توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وصف لحظة وصول مولوده الأول بأكبر تغيير في حياته

صومالي يروي تجربة كفاح والده لتأسيس صحيفة في بريطانيا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - صومالي يروي تجربة كفاح والده لتأسيس صحيفة في بريطانيا

راجح عمر
مقديشيو ـ عادل سلامه

كان منزل عائلتنا في مقديشيو يقع في منطقة مصفوفة بالأشجار الخضراء والشمس المشرقة دائمًا. لعبت على الشواطئ الرملية وفي البحر الدافئ والصافي. أتذكر أيام الصيف الرطبة وكان للمدينة إطلالة بيضاء لأنها بنيت تحت الحكم الاستعماري الإيطالي. خلال تلك الليالي الصيفية, كان لدينا الكثير من التجمعات العائلية الطويلة, ولكن قيل لي، من الذي سيعود إلى دياره بعد عمله في الخارج.

ووالدي، عبد الله، محاسب قبل تأسيس أعماله. وكان لديه عقد وكالة لجرارات ماسي فيرغسون، وقدم مشروب الكوكاكولا إلى الصومال وبدأ أول صحيفة مستقلة في البلاد. كان يبني ويطور أعماله في ظل وقت من التغيير السياسي الضخم وظل يعمل بجد وعزم ليعيل عائلته. وكان أيضا والدًا مرحًا مع أطفاله الخمسة.

أمي، صحراء، هي واحدة من اثني عشر أخوة - جميعهن فتيات باستثناء صبي واحد. لها ابتسامة واسعة وسع الشمس وتحب الدعابة. إنها محبة ومحور عائلتنا بنفس الطريقة التي كانت فيها أم لشقيقاتها الأصغر سنا - حتى يومنا هذا، ينظرون إليها على أنها قدوة يُحتذى به.

نشأ والدي في عالم مختلف جدا عني. كانت الصومال حينذاك بلدًا بدويًا، وكانت الحياة التي عاشوها تشبه الحياة في القرن التاسع عشر. علمنا والدي أهمية التعليم والقيم الأسرية الثقافية التقليدية وتأسيس منزل مستقر وسعيد: يمكننا أن نشعر بالفخر أننا نشأنا في الصومال.

وصلت إلى لندن في السادسة من عمري في عام 1973 بسبب حلم والدي حصول أطفاله على تعليم جيد. أول شيء شعرت به بعد مغادرة هيثرو كان هذا الهواء البارد. فكرت، ماذا يحدث؟ ثم رأيت الألوان غير العادية من إضاءة الشوارع وإعلانات النيون. ولكن ما أتذكره جيدا هو عندما أخذتني أمي إلى اليوم الأول في المدرسة الداخلية - وهو أمر اعتبرته أمي همجيًا، ولكن هذا ما أراده والدي. عندما التقيت بمعلمي، اعتقدت أمي أنني أود أن أستدير وأقول: "أمي، من فضلك خذيني إلى المنزل". ولكني لوحت لها بعيدا وقلت: "حسنًا يا أمي، يمكنك الذهاب الآن". وحتى يومنا هذا، لم تغفر لي لذلك.

على الرغم من أن والدي بدأ بتأسيس صحيفة، حاول تثبيط همتي من أن أصبح صحافيا. وقال إنه يعتقد أنها ليست مهنة جادة. أراد مني دراسة القانون وكنت على وشك أن أصبح محاميا. لقد توصلنا إلى اتفاق: قلت أنني سأحاول أن أصبح صحفيا، وإذا لم يفلح الأمر بعد بضع سنوات، فسأمضي قدما في القانون. عاش ليرى أنني قد حققت حلمي وكان فخورا بي وسعيدًا في النهاية. وقال إنني قد اتخذت الخيار الصحيح.

أن أصبح أبًا للمرة الأولى كان تغييرًا كبيرًا في حياتي.. حملت أنا ونينا طفلتنا لولا في أيدينا وكان الأمر عاطفيًا جدًا ومؤثرًا جدا فلم نستطع إلا أن نبكي. كانت هناك حياة أخرى تحت رعايتنا وهذه اللحظة الرائعة بالكاد يمكن تصديقها. أنني أرى أطفالي شبابًا مستقلين. علمني والدي أن أكون مستقلًا وأن أفكر بشكل مستقل. أعتقد والدي أن الاستقلال يمنحك شعورا بالقيمة والقوة. أرى هذا في أطفالنا (لولا، 16 سنة، سامي، 15 سنة، وزكاري، 11 سنة), هم قادرون على الوقوف على قدميهم. ويمكنهم الطهي - وهو أمر علمه أبي - وهم يستمتعون بالسفر ويستطيعون الاعتماد على أنفسهم أثناء السفر بشكل جيد.

وتوفي والدي في عام 2009 وكان يبلغ من العمر 79 عامًا,  لكنه لم يكن جيدًا في الوقت الأخير وكنت قد رأيت صحته تتدهور. حضر مئات الأشخاص إلى جنازته. تغلبت على صدمتي بوفاته من خلال محاولة التحدث عن ذلك مع عائلتي ونحن دائما نتذكر الذكرى السنوية له.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صومالي يروي تجربة كفاح والده لتأسيس صحيفة في بريطانيا صومالي يروي تجربة كفاح والده لتأسيس صحيفة في بريطانيا



GMT 02:46 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

فتحية بوروينة تروي ظروف تأسيس شبكة للنساء المهنيات في السينما

GMT 05:00 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مها بهنسي تعلن عن تحضيرها لبرنامج غنائي جديد

GMT 04:35 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

متظاهرون يحتجون على طريقة بثّ شبكة "سي إن إن" للأخبار

GMT 05:51 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل نحو 200 شخص في موقع نووي شرقي كوريا الشمالية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صومالي يروي تجربة كفاح والده لتأسيس صحيفة في بريطانيا صومالي يروي تجربة كفاح والده لتأسيس صحيفة في بريطانيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon