يعيش مئات من اللاجئين السوريين الخوف من أن يتم ترحيلهم إلى سورية، بعد اعتراض قاربهم من قبل خفر السواحل التركي، فيما تشير الإحصاءات إلى أنّ 22 شخصًا غرقوا في تلك الواقعة، الثلاثاء الماضي، في حين تم نقل المئات إلى تركيا، حيث يدعون أنهم تعرضوا للتهديد بالترحيل، فيما تنفي الحكومة التركية تلك الادعاءات.
وفي محاولة للوصول إلى جزيرة كوس اليونانية؛ تم اعتراض القارب الخشبي الذي يحمل حوالي 250 شخصًا من السوريين والعراقيين، على بعد بضعة أميال من ساحل تركيا، من قبل خفر السواحل التركي الذي أحاط به وأطلق طلقات تحذيرية أصابت القارب وتسببت في غرقه لاحقًا، بعد أن بدأ تسرب الماء إلى داخله، وتم نقل 211 الناجين إلى مركز احتجاز في دوزيتشي، جنوب تركيا.
وفي رسائل الصوتية مرسلة من مخيم الاعتقال، وصل الناجون إلى أنّ بعض المعتقلين السوريين انتقلوا جوًا إلى لبنان، إذا كان لديهم المال الكافي لدفع ثمن تذكرة السفر، ونفى متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء التركي، على نحو قاطع، أن أي سوري سيرحل إلى سورية، مع ذلك زعم اللاجئون أنّ المسؤولين المحليين هددوهم بأن أولئك الذين يفتقرون إلى الأموال للسفر جوًا؛ سيتم ترحيلهم إلى معبر باب الهوى في سورية.
وأبرزت إحدى النزلاء الذين لن يتم الكشف عن هويتها من أجل حمايتها، أنها تخشى التعرض للقتل في حال ترحيلها، مضيفة "أنهم يهددونا أنّ السوريين سيتم ترحيلهم إلى سورية، والعراقيين إلى العراق"، وقالت: "إذا عدنا إلى سورية سنموت.
وتابعت النزيلة: "سيتم ترحيلنا على حسابنا الخاص، وكل من لا يملك المال للذهاب إلى مطار بيروت، سيرسلونه إلى باب الهوى، أنا لا أعرف ماذا أقول.
ولم تستجب وزارة "الداخلية" التركية لطلب التعليق على الواقعة، حتى وقت النشر؛ لكن المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء التركي دوغان إسكينات، رفض بشدة هذه المزاعم، وقال إن وكالة اللاجئين التابعة للأمم تجري مقابلات مع جميع اللاجئين، التي تتأكد من أن لن يعاد إلى سورية أي لاجئ، موضحًا أنّه "عمومًا، ليس لدينا سياسة الترحيل، لذلك أنا لا أعرف من أين تأتي هذه الادعاءات.
واحتجاز اللاجئين؛ أحدث حلقة في الأسبوع الصادم للمجموعة الذي بدأ بالغرق بعد أن استوقفه خفر السواحل في حوالي الساعة 05:30الثلاثاء قرب القارب، وبيّن أحد الناجين العراقيين: "استغاثت الأسر في المستوى السفلي من القارب بسبب وجود تسرب للمياه، وعندما نزلت رأيت تسرب للمياه على الأرض"، وشعر العراقي بأن رد فعل خفر السواحل يكون عاجلًا، ومعظم الناس كانوا غرقوا في المستوى الأسفل من القارب، وكان الإنقاذ متأخرا جدًا.
ونقلت سكاي نيوز لقطات لرحلة ثانية، يظهر فيها خفر السواحل التركي يطلق طلقات تحذيرية في الهواء، محاولا منع مرور قوارب المهاجرين؛ لأنها تقترب من الحدود بين المياه اليونانية والتركية، وجاء احتجاز اللاجئين كما ظهر أنّ 13 شخصًا غرقوا قبالة سواحل تركيا، عندما اصطدم زورق صغير مع العبارة، وقال خفر السواحل التركي أنّه تم انقاذ ثمانية أشخاص، بعد أن اصطدم قارب في طريقه من ميناء كاناكالي إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.
والحادث الأحدث في عدد متزايد من الكوارث في بحر ايجه، وعدد الوفيات بين اليونان وتركيا أقل بكثير من الرقم المقابل على طريق الهجرة بين ليبيا وإيطاليا؛ ولكن معدل الحوادث في ازدياد، مع ما لا يقل عن 78 قتيلًا في خمس حوادث منفصلة، الأسبوع الماضي، وفقًا للمعلومات التي جمعتها المنظمة الدولية للهجرة.
وحذر اللاجئون الذين قابلتهم صحف بريطانية، على طول درب المهاجرين، هذا الاسبوع، من أنّ المستوى الحالي لرحلات القوارب بين تركيا واليونان؛ سيرتفع خلال الشهر المقبل، على الرغم من وجود احتمال تدهور الأوضاع في عرض البحر.
وأفاد زين صبصابي، طالب سوري يبلغ من العمر 17 عامًا، وينتظر على الحدود بين كرواتيا وسلوفينيا: "قلت لابن عمي لا تأتي لأن الطريق مغلق الآن؛ لكنه قال: "أنا فقط أريد أن أترك هذه الحرب"، لذا سيتوافد المزيد من الناس في الأيام المقبلة.
وذكر سوري آخر، من الذين وصلوا إلى اليونان الأسبوع الماضي، مهندس اتصالات بالغ من العمر 31 عامًا، اسمه نوار الدبياط: أنّ "المستوى سينخفض؛ لأن البحر ليس جيد، وربما حقيقة أنّ المجر أغلقت حدودها وضع الناس في حالة تراجع؛ ولكن بعد خمسة أعوام من الحرب في بلدي، لا يستطيع الناس تحمل الوضع أكثر من ذلك، وحتى أولئك الذين كانوا لا يفكرون في الهجرة؛ أصبحوا يفكرون فيها الآن، لذا في تشرين الأول/اكتوبر ستستمر الهجرة.
وتخشى المنظمة الدولية للهجرة، أن هذا بدوره سيؤدي إلى مزيد من المآسي، وصرح المتحدث باسم الجماعة، ليونارد دويل، السبت: "نحن نتوقع أن يكون هناك الكثير من الوفيات، نحن فعلًا تلقينا بلاغًا عن ثماني وفيات اليوم.
أرسل تعليقك