توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرئيس التركي يبتز "الأوروبي" مقابل وقف تيار المهاجرين

سورية ساحة حرب بالوكالة بين طموحات أردوغان وفلاديمير بوتين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - سورية ساحة حرب بالوكالة بين طموحات أردوغان وفلاديمير بوتين

الرئيس التركي يبتز "الأوروبي" مقابل وقف تيار المهاجرين
دمشق - نور خوام

لا يمكن إلقاء اللوم في تفاقم كارثة مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا على التقدم القاتل لتنظيم داعش فقط، أو هجمات القوات الحكومية أو حتى الثوار الذين يرغبون في تنحيته، فسورية الآن أصبحت ساحة حرب بالوكالة بين القوى الإقليمية وروسيا وتركيا، لاسيما بين الرؤساء لتغذية الأنا، أي صراع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أو بين السلطان والقيصر، وليس من المبالغة القول إن الصراع في سورية لديه القدرة على أن يصبح حربًا عالمية ثالثة.
والرجلان، مدفوعان بطموحاتهما الإمبريالية، ليس لديهما نية السعي إلى السلام في سورية، إلا وفق شروطهما، وهو بالفعل نزاع دولي يشمل مقاتلين من إيران والمملكة العربية السعودية، وقطر، والشيشان، وباكستان، بالإضافة إلى الشيعة من العراق ولبنان.

سورية ساحة حرب بالوكالة بين طموحات أردوغان وفلاديمير بوتين

لذلك أصبح اللاجئون سلاحًا في حد ذاته، وأزمة المقاتلين تتغذى بلا هوادة على أمل إجبار الحكومات الغربية على دعم هذا الجانب أو ذاك، وسبق وأن وعد الرئيس السوري بشار الأسد، الأسبوع الماضي، بأن سورية ستشنّ الحرب حتى تستعيد كل شبر من البلاد، وقليلون من يصدقون ذلك، إذ هناك خطط لعقد اتفاق سلام برعاية الولايات المتحدة، وتشير المؤشرات الأولية إلى أن أزمة المهاجرين في أوروبا ستكون هذا العام أسوأ من الماضي، وما يصل إلى نصف مليون شخص من جميع الجهات قتلوا في الحرب في سورية، فضلاً عن نزوح الملايين داخليًا، أو ما هو أسوأ، فهم يقبعون في مراكز احتجاز الأجانب البائسة.

سورية ساحة حرب بالوكالة بين طموحات أردوغان وفلاديمير بوتينبوتين""اللاجئين السوريين" src="http://www.egypttoday.co.uk/img/stories/pratsnews3/egypttoday-lag2en1.jpg " style="height:350px; width:590px" />
ومن جانبها، تشعر تركيا بأنها تخوض معركة بقاء على قيد الحياة، فهي تريد منع القوات الكردية في سورية والعراق من الانضمام مع السكان الأكراد في إنشاء دولة خاصة بهم، وهو ما يعني تقطيع أوصال تركيا، لكن أردوغان حريصًا أيضًا على إزالة الأسد، والذي طالما عانت تركيا من خلافات معه بشأن موارد المياه، والجهاديون الأجانب الذين سمحت لهم تركيا بالعبور إلى سورية للقتال مع جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وداعش.

ويمتلك أردوغان 10000 جندي يحاولون قمع التمرد الكردي من قِبل حزب العمال الكردستاني الماركسي بدعم من الأسد، شرق تركيا، والتي تقع بجوار منطقة الحكم الذاتي الكردية شمال العراق، ويريد الأتراك أيضًا حماية الـ100 ألف من التركمان في سورية، والذين يعارضون الأسد أيضًا، وليس من قبيل المصادفة أن أردوغان المسلم السُني التقي، في حين أن الأسد ينتمي إلى الطائفة الشيعية العلوية.
وفي الوقت نفسه تتوق روسيا لحماية نفوذها في المنطقة، بما في ذلك الوصول إلى القاعدة البحرية في البحر المتوسط ​​طرطوس، لذلك، جنبًا إلى جنب مع إيران، يوجِّه بوتين حرب الأسد بالضربات الجوية التي استهدفت بشكل رئيسي ما يسمى بالمتمردين المعتدلين، المدعومين من الغرب.

والصراع بالفعل دولي بشكل خطير، حيث يجتمع فيه اللواء قاسم سليماني، قائد قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتحت سيطرته الآلاف من مقاتلي حزب الله من لبنان، إلى جانب ما لا يقل عن 20 ألف لاجئ أفغاني من الهزارة، إذ يدفعون لهم 750 دولار شهريًا، مع وعد بالتجنس بالجنسية الإيرانية، هذا غير المتطوعين الشيعة الباكستانيين، وأخيرًا وليس آخرًا الميليشيات الشيعية العراقية، أما بالنسبة إلى الروس، فقد جندوا 400 من الكوبيين ليقودون دباباتهم، بما في ذلك "تي 90"، التي تضم لوحات ناسفة على بدن تفجير الصواريخ المضادة للدبابات الواردة.
وأصبحت الحرب السورية مثل الحرب الأهلية الإسبانية "1936-1939" عن طريق جذب مقاتلين ملتزمين من الخارج، والجهاديون الأجانب هم نوع من اللواء الدولي لداعش والنصرة، في حين أنهم يمولون أعدادًا كبيرة من المتمردين من السكان الأصليين من منطقة الخليج.

ووعد وزير الدفاع السعودي الجديد، نائب ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي، بإرسال قوات للقتال ضد داعش، على الرغم من أن حزب الله سيسحقهم، إلا أن السعوديين يحاولون إبطاء تقدم الأسد بإعطاء الثوار أفضل الأسلحة.
وفي عيد ميلاد بوتين الـ63، حلق 26 صاروخًا كروز روسيًّا ما يقرب من ألف ميل من الطرادات في بحر قزوين عبر إيران لضرب أهداف سورية، وقد نشرت روسيا أحدث أنظمتها الصاروخية المضادة للطائرات و400 أس لتجربة أحدث طائرات سو 35 حامي جناح الجيش، وكل من هذه الطائرات تستخدم القنابل "الغبية"، بما فيها الذخائر العنقودية، مما تسبب في سقوط الكثير من الضحايا المدنيين، ويعمل الصراع كنوع من الأسلحة الحية العادلة بالنسبة إلى روسيا في حين يقسم أيضًا حلفاء الغرب.

ومعظم القادة في المنطقة يسارعون إلى نصب محكمة في موسكو، روحاني إيران، السعوديون، نتنياهو إسرائيل، وشمل الحلف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مصر، والملك الأردني عبدالله الثاني، إنهم بحاجة للأسلحة أو صفقات الطاقة النووية مع روسيا، أو لمجرد التأكد من سلاح الجو الروسي أو السوري لا يتعدى على مجالهم الجوي، أو السماح للمتطرفين بالقيام بذلك، وعضو حلف الناتو الوحيد في المنطقة، تركيا، يجرى عزلها دبلوماسيًا إلى حد كبير بسبب خطأ أردوغان، وهو ما يقود مرة أخرى إلى اللاجئين، فالرئيس التركي يبتز بسخرية الاتحاد الأوروبي، في مقابل وقف تيار المهاجرين.
وبعد عرض الاتحاد الأوروبي 3 مليار يورو، ذكر الأتراك أن هذا كان مجرد الدفعة الافتتاحية، كما طالبوا بإعفاء الأتراك من تأشيرة السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، كما أن إطالة أمد الاضطراب في سورية، وأزمة اللاجئين، تناسب حسابات بوتين في مواجهة أوروبا، اليائسة للسلام، حيث يراهن على تلك الأزمة ما يمكن أن يخفف عقوبات الاتحاد ضده، واستمرار حالة الجمود ليست التهديد الرئيسي هنا، بل إن الحرب بالوكالة في سورية التي هي استحضار لخطر حقيقي قد يتفاقم ويصبح كارثيًا.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية ساحة حرب بالوكالة بين طموحات أردوغان وفلاديمير بوتين سورية ساحة حرب بالوكالة بين طموحات أردوغان وفلاديمير بوتين



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية ساحة حرب بالوكالة بين طموحات أردوغان وفلاديمير بوتين سورية ساحة حرب بالوكالة بين طموحات أردوغان وفلاديمير بوتين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon