدت غصون قصائدي على تلال الصحراء الذهبية ورمال الجنوب واستنشقت عبق البحر وخفقت على قمم جبال بلادي فجاءت كتاباتي، كانت لديّ بدايات متواضعة فكبرت وتفرعت وتأثرت بالأدب الإنساني محليًا وعالميًا".

وأضافت المستشارة الكاتبة لطفية القذافي، أنها لا تنتمي لمدرسة واحدة بل مزيج من أنماط أدبية مختلفة لها بصمات في الأدب العالمي والتراث المحلي والقيم النبيلة كالحب والجمال والوفاء والإخلاص والتضامن والفرح والحزن والمعاناة واليأس والأحلام، وتابعت "أنا ابنة ليبيا، مرتبطة بالأرض والإنسان وجدت محمد مصباح الفيتوري شاعر أفريقيا أنفاسه حاضرة في سطوري فدلفت لعالم المرأة والجمال فوجدت روح الشاعر نزار قباني فهاجرت خلف الحدود وجدت شعراء المهجر الرابطة القلمية أيليا أبو ماضي وعمر أبو ريشة وجبران خليل جبران وقرأت قصائدي سرًا وجهرًا وجدت الشاعر الليبي رفيق المهدوي والشاعر التونسي أبو القاسم الشابي وأدمنت عشق الرواية والقصة فجدبتني سرياليات الأدب الروسي ألكسندربوشكين فعبرت روحي غربًا لأجدني أسيرة لأشعار الشاعر الفرنسي شارل بودلير كذلك الكاتب الأميركي إرنست ميلر همنغواي". 

وبشأن طموحاتها، تحدثت القذافي "طموحات كونية على مد البصر مزيج من الحب والجمال الصبر والتأملات والسلام الداخلي النبل والوفاء والاحترام، أجد نفسي في كوكب لا يخضع لمقاييس الجغرافيا وتضاريس المطر هي طموحات من أجل السلام والحب والجمال"، وتابعت "أكتب لأكون سعيدة أكتب لأرى نفسي فى مرآة مضيئة بالأمل والإشراق الكتابة عندي هي روح وليست كائن مادي لهذا طموحي يتخطى سرعة الصوت ورمشة البرق هي الابتسامة الدافئة التي أحب أن أرسمها على محياي فهي تخاطب الروح والطبيعة".

وأردفت القذافي "أنا كتبت الشعر ولكن هناك إشكالية في النشر نسبة للأوضاع التي نشهدها وبعد استراحة قصيرة نشرت ديوان بعنوان "ترانيم الوجع" فكان وجعًا من نوع آخر يلامس عصب بلادي وجعًا في ذاكرة الحروف، وجعًا في ألسنة الرياح، وجعًا في رموش البحر ترانيم سكبتني بلا مواعيد لهذا ديواني كان حالة متفردة جربت فيها الغربة وأحسست بألم التكالي تنسمت معنى إلا يكون لك وطن".

وفيما يتعلق بآخر أعمالها، أوضحت القذافي أن لديها "كتاب ينتظر الطباعة ومجموعة من القصص الشاردة تقف على باب مدينتي تنتظر لحظات المخاض وإنبلاج الصبح، ولدي بعض الأنشطة والمنتديات الدولية وشاركت في أنطالوجيا أوروبية صدرت في هولندا حملت عنوان "تراتيل لقلب البلاد" ضمت شعراء المجر من أوروبا، فكنت الليبية المشاركة لهذا العمل الإنساني الراقي".

وبخصوص رؤيتها للشعر العربي، قالت القذافي "الشعر العربي جزء من الثقافة العربية بالتأكيد حصلت تطورات كبيرة للأدب العالمي المحسوس هنالك شعراء عرب أصبحوا لهم سمعة عالمية مثل الكاتب الطيب صالح، نزار قباني، محمود درويش، سميحة القاسم، وعبدالوهاب البياتي، ترجمت أعمالهم إلى لغات عدة لأن كتاباتهم تتناول قيم عالمية لم يعد الأدب العربي مركونًا في الزاوية الخلفية بل هو يخاطب الإنسان بغض النظر عن جنسه ولونه وشكله".

وأبرزت القذافي أنها "تميل للشعر الحر والشعر الحديث الذي يتناول قضايا الإنسانية والقيم البشرية بشكل كوني وليس محبوس في زوايا ضيقة شعر أو قصة أو نثر لا يتبنى ثقافة العنصرية والعنف والكره وحقوق المرأة والطفل، شعر يستوعب الجميع، فالعمل الأدبي الراقي لكل الإنسانية حتى إذا ترجم للغات أخرى لا يفقد قيمته لا يخضع لمعايير شعر القافية التي وضعت لا أوزان الشعر التي قد تجعل القصيدة جذابة من حيث القافية والموسيقى والتفعيلة لكنها تكون ملقوفة في معناها خربة نثنة الرائحة لا تعبر عن حقيقة الثقافة العربية الجميلة وقيم الشرق الرائعة" .

 وواصلت القذافي "لم أعد أكتب الشعر بشكل أحادي أصبحت أكتب النثر تلاقحت مع الأدب كحياة ورسالة الأدب لم يعد هواية بل تفاعل مع الحياة جزء من الاحترافية وهذا المنعطف جعل نظرتي للأدب تجاوزت حدود الوطن، أصبحت جزء من الحراك من المنتديات الثقافية المصرية وشاركت في معرض القاهرة الدولي للكتاب والملتقى الثقافي الأفريقي الثاني، لم أعد كاتبة مراهقة بل التلاقح مع الآخر في الداخل والخارج، وقد أصبح الأدب عندي أنماط منه الواقعي التجديدي الثورة المهجر كل المعاناة التي مررت بها صقلتني وأسعى لتطويرها".

وشددت القذافي على أن الجماهير العربية الأكثر تذوقًا للأدب العربي فهو غني جدًا بداية من العصر ما قبل الجاهلي والأموي والإسلامي إلى وقتنا"، مستدركة "لكن في الفترة الأخيرة بعد ظهور التواصل الاجتماعي وظهور أنماط جديدة جعلت تيار الشعر يخفت نوعًا ما من متابعة الناس للوسائل الإعلام ينزوي عن القراءة بنهم لكن بشكل أو بالأخر أعتقد هناك أمل كبير في مسيرة الأدب العربي والإنترنت سهلت قراءات على الميديا هذا الجانب الإيجابي".

وبينت القذافي أن "هناك إشكالية حقيقة في واقع المثقف العربي لأن الأمور التي يعيش فيها من عدم استقرار والصراع المعاش وإيقاعات الحياة متصارعة، فالمثقف يكدح في سبيل لقمة العيش والدول العربية مهتمة حاليًا بالشأن العسكري أكثر من الثقافة للشعوب وذلك برعاية المهرجات والمواهب إبراز الفنون في واقع مظلم كئيب"، وقالت "إن انعدام الحريات وحرية التعبير الفكر من بلد لأخر له تأثير سلبي أيضًا، فالمنطقة العربية في صراع عربي إسرائيلي مركز الزلازل في فلسطين له ارتدادته في كل الدول العربية تختلف من دولة لأخرى من حين لآخر، لكن المعاناة للشعب العربي والفلسطيني أثرت كثيرًا" .

وفي نهاية حديثها، أكدت القذافي على أن "القصيدة هي وسيلة الدفاع عن النفس والشعر هو سلاح المواطن وصوت من أصوات المقاومة، وهو عنصر فعال للتماسك والمطالبة بالحقوق والكرامة، ودفع عجلة التضامن والمحبة والإحساس بالأخر"، وأضافت أن القصيدة العربية كانت مفصلة على مقاس العربي في عصر الخيمة والناقة العربية الآن أصبحت لها بعد عالمي لها إشراقات جميلة أطلت خارج حدود الوطن العربي، وأصبح أدب عالم عربي وفوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب خير دليل، وهناك مهرجانات للأدب والشعر العربي في مختلف أوروبا أمستردام بروكسل باريس لدي أصدقاء يديرون هذه الفاعليات ويقيمون الأمسيات الشعرية وتأثيرهم الملموس على المثقفين والطلاب الأوروبيين وحرصهم لتعلم اللغة العربية والتفاعل معها".

وختمت القذافي بالقول إن "الحب قيمة لا يمكن أن تتجزء والجمال هو حديقة ممتدة على مد البصر لا يمكن اختزالها والوفاء هو بلورة مضيئة لا تخفت أنواره، فالشعر والأدب قيمة كبيرة ووعاء شامل ويشكل وجدان الأمم والشعوب" 

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لطيفة القذافي تصف الأدب بـالوعاء الذي يشكل وجدان الشعوب لطيفة القذافي تصف الأدب بـالوعاء الذي يشكل وجدان الشعوب



GMT 02:57 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على كنز عثماني ضخم داخل سجن في بلغاريا

GMT 14:22 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل خزام يكشف عن مدى انفعالات الشاعر خلال كتابة أعماله

GMT 04:50 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

بيع جزء من درج "برج إيفل" بمزاد في باريس

GMT 05:31 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لطيفة القذافي تصف الأدب بـالوعاء الذي يشكل وجدان الشعوب لطيفة القذافي تصف الأدب بـالوعاء الذي يشكل وجدان الشعوب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon