توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الناشطة النسوية وفاء عبد الرحمن لـ"مصر اليوم":

الثورة التي لا تكون فلسطين بوصلتها فهي عوراء

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الثورة  التي لا تكون فلسطين بوصلتها فهي عوراء

الناشطة النسوية وفاء عبد الرحمن
القاهرة - سلوى اللوباني

أكدت الناشطة النسوية، مديرة المؤسسة الإعلامية "فلسطينيات" ورئيسة تحرير موقع "نوى" الإخباري النسوي وفاء عبد الرحمن لـ"مصر اليوم"، أنها آمنت بالنضال من أجل القضية الفلسطينية عامة، ومن أجل  قضايا المرأة خاصة، لذلك اتجهت إلى العمل العام، وساهمت في تنظيم الوقفات الاحتجاجية لنصرة قضايا المرأة ضد التحرش بها في مصر، واعتبرت عبد الرحمن أن فلسطين بؤرة الثورات العربية، وبوصلتها الموجهة لأهدافها، ولذلك فإن الثورة التي لا تكون فلسطين بوصلتها هي ثورة عوراء، مشيرة إلى أن الانقسام الفلسطيني وغياب أفق المصالحة، كلها عوامل عامة تضر بالجمهور الفلسطيني ككل، وتضر بالمرأة الفلسطينية بشكل مضاعف، وكان لـ "العرب اليوم" معها هذا الحوار. المرأة الفلسطينية إلى أين؟ السؤال الأصلي يجب أن يكون الفلسطينيون إلى أين؟ فنحن مكون أساسي من مكونات المجتمع الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وما يحدث في المشهد العام ينعكس علينا، صحيح أننا نحاول التأثير في هذا المشهد، وصحيح أننا نجحنا في بعض المعارك "الصغيرة" ولكننا نعترف أن المشهد العام بمعنى التراجع الذي طال الوضع الفلسطيني في ما يتعلق بأننا لم نعد أولوية على الأجندة العالمية والعربية، وانعدام الأفق السياسي في ظل قيادة ذكورية متفردة (هذا التوصيف ينطبق على الضفة والقطاع)، وتراجع الشعور الوطني بالقدرة على مقاومة "الليبرالية الجديدة" التي تروج لها حكومة رام الله، أو "الإٍسلام السياسي" الذي تروج له حكومة غزة، أو حتى مقاومة الاحتلال باستراتيجية وطنية متناغمة- وليس بالضرورة موحدة- تغول الاحتلال ومستوطنيه، الانقسام الفلسطيني وغياب أفق المصالحة، كلها عوامل عامة تضر بالجمهور الفلسطيني ككل، وتضر بالمرأة الفلسطينية بشكل مضاعف، فهي مغيبة، ويتم إقصاؤها بتعمد عن كل المشهد وتفاصيله، والمرأة تحاول وتناضل من أجل ليس فقط أن يكون لها مكان، بل أيضًا للتأثير في كل اتجاهات العمل، وها هي تستعيد عافيتها. فنراها في مقدمة المجموعات المقاومة للاستيطان والجدار، عادت للواجهة كمكون أساسي في باب الشمس، والتظاهرات الأخيرة الداعمة للأسرى، هي أيضًا تحاول على مستوى المصالحة، فنراها تتظاهر أسبوعيًا ضد الانقسام، وتطالب بوجودها على طاولة المصالحة، تناضل على مستوى القوانين المحلية من أجل تغيير قانون العقوبات وقانون الأحوال الشخصية، تنجح في معارك صغيرة ومتفرقة، تتعب كما يتعب الجمهور، ولكنها أسرع في استعادة عافيتها، ولكن المعركة الكبرى متعددة الجوانب تبدأ بالاحتلال، مرورًا بالانقسام، وليس انتهاءً بالفقر والتمييز والظلم، ولكنها تواصل النضال. هل ما زلت تؤمنين بالنضال؟ طبعًا أؤمن بالنضال، ولولا إيماني به لما عملت في العمل العام، ولما تمكنت من مواصلة الطريق. أؤمن بنضالنا بمعنى مقاومتنا للاحتلال- وليصنفها كل من يحب على مزاجه، أنا مع كل أنواع المقاومة لاحتلال قميء قد آن له أن ينصرف، ولا تهمني التصنيفات- أنا مع النضال الاجتماعي الحقوقي، ومع نضال الفقراء والنساء على رأسهم، ومن دونه لن نصل لشيء. ولكن أذكر بأمر مهم، النضال وسيلة لتحقيق أهداف واضحة، وليس هدفًا في حد ذاته- أحيانًا ننسى هذه المعادلة في خضم تشابك معاركنا وأولوياتنا. ساهمتِ في تنظيم وقفة المرأة الفلسطينية التي ساندت بها نساء مصر ضد التحرش بهن! قررنا في رام الله أن نستجيب لمبادرة انتفاضة المرأة في العالم العربي، ونشارك في الوقفة لدعم النساء، ولكن الوقفة الفلسطينية لا تكتمل من دون باقي الجغرافية الفلسطينية، فوقفت نساء قطاع غزة في وقت أبكر، وضمن وقفتهن الأسبوعية ضد الانقسام، ولبت يافا النداء، ووقفت النساء دعمًا لنساء مصر من جهة، ورفضًا لأن تكون أجسادنا- نحن النساء- جسورًا لتمرير أجندات فاشية مضادة للثورات، ورفضًا لتوظيف الخطاب الديني لاستباحة النساء، ومطالبة بمحاسبة ومساءلة شيوخ الإعلام والمنابر الذين يشرعنون الاعتداء على النساء وإقصاءهن. وجهنا رسالة حب لنساء مصر، ورسالة غضب للحكومة المصرية، التي تتحمل المسؤولية الأولى في الدفاع عن النساء، وسلمنا الرسالة للسفارة المصرية في رام الله. كما ترين، فشعاراتنا هي ذاتها التي أستعملها محليًا- فلسطينيًا- لذا اعتبرت وقفتنا مع نساء مصر وسورية وتونس هي وقفة مع أنفسنا، ومع باقي النساء العربيات في الأردن والبحرين والسعودية والجزائر وموريتانيا، نتعرض إلى السلطة ذاتها وإن اختلفت الأقنعة التي ترتديها، ونحن النساء ذاتهن اللواتي يتعرضن إلى الاعتداء والتهميش والإقصاء. هل فلسطين ما زالت بوصلتنا؟ فلسطين ليست جغرافيا مكان، فلسطين هي بوصلة لكل المناضلين من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة وحق تقرير المصير، الحرية لا تُجزأ، ومن فلسطين يبدأ أصل الحكاية، لذا ستبقى هي البوصلة لكل الثورات، قد أكون متطرفة حين أقول إن "الثورة التي لا تكون فلسطين بوصلتها، فهي ثورة عوراء". لا أعني أبدًا أن يقوم الثوار والثائرات برفع علم فلسطين أو المطالبة بتحريرها، ولكن إن لم يدركوا أن فلسطين تم استخدامها من قبل أنظمة فاشية وديكتاتورية لقمع الشعوب، وأنها ستبقى تستخدم من قبل أنظمة جديدة كاذبة رغم أنها ستروج لـ "وإن جنحوا للسلم" لتبقى تحكم بإرادة إلهية، هي مؤامرة على تلك البوصلة لإخراجها من الوعي الثوري أو على الأقل تحييدها. في منطقتنا بالذات، كل شيء يبدأ بقصة فلسطين- التي هي صراع حق وعدالة – ومن لا ينطلق من هذا التحليل فلن يصل لا للحرية ولا للعدالة، وسيتخلص من نظام ليسقط في براثن نظام آخر، والرابح الوحيد هي أميركا وإسرائيل. كيف ترين الانقسام الفلسطيني؟ الانقسام الفلسطيني خنجر في خاصرة فلسطين قضية وشعبًا، أعتقد أنه أسوأ ما مر على تاريخ قضيتنا، لا ننكر وجود انشقاقات فصائلية سابقة، ولكن الانشقاق الفصائلي قد ينظر إليه بعض المحللين أنه تطور طبيعي في ظل وضع ثوري. في كل الأحوال ما نخشاه كنساء أن يتحول هذا الانقسام الجغرافي الذي غذاه الاحتلال بفصل الضفة عن القطاع، وفرض حصار على القطاع، وتقسيم الضفة إلى كانتونات، نخشى أن يتحول إلى انقسام وتفتت في النسيج المجتمعي، ويبدو أن هناك أباطرة لهذا الانقسام في كل الاتجاهات يستفيدون من استمراره وتغذيته. إنهاء الانقسام ليس مستحيلاً لو توفرت الإرادة السياسية والضغط الشعبي المناسب، فهو ورغم مرور ست سنوات عليه، لم يتحول إلى واقع لا يمكن العودة عنه (عمر المستوطنات في قطاع غزة كان أكبر بأضعاف ومع ذلك تم تفكيكها، وانتهاء وجودها هناك). ولكن في ظل غياب تلك الإرادة وتلك القدرة الشعبية على فرضها، فأعتقد أننا نمر بمرحلة إدارة الانقسام على طريق إنهائه، من دون ذلك ففلسطين هي الخاسر الأكبر والاحتلال الصهيوني هو الرابح الأكبر، لن ننهي الاحتلال منقسمين، ولن يعني انتصارنا الدبلوماسي شيئًا إن استمر هذا الانقسام، وسيصبح انتصار المقاومة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي مجرد وهم في رؤوسنا نحن فقط، هذه الانتصارات- كما يحلو لتلك القيادات تسميتها- لا تعني شيئًا للمواطن العادي من دون وضع حد لهذا الفصل المؤلم من تاريخنا. كيف ترين وضع المرأة العربية بعد ثورات الربيع العربي؟ كلما سألوني عن رؤيتي لوضع المرأة العربية أتذكر أول مؤتمر نسائي أحضره بعد الثورات العربية بمشاركة نساء من اليمن، مصر، سورية، تونس، لبنان، فلسطين، العراق، المغرب، البحرين، الأردن. كانت لديّ مشكلة في أن أقيم الثورات أو أحكم عليها ولم نرَ قطافها بعدُ، لذا استمعت بكل حواسي، وإليك ما كان. حذرت الفلسطينيات أن يتكرر سيناريو انتخاب حركة "حماس" في فلسطين، بأنه قد يتكرر في بلاد الثورات، و"حماس" بنت "الإخوان"، (رغم رفضي لتأنيث حماس)، وجاءت الردود كالآتي: المصريات رفضن التحذير بشدة، وقلن إن الشعب المصري واعٍ جدًا ولن ينتخب الإخوان- انقبض قلبي لهذه القراءة للمشهد المصري من ناشطات مصريات، وتمنيت أن يصدقن، ولكن ما حصل لاحقًا كذب أمنيتي! السوريات أبدين مخاوف كبيرة، من جهة يردن انتهاء النظام، ومن جهة ثانية فدولة يحكمها "الإسلام السياسي" ليست هي الدولة المنشودة، وعليهن الاستعداد لنضال جديد وطويل. العراقيات كان الهاجس الطائفي هو المسيطر على خطابهن، أما المغربيات فشككن في أجندات الإصلاح المطروحة، وإن لم ييأسن من إمكان تحققها. التونسيات كن قد خرجن للتو من هزيمة التيار العلماني بانتصار كاسح للنهضة الإخوانية، كن يبكين ويولولن، ولكن لم يقلن في أي ثانية – ليت زمن زين العابدين يعود- استوعبن العويل فالضربة كانت طازجة، وكن بحاجة لوقت من أجل استيعاب الدرس (اليوم أسمع أخبارهن، ونضالهن الذي لا يتوقف، استعدن عافيتهن سريعًا، ووقفن مناضلات صامدات مدافعات عن مكتسباتهن). اللبنانيات كن يستمعن بشغف، وبين الفينة والأخرى يرفعن الصوت من أجل دولة مدنية يتساوى فيها كل المواطنين نساءً ورجالاً، وبغض النظر عن المذهب، والعرق واللون. أما البحرينيات فقد بدت أجندة النساء بعيدة عن المشهد، يردن مساواة وعدالة وكرامة لجميع البحرينيين أما موضوع المرأة فيأتي لاحقًا. الأردنيات كن حيارى ولم أسمع موقفًا واضحًا بذاته، فلم يتحدثن كثيرًا، وآثرن الاستماع. ما أؤكد عليه، أن هذا المؤتمر الذي لن أذكر متى وأين عقد، لا يمثل كل نساء البلاد التي ذكرتها، هي عينة لنساء "علمانيات" يعملن بجد وحب من أجل حقوق المرأة العربية على امتداد العالم العربي، وبالنسبة إليّ، ما ذكرته من توصيف لمشهد، يحمل ردي ورؤيتي وذكاء القارئ/ة يكفي.      

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة  التي لا تكون فلسطين بوصلتها فهي عوراء الثورة  التي لا تكون فلسطين بوصلتها فهي عوراء



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة  التي لا تكون فلسطين بوصلتها فهي عوراء الثورة  التي لا تكون فلسطين بوصلتها فهي عوراء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon