توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة الطبيب المختطف في سورية إلى خطيبته في لندن

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عودة الطبيب المختطف في سورية إلى خطيبته في لندن

عودة الطبيب المختطف في سورية إلى خطيبته
لندن ـ سليم كرم

لم تكن تشعر الطالبة البريطانية رزان بالوفاق في أول مرة التقت فيها الطبيب أحمد من سورية، ولكنه وبمرور الوقت أصبح الثنائي يتشارك العشق للطب والمخاوف من الحرب الأهلية، ثم تعرض أحمد بعدها إلى الاختطاف في حمص ووقع ضحية لعمليات التعذيب، إلا أن الثنائي استطاع التغلب على الصعاب من أجل اللقاء مجددًا.

لم يكن المتواجدين في صالة الوصول رقم 3 داخل مطار هيثرو يعلمون كم الألم والإحباط والمعاناة التي صاحبت فراق الثنائي الذي تقابل مجدداً في حفاوة بالغة، وفي تغريدة للفتاة على موقع التواصل الإجتماعي تويتر، فقد نشرت صورة تكشف عن اللقاء مجدداً مع حبيبها في لندن بعدما افترقا قبل عام ونصف العام، في الوقت الذي تعرض فيه للاختطاف والتعذيب.

وتعود أحداث القصة إلى عام 2009 وقت أن كانت هناك ممارسات ديكتاتورية في سورية دون أن يلحظها بقية دول العالم، وكانت رزان الأقرع الشهيرة أيضاً باسم Rose Alhomsi، والتي تبلغ من العمر في الوقت الحإلى 25 عاماً طالبة وقتها تدرس الصيدلة في ويلسدين شمال لندن، فيما كان أحمد الحميد البالغ من العمر حاليًا 37 عامًا يدرس وقتها الطب في جامعة دمشق.

وعلى الرغم من أن رزان قد ولدت ونشأت في لندن، ولكنها تعود إلى عائلة سورية كبيرة، حيث وصل والديها إلى بريطانيا خلال فترة الثمانينيات، ولكن العلاقة ظلت قائمة مع الأصدقاء والأقارب في حمص، التي تعد ثالث أكبر مدينة سورية بما فيهم عائلة أحمد.

وأثناء زيارة عائلتها إلى حمص خلال العطلة السنوية في صيف عام 2009، فقد لفتت رزان انتباه أحمد حينما تقابل كلاً منهما، ما دفعه لأن يطلب من عائلتها الزواج منها ولكنها لم تبدي اهتماماً وقتها، وفضلت استكمال دراستها، ومع التغاضي تماماً عن فكرة الزواج من جانبها، فلم يعد هناك أي اتصال بين العائلتين لعدة سنوات.

وعندما امتدت الاحتجاجات التي اجتاحت شمال أفريقيا إلى سورية في آذار/مارس من عام 2011، فقد انساق كلاهما إلى الأحداث التي اندلعت في حمص، وأخذت الاحتجاجات وقتها منحى آخر لتتحول إلى المقاومة المسلحة، بعدما قام الجيش الحكومي للرئيس السوري بشار الأسد بفتح النار على المتظاهرين الذين احتلوا ميدان وسط المدينة، لتتحول الشوارع الأنيقة إلى أكوام من الأنقاض.

وبحلول عام 2012، فقد كانت رزان تقضي ساعات على الإنترنت من أجل تقديم الدعم لنشطاء المعارضة في حمص، من داخل غرفة النوم الخاصة بها في ويلسدين عبر ترجمة لقطات الفيديو المصورة والتي قام بإلتقاطها صحفيين مواطنين من اللغة العربية إلى الإنجليزية، مع تحديث حسابات مواقع التواصل الإجتماعي وإجراء مقابلات مع الأطباء المتواجدين في المستشفي الميداني.

ولم تلاحظ رزان بأن أحمد كان من بين الفريق في هذه المستشفى والذي كان في بعض الأوقات متواجداً داخل نفس الغرفة التي تتحدث معهم من خلالها، ولكنه لم يظهر أبداً في مقاطع الفيديو أو الصور التي شاهدتها من العيادة.

وكان الإتصال الأول الذي حدث ما بين أحمد و رزان في عام 2012، وذلك حينما أرسلت إلىه رسالة تعرب له فيها عن أسفها في أعقاب سماعها مقتل والده و شقيقته. ليتبادل بعدها كلاً منهما الرسائل حول الصراع وأعمال العنف التي تشهدها سورية.

وفي كانون الأول / ديسمبر من عام 2012 فقد تقدم لخطبتها مرة أخري، وهو ما شكل لها صدمة بحسب ما اعترفت حتى وإن كان طلبه قد جاء للمرة الثانية، وبعدما طلبت رزان مقابلته شخصيًا في شباط / فبراير من عام 2013 ، فقد جمع بينهما لقاء بالفعل في لبنـان. إلا أن أحمد كان مصدوماً حينما رأي أشخاصاً ينعمون بالحياة في العاصمة بيروت في الوقت الذي يعاني فيه جيرانهم من حرب كارثية قضت على الأخضر واليابس.

وبدأت العلاقة بينهما تأخذ منعطفاً جديداً بعدما حظي بإعجاب منها لإخلاصه إلى القضية السورية، وعقب عودة أحمد إلى سورية، فقد ظل يحاول كلاً منهما التوصل إلى ميعاد لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقة بينهما، وبينما قامت رزان بشراء فستاناً باللون الوردي لحضور مراسم الخطبة به، إلا أن ترتيباتهم لم تكتمل بسبب وفاة عمها وإبن عمها فضلاً عن المآسي المستمرة جراء الصراع السوري.

وظل أحمد يدرس الطب في جامعة دمشق ويعمل ليلاً في المستشفي الميداني في الوقت الذي يتبادل فيه الرسائل مع رزان طوال الوقت ويزداد الحب والمودة بينهما. وفي كانون الأول / ديسمبر من عام 2013 وبينما كانت عائدة من الريف البريطاني خلال زيارة قامت بها لإحدي صديقاتها في نهاية الإسبوع، فقد توقف أحمد عن الرد على رسائلها فضلاً عن أن مكالماتها له كان أحد الأشخاص يرد علىها ثم يعلق الإتصال.

وتأكيداً لمخاوفها، فقد تلقت رسالة مفادها أن جهات أمنية سورية سرية قد حضرت إلى المستشفي التي يعمل بها وقامت بإقتياده إلى مكان غير معلوم. وتحولت بعدها حياة رزان، بحيث كانت تلتقي المرضي وتواجه العملاء في الصيدلية التي تعمل بها بإبتسامة ثم تعود إلى المنزل وتبكي فراق أحمد الذي بات في عداد المفقودين.

واستمر الحال إلى أن تلقت بعد شهر ونص رسالة من أصدقائها تقول بأن أحمد على قيد الحياة ومحتجز في الخطيب، وهو مركز إستجواب تحت الأرض يقع في منطقة نائية ويتبع المخابرات السورية. وبعد ما يقرب من عامين على إطلاق سراحه، لم تكن رزان تعلم بالتحديد ماذا أصابه خلال فترة تواجده هناك خاصة وأنه لم يكن يتحدث في هذا الأمر بشكل مستفيض. إلا أن حالته تشير إلى تعرضه للتعذيب القاسي قبل إطلاق سراحه أخيراً في آذار من عام 2014 بعد قضاء خمسة أشهرٍ رهن الإعتقال.

وشعر أحمد باليأس في ظل البقاء في سورية، إلا أن رزان وغيرها عملوا على إقناعه بالفرار إلى لبنان. وعندما ذهبت رزان لمقابلته وجهاً لوجه في وقت لاحق من ذلك العام، فقد بدا علىه متأثراً بالتعذيب الذي تعرض له والذي جعل منه شخص غاضب جداً في حديثه إلىها، إضافة إلى عدم كشفه عن ما جري معه وكيف كان يشعر.

وبالرغم من الإسلوب الفظ الذي تعامل به معها خلال لقائهما، إلا أنها لم يكن بمقدورها التخلي عنه. وفي بعض الأحيان كانت تدرس بجد إنهاء إرتباطها معه، إلا أنه وبعد لجوئها إلى موزام بيغ، وهو المعتقل البريطاني السابق في غوانتانامو، فقد طلب منها منح أحمد الفرصة وبعض الوقت قبل إتخاذ قرارها النهائي. وبمرور الوقت، فقد بدأ أحمد تحقيق تقدم والعودة إلى ما كان علىه في السابق، بعدما تعلم النوم في الظلام ومن دون مشاهدة برامج حماسية على شاشة التلفاز من أجل حجب أصوات الصراخ في رأسه.

ومن جانبها، فقد بدأت رزان مساعي قوية من أجل إخراج أحمد من لبنـان، ومن بين الخيارات لإنجاح هذا الأمر كانت الزواج منه، حتى تتمكن من الاستفادة كونها مواطنة بريطانية سوف يكون لها الحق في استقباله في لندن، وبالفعل عقد الزوجان حفل إسلامي مصغر في مدينة طرابلس اللبنانية، في آيار/مايو من عام 2015، ومن بعدها قاموا بتسليم السفارة البريطانية في لبنان الأوراق اللازمة في تشرين الثاني/نوفمبر.

وعقب إتمام الإجراءات، فقد قام أحمد بحجز رحلة طيران إلى لندن في الأول من كانون الثاني/يناير، وهي الليلة التي لم تستطيع معها رزان النوم خشية منعه من مغادرة لبنان، وأخيرًا وبعد لقاؤهما في مطار هيثرو، فقد انتابتها فرحة عارمة وأجهشت معها في البكاء، هذا ويستعد كلاً منهما لإقامة حفل زواج في آذار/مارس.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة الطبيب المختطف في سورية إلى خطيبته في لندن عودة الطبيب المختطف في سورية إلى خطيبته في لندن



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة الطبيب المختطف في سورية إلى خطيبته في لندن عودة الطبيب المختطف في سورية إلى خطيبته في لندن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon