القاهرة – عصام محمد
أكد الخبير العسكري اللواء حسام سويلم، أن المعركة بين الدولة المصرية والجماعات المتطرفة، لن تنتهي على وجه السرعة، في ظل استمرار تلقي تلك العناصر التي تشكل الخلايا المتطرفة تمويلا وأسلحة من الدول الساعية، لزعزعة الاستقرار في مصر والمنطقة العربية.
وكشف سويلم في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، أن قوات الأمن تمكنت من تجفيف نحو 90% من منابع التطرف، خاصة في الصحراء الغربية وسيناء، في إطار استراتيجية واسعة للدولة المصرية للقضاء على التطرف، المعوق بطبيعته لجهود التنمية. وأوضح سويلم، أن قوات الأمن بدأت عقب هجوم الواحات، منذ 15 يوما، في استطلاع المعلومات وتجميع البيانات، عن تلك الخلايا النوعية، عن طرق إجراء مسح شامل للصحراء، شاركت فيه العناصر السرية والقوات الجوية، واستعانت فيه قوات الأمن بالأجهزة الحديثة والمعدات المتطورة لرصد وتتبع تلك العناصر.
وأوضح أن القوات وضعت هدفا رئيسيا أثناء ملاحقتها لتلك العناصر، وهو منه هروبهم عبر الصحراء إلى دولة الجوار الليبي، كما وضعت القوات خط مكبرة وخطط بديلة لكيفية مداهمة تلك العناصر وتحرير الضابط الشرطي المختفي. ولفت سويلم إلى ضرورة إشراك الجيش مع الشرطة في العمليات الإرهابية وخاصة في الصحراء، لأن الجيش أكثر دراية بتلك المناطق، على أن يتم التنسيق بين كافة الجوانب بين الطرفين سواء في الاستطلاع وتحديد المعلومات، ثم التمهيد النيراني، وبناءً عليه التقدم والاقتحام من قبل الشرطة، وتحت حماية القوات البرية والطيران.
وقال الخبير الاستراتيجي إن تقدير الموقف في العملية، وتدارك الأخطاء السابقة، كان له أثر إيجابي كبير في نجاحها، استطاعت رد اعتبار الشهيد، والقصاص للشعب المصري. وأكد سويلم أن تلك الخلايا، منبثقة من تنظيم جماعتي الإخوان والتكفير والهجرة، والمعلومات تشير إلى تلقي تلك الخلايا تمويلا من دولة قطر، ويستخدمون العربات العادية والدفع الرباعي والموتوسيكلات في تنفيذ عملياتهم العدائية، إلى جانب الاستعانة بوسائل اتصال لاسلكية متقدمة تكنولوجيا مستمدة من قطر كهواتف الثريا، لا يمكن التجسس عليها، وتصل موجتها لحدود بعيدة الكيلومترات، فضلا عن المواد التفجيرية سريعة الاشتعال.
وأضاف سويلم أن قوات الأمن تواجه تحديات جسيمة للإيقاع بتلك الخلايا أبرزها، أن هناك بلاد كاملة تدعمه بالمال والسلاح، وأفكار متطرفة متأصلة في المجتمعات العربية مختلطة بالمفاهيم الإسلامية المغلوطة، وصعب اجتثاثها بسهولة إلا من خلال خطط منظمة ومدعمة من الجانب الأمني والتعليمي، فضلا عن أن الحدود المصرية صعب السيطرة عليها بشكل كامل.
وتابع "الدولة المصرية نجحت في غلق بنحو 90% أو أكثر من الأنفاق العاملة على الحدود بين قطاع غزة والأراضي المصرية، وما وضعته القوات المسلحة من تدابير أمنية عند قناة السويس، يمكن اعتبار أنه تم تجفيف مسارات التهريب لأقصى درجاتها، إلا أن امتداد الحدود المصرية غربا وشرقا وصعوبة التضاريس في شبه جزيرة سيناء، تجد فيها تلك العصابات فرصتها في مواصلة نشاطها بعيدا عن عيون الأمن".
أرسل تعليقك