دمشق ـ ميس خليل
أكد الفنان التشكيلي السوري طلال معلا أنَّه قرر من خلال معرضه الذي حمل عنوان "انتهى زمن الصمت" إعلان نهاية صمت لوحاته الذي استمر لأكثر من عقدين من الزمن عبر 11 معرضًا لتكون اللوحة في مواجهة مباشرة مع انعكاسات الحرب.
وبيَّن في حوارٍ له مع "مصر اليوم" أنَّ أعماله كانت تطالب بتحسين الحياة وتجميلها، مشيرًا إلى أنَّ الأعمال الموجودة حاليًا لا تخرج كليًا عن الحالة التي كان يقدمها سابقًا إلا أنَّه بعد أن كان يكتفي برسم الوجوه أدخل أيدي تجسد قدرة الأشخاص على الفعل والمشاركة.
ولفت معلا إلى أنَّ علاقته مع الفن بدأت منذ الصغر، إذ لم يدرسه أكاديميًا وإنما مارسه كهواية، مشيرًا إلى أنَّه يرسم ليبرز مهارات لديه لا يمتلكها غيره في مجال معين، لأنَّ الفن هو أروع أشكال التعبير عن الذات.
ورأى معلا أنَّ المحترف الفني السوري لم ينقطع عن العطاء منذ بدء التاريخ، مضيفًا: التشخيص الذي انقطع في بعض البلدان من منطقتنا والعالم لم يتوقف لدينا وكانت هناك دائمًا تشكيلات وتشخيصات ورسوم في كل العهود وفي مختلف الظروف ولم تتوقف في وقت من الأوقات.
واعتبر معلا أنَّ مهمة الفنان السوري في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها بلاده هي الذهاب إلى المغزى ورصد الانقلابات في مستويات الإبداع الإنساني لاسيما في مجال تصوير اللوحات.
ورأى أنَّ عطاء المبدعين السوريين له مكانته واحترامه في كل المواقع التي يقدمون فيها نتاجهم الفني فهناك الكثير من الفنانين السوريين الذين يتمتعون بمكانة فنية عالية داخل الوطن وخارجه، مشددًا على أنَّ الحركة التشكيلية بحاجة لمتاحف حديثة ومعاصرة ولمؤسسات ثقافية تتماشى مع طموحات التشكيليين لحمل الفن السوري إلى موقعه العالمي الذي يستحقه.
وأبرز معلا وجود استقبال أكبر للوحة السورية في الخارج، بالرغم من الحصار المفروض على الفنان والحركة التشكيلية في سورية، معتبرًا أنَّ المتضرر من هذا الحصار هي المؤسسات الثقافية والفنية والإعلامية والفكرية عمومًا.
وبالنسبة لرؤيته بشأن صورة الفن المستقبلية ما بعد الحرب؛ اعتبر معلا أنَّ الفن بعد الحرب يمثل مجتمع ما بعد الحرب بتعقيداته ومشكلاته وتغيراته.
والفنان طلال معلا من مواليد بانياس العام 1952، خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية، درس تاريخ الفن المعاصر في إيطاليا، وهو ناقد فني وشاعر ينشر في الصحافة العربية والأجنبية، شغل مناصب إدارية عدة لدى مؤسسات ثقافية وفنية عربية، وله أفلام وثائقية وبرامج تلفزيونية عن الفن التشكيلي، وهو عضو في العديد من الاتحادات والنقابات والتجمعات الفنية في سورية والعالم، وله مؤلفات في الفن التشكيلي والعديد من المعارض الفردية والمشتركة داخل سورية وخارجها.
أرسل تعليقك