توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معلمو الموصل يتدربون لمساعدة تلاميذهم على محو آثار الحرب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - معلمو الموصل يتدربون لمساعدة تلاميذهم على محو آثار الحرب

تلاميذ الموصل
الموصل - مصر اليوم

تشكلت في مدينة الموصل في شمال في شمال العراق، حلقات لتدريب معلمين على كيفية التعاطي مع تلاميذهم في مواجهة صعوبات العودة إلى الدراسة، بين الكوابيس التي يعيشونها وسلوكيات العنف، بعد الصدمة التي تلقوها خلال حكم الجهاديين والمعارك الدامية.

داخل قاعة رياضية في جامعة مدينة الموصل التي أعلنت القوات العراقية استعادتها قبل ستة أشهر من تنظيم الدولة الإسلامية، يتحلق عشرات المعلمين حول مدرب رسم على لوحة بيضاء "شجرة مشاكل" تتفرع عند جذورها عبارات تشير إلى تلك المشكلات ومنها "مقتل الآباء"، "مشهد قطع الرؤوس"، "الدمار"، وأيضا "الفقر" الذي يدفع بالأطفال إلى ترك الدراسة والبحث عن عمل.

وفي أعلى الشجرة وعلى أغصانها كُتبت عبارات "إعادة البسمة"، "الأمل"، و"التفاؤل".

ويكمن هدف عملية التدريب التي يشرف عليها ناظم شاكر في تأهيل التلامذة للعودة إلى مقاعد الدراسة من خلال الألعاب والأنشطة الرياضية، علما أن المعلمين والمعلمات تعرضوا هم أنفسهم لصدمات خلال ثلاث سنوات من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

يقول شاكر إن الهدف الأول هو مساعدة الأطفال على إعادة بناء أنفسهم والتخلص من الإجهاد والضغوطات والذكريات السيئة. لكنه يشير أيضا إلى وجوب تعليمهم "أن يعيشوا سويا" و"نبذ العنف".

- مستنزفون -

يفول مدير مدرسة الأربجية في شرق الموصل نعمت سلطان لوكالة فرانس برس إن "أحد تلامذتنا كان عدوانيا ويستفز الطلاب ويتشاجر معهم باستمرار".

ويضيف "لقد تبين لنا أنه يعاني من ضغوط نفسية كبيرة نتيجة فقدان والده وأخيه اللذين قتلا في انفجار".

ويتابع سلطان وهو في خمسينات العمر وأب لثمانية أطفال، أنه من خلال الحديث مع زملائه و"بمساعدة أخيه الأكبر، المستنزف بدوره"، وبجهود معلمي المدرسة "تمكنا من إقناعه بعدم ترك المدرسة".

من جهتها، قالت معلمة التربية البدنية رشا رياض أنها تشعر كل يوم "بالضغوط النفسية الكبيرة التي يعانيها الأطفال جراء مشاهد الإعدامات والأموات والانفجارات، وموت أقربائهم".

وترى المعلمة رشا رياض، وهي أم لثلاثة أطفال، أنهم "يتقبلون هذه البرامج ويتفاعلون معها إيجابيا، لأنهم يريدون التخلص من الأفكار والذكريات التي تعيدهم إلى مرحلة داعش".

من بين هؤلاء التلامذة، يقول أحمد محمود الذي لم يتجاوز عمره 12 عاما، وقد بدا منهكاً وارتسمت علامات الحزن على وجهه المستدير تحت شعره الأسود القصير لفرانس برس، "أنهكنا الجهاديون، ما زلنا نشعر بالتعب إلى اليوم. لم ينته الأمر. عندما أجلس في الصف لا أشعر بالرغبة في الدراسة".

ويضيف الفتى الذي يرتدي سترة جلدية بنية اللون "أفكر على الدوام بأيام داعش، أتذكر الناس الذين أعدموا، اتذكر عمي الذي أعدموه. كانوا يرمون الناس من أسطح المباني ويجبروننا على المشاهدة".

- "لم يعد يأكل" -

وعدا عن المشاهد المرعبة التي تلاحق الأطفال نهارا، والكوابيس التي تؤرق نومهم، تركت أيام المعارك آثارا أخرى مؤلمة في نفوسهم.

وتقول والدة أسامة البالغ من العمر 12 عاما، إن ابنها لا يتوقف عن الحديث عن المباني التي شاهدها تنهار في شارع منزلهم فوق جيرانهم ومن بينهم أصدقاء طفولته الذين ماتوا تحت ألانقاض، جراء القصف الجوي.

وتؤكد الأم البالغة من العمر 33 عاما، أن أسامة "لم ينطق بكلمة لعدة أسابيع. أحيانا يخرج من المنزل من دون أن يخبر أحداً، ويسير من دون وعي لساعات. كنا نتعب للعثور عليه".

ظل أسامة لأسابيع "صامتاً، لا ينطق بكلمة" تقول والدته، واليوم "لا يأكل أو يرتدي ملابسه ويرفض أن يغتسل، من دون مساعدتي أو مساعدة والده ويبدو في أكثر الأحيان شاردا".

لم يلتحق أسامة بالمدرسة بعد، أما الآخرون الذين عادوا إلى مدرسة الأربجية فكان عليهم التكيف مع الدمار الذي لحق بصفوفهم.

وتستقبل المدرسة اليوم أكثر من 900 تلميذ رغم أنها لم تعد تتسع لهذا العدد بعدما تعرض نصفها تقريبا للدمار؛ وهكذا تكتظ المقاعد الخشبية المتوفرة بخمسة تلامذة أو أكثر أحياناً في حين أنها تتسع عادة لاثنين، أما العشرات الباقون فيفترشون الأرض مع حقائبهم.

نقلاً عن أ ف ب

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معلمو الموصل يتدربون لمساعدة تلاميذهم على محو آثار الحرب معلمو الموصل يتدربون لمساعدة تلاميذهم على محو آثار الحرب



GMT 14:15 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

السلطات الإسبانية تنقذ نحو 800 مهاجر في يوم واحد

GMT 13:53 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تشارك في اجتماع للأمم المتحدة لإصلاح مجلس الأمن

GMT 16:04 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تريد تثبيت التهدئة وتتطلع إلى دفع مباحثات المصالحة

GMT 10:27 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تفرج عن معتقلين من حركة "الجهاد الإسلامي"

GMT 12:33 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدبولي يتابع مع زايد الارتقاء بالمنظومة الصحية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معلمو الموصل يتدربون لمساعدة تلاميذهم على محو آثار الحرب معلمو الموصل يتدربون لمساعدة تلاميذهم على محو آثار الحرب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon