توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة المدمرة تلفظُ شبابَها ليموتوا في البحر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - غزة المدمرة تلفظُ شبابَها ليموتوا في البحر

غزة المدمرة
غزة ـ محمد أبو شحمة

الهروب من الموت حربًا وفقرًا إلى الموت غرقًا، أصبح حلمًا يراود الشباب الغزي للتخلص من واقع لا يخلو من الموت بكل تفاصيل حياتهم اليومية، فبعد حرب استمرَّت 51 يومًا وحروب سبقتها وحصار دام  8 سنوات لم تُكتب نهايته بعد، لا يجد الشباب غير البحر سبيلًا يوصلهم إلى حلم الحياة الآمنة في أوروبا.

ويسلك المهاجرون من غزة -ومعظمهم من الشباب- الأنفاق ومن ثم ينتقلون للهجرة على أيدي عصابات من المهربين مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 3500 و 4000 دولار للشخص الواحد، وبعد المرور من تحت "أرض الموت" كما يطلق عليها البعض يتوجب عليهم أن يتخطوا الحواجز الأمنية في سيناء.
ويحتاج هؤلاء إلى بضعة أيام كي يصلوا إلى شواطئ الإسكندرية بأمان، هناك يستقبلهم "سمسار" آخر ليضعهم في قارب تبدأ معه رحلة حلمهم للتغرُّب في أوروبا بعيدًا عن هموم الحصار والحروب المتتالية في غزة.

أحد المهربين الذين يساعدون الشباب على الهرب ، وهو من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، يؤكد أنَّه بعد تهريب الشباب المهاجر عبر الأنفاق يأتي ضابط مصري يكون قد تلقى مبلغًا من المال، ثم يضع على الجواز الفلسطيني ختم مزيف حتى يظهر أنَّهم دخلوا بطريقة شرعية. في رفح المصرية تستقبلهم سيارة تذهب بهم إلى مدينة الإسكندرية وفيها يبقون داخل شقة لا يخرجون منها حتى تحين ليلة الهجرة المناسبة للإبحار.

السفينة التي تقل الشباب على ظهرها، تبحر مدة خمسة أيام، وتنقلهم بمخاطرة شديدة إلى سفينة أخرى غيرها، لإيصالهم لمنطقة قريبة من الشواطئ الايطالية قبل أن تنزلهم في البحر لإكمال المسافة المتبقية سباحة باتجاه الشواطئ، رغم وجود أطفال ونساء من ضمن المهاجرين على ظهر المركب.

الشاب صابر عطية من سكان مدينة غزة عاد إلى قطاع غزة مساء الثلاثاء الموافق 23/9/2014 بعد احتجازه 12يومًا في السجون المصرية ليروي لـ"مصر اليوم" تفاصيل حكاية الهجرة التي قام بها هو ومجموعة كبيرة من الشباب من قطاع غزة قبل أن تلقي قوات البحرية المصرية القبض عليهم على حدود المياه الإقليمية.

صابر والذي بدا عليه الإنهاك والتعب جراء رحلة البحث عن الحياة يقول "خرجت أنا ومجموعة من أصدقائي إلى مصر عبر الأنفاق بعد الاتفاق مع أحد المهربين وفى نهاية النفق وجدنا ضابط مصري ختم لنا جوازات السفر بختم مزوَّر حتى يسهل علينا المرور من الحواجز الأمنية في طريقنا إلى مدينة الإسكندرية ، ثم توجهنا إلى مدينة العريش ومكثنا فيها ليوم ثم تحركنا في باص إلى مدينة الإسكندرية.

ويتابع صابر " من مدينة الإسكندرية بدأت الحكاية، انتظرنا عدة أيام في شقة سكنية للمهرب حتى يكتمل عدد المهاجرين وتحين الظروف لخروج المركب في طريقها إلى الحلم الذي كنَّا نسعى إليه وهو الوصول إلى أوروبا، وبعد اكتمال العدد وتحسن الأوضاع خرجنا إلى المركب وانطلقنا في رحلتنا التي استمرّت ثلاثة أيام داخل البحر، عانينا من قلة المياه والطعام وصغر مساحة المركب بالنسبة لعدد المهاجرين الذين كانوا من جنسيات مختلفة، لكنّ أغلبهم يحملون الجنسية الفلسطينية والسورية، وفي نهاية اليوم الثالث ألقت القوات البحرية المصرية القبض علينا ونقلتنا إلى الشاطئ في مدينة الإسكندرية وخضعنا خلالها للتحقيق مدة اثني عشر يومًا وتعرضنا للذل و الإهانة في أغلب الأوقات ومن ثم تم ترحيلنا إلى قطاع غزة "

وعن سبب إقدام صابر على الهجرة رغم معرفته بكم المخاطر التي سيواجهها واحتمال فشل الرحلة وخسارته للمبلغ الذي استمرَّ في جمعه مدة طويلة من الوقت قال "لم يعد هناك مجال للحياة في غزة بعد الحصار الخانق والحروب التي مرَّت على القطاع في أقل من 6 سنوات ، دمرت أحلام الشباب والخريجين بالعمل وأصبحنا على بند البطالة، البلاد ضاقت علينا حتى أصبحنا بلا قيمة ولا منفعة"

وتابع صابر "قرار الهجرة ليس بقرار سهل لكنَّه أفضل بكثير من أن نعيش الموت في قطاع غزة الذي أصبح غير صالح للحياة بعد الحرب الأخيرة والتي استمرَّت 51 يوم دمرَّ الاحتلال فيها كل سبل الحياة الاقتصادية المدمرة أصلًا بفعل الحصار"

صابر أكد أنَّه سيحاول الخروج من البلاد والهجرة من جديد بأي طريقة كانت "فالموت على شواطئ ايطاليا يستحق المحاولة وأفضل من الموت البطيء في قطاع غزة" حسب تعبيره.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة المدمرة تلفظُ شبابَها ليموتوا في البحر غزة المدمرة تلفظُ شبابَها ليموتوا في البحر



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة المدمرة تلفظُ شبابَها ليموتوا في البحر غزة المدمرة تلفظُ شبابَها ليموتوا في البحر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon