تعهّد شخصان من المتزوجين حديثًا بمواجهة تنظيم "داعش"، خلال التقاطهما صور الزفاف وسط أنقاض مدينة كوباني بعد أن قررا العيش في سورية.
وعاش يلمذ علي وزوجته إيفن بدرخان البالغة من العمر 21 عامًا لحظات سعيدة على الرغم من آلام الحرب الأهلية، عندما عقدا قرانهما نهاية الأسبوع، وذلك في أعقاب مقتل أفراد من أقاربهما على يد التنظيم المتشدد.
وفضّل يلمذ وزوجته البقاء في سورية، على الرغم من توجه الآلاف من المواطنين إلى خارج البلاد بشكل أسبوعي، مستخدمين القوارب للقيام برحلة محفوفة بالخطر عبر البحر الأبيض المتوسط في اتجاه اليونان وأجزاء أخرى من أوروبا حتى ينعمون بالرخاء الاقتصادي.
وأكّد الزوج يلمذ علي، البالغ من العمر 30 عامًا، ويعمل في مهنة التدريس، في تصريحات صحافية، أنه وزوجته سيقفان في وجه تنظيم "داعش" الذي يرتكب الجرائم الوحشية، موضحًا أنهما يريدان نشر السلام في أنحاء كوباني، حيث المدينة التي يريد التنظيم المتطرف أن يجلب إليها الشر. وأضاف أن المدينة تحتاج حقاً إلى الجميع أكثر من أي وقت مضى، وتابع "علينا الكفاح ضد التطرف ودحره من خلال قدراتنا المحدودة".
وشدد على أنه وجه دعوة إلى المعلمين بالعودة مرة أخرى إلى المدينة والمساهمة في العملية التعليمية، لافتًا إلى أن الأطفال في حاجة إلى المعلمين لاستكمال العملية التعليمية بعد التحرير.
وأوضح أنّ آسايش وهو ابن عم الزوج كان يعمل ضابطاً في الشرطة المحلية وقتل على يد تنظيم "داعش" في حزيران / يونيو.
وعن أول لقاء جرى بينه وزوجته الحالية إيفن، بيّن أنه في نيسان / إبريل، بدأ التدريس في مدارس مدينة كوباني وحينها تقابل مع إيفن للمرة الأولى. ولم تكن هناك أي مراسم زفاف تكريماً للشهداء واحتراماً لهم، مشيرًا إلى أن الحفل كان بسيطاً مع أداء بعض الأغاني العاطفية إلى جانب الكردية.
وخاض مقاتلو "داعش" العام المنصرم مواجهات قوية استمرت لأربعة أشهر من أجل السيطرة على البلدة الحدودية، ونجح المقاتلون الأكراد مدعومين بالغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في استعادة السيطرة على البلدة في كانون الثاني / يناير في هزيمة قوية للمقاتلين.
وأكّد الزوج على تمسكه بوطنه فضلاً عن رغبته في إعادة الصورة التي كانت عليها المدينة وإنهاء حالة الدمار والتطرف، داعياً مواطنيه إلى مشاركته في ذلك بدلاً من الفرار إلى أوروبا والبلدان الأخرى.
وتضررت بعض الأجزاء في منزل الزوجية الواقع في مدينة كوباني خلال المواجهات التي دارت في المدينة، لكن يؤكّد الزوجان أن ذلك الأمر يذكر بالانتصار الكبير الذي حققه شباب الأكراد من المقاتلين الرجال والنساء في حربهم ضد التطرف.
ووصل حوالي 267 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط هذا العام، بحسب المنظمة الدولية للهجرة ""IOM. وفي اليونان يوجد 157 ألف لاجىء بينهم 88 ألفًا من سورية، كما وصل 107 آلاف لاجئ إلى إيطاليا بينهم 5 آلاف من سورية.
وفاق عدد المهاجرين إلى أوروبا في عام 2014 الرقم ليصبح 219 ألفًا. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة، الثلاثاء، أن هناك 2300 شخص هذا العام لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر. ومقارنة بالعام المنصرم، شهدت اليونان زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين بعد أن كان يبلغ عددهم 34500 شخص على مدار العام بأكمله، حيث وصل الرقم في تموز / يوليو إلى ما لا يقل عن 50242 شخصًا وأغلبهم من الفارين من الحرب الدائرة في سورية.
أرسل تعليقك