مدريد ـ لينا عاصي
تحتفل العاصمة الإسبانية مدريد مع بداية الربيع بنشر موائد الأطعمة والمشروبات أمام المطاعم والمقاهي، ليستقبلوا دفء هذا الفصل بحفاوة وبهجة وحيوية في طرقات وشوارع العاصمة.وعلى الرغم من سيطرة الحداثة على
المدينة العتيقة، حيث بدأت المحال التجارية والمعارض تنتشر في الأدوار العليا للبنايات، بعد أن كانت في مداخل تقليدية في الشوارع، إلا أن هناك الكثير من سمات مدريد التاريخية لا زالت موجودة، تفوح بعبق التاريخ منها، لاسيما الشرفات الحديدية القديمة التي تراها كلما رفعت رأسك لأعلى.
وتتمتع مدريد بالكثير من الإمكانات، إلا أن الاستمتاع بالقهوة، ومشاهدة حشود المارة في الطرقات لا زالت هي الممارسة الأكثر متعة، مع تناول قدح من القهوة على طاولة بسيطة، حيث يمكن للسائحين أيضًا الاستمتاع بركوب الدراجات الهوائية على طول ضفاف نهر "منزاناريس"، والتوقف لمشاهدة أبراج الكنيسة الشاهقة في المدينة، كما يمكن التوجه إلى "سنترو سنترو" (المجمع الثقافي الذي يحتوي على مقهى مكشوف).
وأجمل ما يمكن القيام به ليلاً في مدريد هو تناول الطعام والمشروبات في "مركادو دي سان ميجويل"، والتوجه بعدها إلى بار "جوانا لا لوكا" لتناول أفضل أنواع الكوكتيل، والجلوس على طاولة وسط عبق التاريخ في حي "لا لاتينا"، حيث تُعد "لا لاتينا" (لوس أوسترياس)، الجزء الأقدم على الإطلاق من العاصمة الإسبانية، وهناك يمكن الاستمتاع بالتمشية، بين مبان عتيقة مُطعمة ببعض مظاهر الحياة العصرية، مثل المقاهي الحديثة، والبارات التقليدية.
ويمكن للسائحين الاستمتاع بالهواء الطلق في "لاس فستيلاس"، حيث البار المكشوف في "رويال بالاس" في جبال "سييرا دي جوداراما".
أما عشاق التراث الإسباني، فيمكنهم التوجه إلى حي "لافابييس"، حيث التصميمات الفريدة للمباني، والتي تخلو من الزخارف، التي تشتهر بها واجهات المباني الإسبانية، ويقع بالقرب من هذا الحي متحف "راينا صوفيا".
وأفضل ما يقوم به السائح حتى تكتمل متعته بالعطلة في مدريد هو أن يندمج مع المجتمع بسرعة، وأن يخرج كثيرًا في الصباح وعلى مدار النهار، حيث ينشغل الجميع باقتراب أخر النهار، أو بدءًا من الثامنة مساءًا بأمرين لا ثالث لهما، هما التسوق والأنشطة الثقافية، حيث يقع المركز الثقافي "سيركولو دي بلاز أرتيز" في وسط المدينة.
ويُعد "مركادو دي سان ميجويل" المكان المثالي للقاء الأصدقاء، وتناول الوجبات الشهية، وتناول المشروبات مع أفضل أنواع المشهيات، في "لا لوكا" أو "استادو بورو"، وهما اثنان من أشهر بارات مدريد.
أما فضل الإطلالات، فيمكن للسائح الاستمتاع بها من أعلى "سيركولو دي بيلاز أرتيز"، وهو أحد أهم المراكز الثقافية، بينما يمكن للمرء ممارسة المشي في منطقة "لوس أستورياس" العتيقة، التي بدأت أيدي الحضارة الحديثة تمتد إليها، لتغير من طابعها التاريخي المميز، حيث المقاهي الحديثة، والمحال التجارية التي انتقل بعضها إلى داخل المباني، وأحيانًا إلى الأدوار العليا، إلا أنها، كأقدم أجزاء العاصمة الإسبانية، لا زلات تحتفظ برونقها الخاص وعبق التاريخ الذي يفوح منها.
وعن الإقامة في مدريد، فهناك فندق "أرتريب" في حي لافابيس، وهو فندق يتميز تصميمه بلمسات الجمال، بالإضافة إلى ميزات أخرى تتوافر في هذا الفندق، مثل ارتياد المشاهير له بصفة دائمة، وأسعاره المعقولة، علاوةً على موقعه المتميز في العاصمة، قرب متحف "راينا صوفيا"، وكذلك فندق "ويستن بالاس" و"هيسبيريا مدريد"، كما تتميز المنطقة بعدد من أشهر البارات، وأكثرها شعبية بار "ميوي"، الذي يقدم الكثير من المقرمشات، والوجبات الخفيفة، إلى جانب قائمة غير تقليدية من أجود الخمور المحلية، وفي منطقة "كوندو دوكو"، تجد أشهى الأطباق في مطعم "لا ديشوسا".
ويُعد مقهى "توما" في "مالازانا" هو الأفضل على الإطلاق، ويوجد مقهى في المكتبة المركزية في مدريد، قرب "بلازا ديل سالاو"، ويحلو الغوص في المشهيات على مقهى "جران فيا" و"ساليه بريسيادوس".
وتشهد مدريد هذا العام معرض "سلفادور دالي" في متحف "راينا صوفيا"، والذي يبدأ في الـ 24 من نيسان/إبريل وحتى الـ 2 من أيلول/سبتمبر المقبل، بالإضافة إلى معرض السريالية والحلم "بتيسن بورنيميزا"، وكذلك معارض توفر قدرًا كبيرًا من التشويق مثل "بانوراما ماتاديرو" التفاعلية.
أرسل تعليقك