توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تشهد أكبر حملة تنظيف لشوارعها تحت شعار "المكانس لا البنادق"

مدينة صنعاء مليئة بالفنون والتاريخ والإرادة القوية لدى الناس

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مدينة صنعاء مليئة بالفنون والتاريخ  والإرادة القوية لدى الناس

صوت المآذن الساحر وموسيقى في صنعاء
صنعاء - عبد الغني يحيى

هناك ما هو أكثر من العنف في العاصمة اليمنية، من صوت المآذن الساحر وموسيقى العود للسكان الذين يتمتعون بالمكانس، وليس البنادق في محاولة لتنظيف مدينتهم. ليس هناك يوم يمرُّ في صنعاء لا تسمع فيه اللحن الساحر من المآذن. ففي الوقت الذي يعطي فيه الليل الطريق إلى مؤشرات مبكرة لضوء الصباح، تسمع الأصوات المخلوطة من الثناء والصلاة تتصاعد من المآذن التي تحيط بك، وعادة ما يقوم بها كبار السن من الرجال معلنين ولادة يوم جديد. ويجتمع المواطنون للصلاة الأولى في اليوم، قبل أن يتفرقوا في جميع أنحاء المدينة للذهاب إلى أعمالهم اليومية.

مدينة صنعاء مليئة بالفنون والتاريخ  والإرادة القوية لدى الناس

 جميع الطرق داخل المدينة تقودك إلى مسجد صالح، وهو الأكبر في اليمن. الذي بناه الرئيس السابق علي عبد الله صالح وانتهى منه في عام 2008، وكان من المفترض بناؤه من أمواله الشخصية، وبالتالي اسمه تكريما له. ويضم ست مآذن ضخمة شاهقة في واحدة من الساحات الرئيسية في المدينة، القاعة الرئيسية تغطي وحدهت 13500 متر مربع ويمكن أن تضم أكثر من 44 ألف شخص. أفضل رؤية للمسجد يمكن أن تراها من فوق أسطح المنازل في المدينة القديمة.

 وفي عام 2011، أثناء الصراع الأخير، أخذ مراد أعزب، وهو فنان الغرافيتي اليمني (واحدا من عدد قليل جدا في البلاد) على عاتقه استخدام الجدران التي مزقتها الحرب للتعبير الفني. حيث يرى أن الرسم هو رسالة السلام والجمال فوق الموت والدمار، ونظم عدة حملات فنية، ودعا الناس للانضمام إليه في الشوارع، للسماح لأسوار المدينة التي تضررت أن تتحدث ويصل صوتها لشعب صنعاء. ومنذ ذلك الحين، نمت شعبية فن الكتابة على الجدران، لا سيما بين الشباب. في عمر 28 عاما، مراد كان أول فنان شارع ملحوظ هنا، وفي أبريل/نيسان عام 2014، فاز بجائزة السلام في الفن من "مؤسسة فيرونيسي"، وهي جائزة سنوية تذهب لفنان يعمل على تعزيز السلام من خلال عمله.
 
داخل المدينة القديمة الأسطورية لصنعاء، والسوق التاريخي المعروف باسم سوق آل الملح ستجد كل ما هو فريد وجميل في المدينة، شوارعها الصغيرة بمبانيها التقليدية، وينقسم إلى عدة أقسام كما أنك ستجد فيه جميع الأنواع من الذهب والفضة للزبيب والتوابل إلى مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والحلي. كما أن لديه بعضًا من أفضل وجبات الإفطار في المدينة بأكملها.

 بعد ظهر كل يوم، اليمنيون يتجمعون للتمتع بتناول القات. إنه النشاط التقليدي الذي يعود الى مئات السنين، حيث اكتشف القات، وهو منشط من أوراق النبات الخفيفة التي تمضغ، لأول مرة. حيث يجلس اليمنيون ويسترخون، ويستمعون إلى موسيقى العود اليمني والدردشة حول كل شيء في حياتهم الشخصية إلى الرياضة والسياسة.

مدينة صنعاء مليئة بالفنون والتاريخ  والإرادة القوية لدى الناس

 صنعاء هي المدينة التي تستيقظ قبل أن تفعل. إنها واحدة من تلك الأماكن التي لا تتركها دون أن تحمل بعض من البريق معك، رائحة التوابل بها، والغناء من الباعة المتجولين، وصوت الأغاني من العود اليمني التي تتخلل الحياة اليومية. وليس هناك مكان أفضل لتجد كل هذا إلا في سوق نجوم الوسطى، ويقع على الجانب الشرقي من المدينة. ويحتوي سوق نجوم أيضا على العديد من محلات بيع الحيوانات البرية، فإنه ليس لضعاف القلوب.
 
في مارس/آذار 2010 أصبح زواج الأطفال مناظرة حاسمة في شوارع المدينة بعد عدة قصص مأساوية، بما في ذلك سالي الصباحي، التي، بعد أن تزوجت في سن العاشرة، تعرضت للاغتصاب والضرب على يد زوجها الذي هو أكبر من ذلك بكثير، وإلهام البالغة من العمر 13 سنة، التي توفت في عام 2010 إثر نزيف داخلي بعد أربعة أيام من زواجها القسري. بعد الإدانة والحملات الخيرية من اليونيسيف ومنظمة المساواة الدولية، حكومة البلاد أخيرا بدت أنها على استعداد لإنهاء التقليد الصادم.

في فبراير/شباط 2011، بدأ نشطاء الشباب وطلاب الجامعات سلسلة من الاحتجاجات في الشوارع. وفي أعقاب ذلك، أكثر أفراد المجتمع، فضلا عن السياسيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان في جميع أنحاء البلاد، بدأوا يدعون إلى التغيير، فقد أرادوا استبدال النظام السياسي القائم، من أجل تحسين حياة الشعب اليمني.
 
وأدى ذلك إلى اشتباكات مسلحة، واعتقال كثير من الناس وقتلهم من قبل الجيش. في أوائل عام 2012، توصل الشعب والنظام إلى اتفاق برعاية دول التعاون الخليجي، الذي تم التوقيع عليه من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لإجراء انتخابات رئاسية جديدة. النتيجة: عبد ربه منصور أصبح الرئيس اليمني الجديد في فبراير 2012. الآن، خمس سنوات منذ أن سار في الشوارع، مطالب الشعب اليمني ما زالت لم تتحقق تماما. بدلا من ذلك، تحولت اليمن إلى ساحة حرب طويلة، حيث تنفجر القنابل بشكل أسبوعي.

 الدكتور عبد العزيز المقالح هو الشاعر الأكثر شهرة وبروزا في المدينة ويعرف بـ"شاعر أغرق في الحب" أو "الملهم". وهو مصدر إلهام كبير للشباب، وقال بعض من قصائده التي كان لها تأثير كبير على شباب ثورة 2011.

وتعاني صنعاء من أسلوب البناء الذي لا يمكن وصفها حقا إلا بأنه "عشوائيا"، إلا أن هناك مساحة خضراء محدودة في قلب المدينة. ومع ذلك، هناك إرادة قوية لدى المواطنين لتحسين مدينتهم، سواء كان ذلك من خلال حملات التخضير الصغيرة، أو الواضحة المنبثقة في جميع أنحاء المدينة.

 في ديسمبر/كانون الأول 2012، العديد من السكان المحليين شاركوا في أكبر حملة تنظيف شهدتها صنعاء في أي وقت مضى، والمعروفة باسم المكانس لا البنادق. بعد كل هذا العمل الشاق، المدينة بدت جميلة، وكانت هذه المشاركة الجماعية علامة كبيرة على قوة النشاط الجماعي في صنعاء.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة صنعاء مليئة بالفنون والتاريخ  والإرادة القوية لدى الناس مدينة صنعاء مليئة بالفنون والتاريخ  والإرادة القوية لدى الناس



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة صنعاء مليئة بالفنون والتاريخ  والإرادة القوية لدى الناس مدينة صنعاء مليئة بالفنون والتاريخ  والإرادة القوية لدى الناس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon