توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحلة البحث المضنية عن "الطحالب الحمراء" قبالة شواطئ المغرب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - رحلة البحث المضنية عن الطحالب الحمراء قبالة شواطئ المغرب

الطحالب الحمراء
الجديدة ـ مصر اليوم

يواظب التيباري الخمسيني قبالة شاطئ سيدي بوزيد في مدينة الجديدة غرب المغرب حيث يتوافد الاف المصطافين، على الغوص يوميًا مستعملًا ادوات تقليدية بحثًا عن الطحالب الحمراء، مصدر الجيلاتين النباتي المستعمل في مجالات صناعية عدة.

وتصنف شواطئ مدينة الجديدة (95 كلم جنوب الدار البيضاء) من أغنى الشواطئ العالمية بالطحلب الأحمر، الذي تستخلص منه مادة "أغار أغار"، المستعملة في صناعة الجيلاتين النباتي، أحد أهم المكملات المعتمدة في الصناعات الغذائية، إضافة الى الادوية ومستحضرات التجميل.

وتربع المغرب لعقود على قائمة الدول المنتجة لمادة "أغار أغار" التي اكتشفت في اليابان سنة 1958، قبل أن يتراجع الى المركز الثالث بعد الصين وتشيلي خلال العقد الأخير، بسبب الاستغلال المفرط وغياب القوانين والمراقبة.

وتصاعد الطلب على الجيلاتين من أصل نباتي (الطحالب الحمراء)، بدل الجيلاتين الحيواني، بعد تفشي مرض جنون البقر، أو لاعتبارات دينية وصحية تصنف الجيلاتين الحيواني من بين المواد المسرطنة.

ويتذكر التباري المخنتر (50 سنة) الذي ينشط في هذا المجال منذ ثلاثة عقود، قائلا "في التسعينيات ومطلع العقد الماضي كان الإنتاج وفيرا"، أما اليوم فقد "انقرضت النبتة ولا يستفيد منها سوى أصحاب البواخر والشركات الكبرى المصدرة".

وفيما يمضي الناس عطلة الصيف بالتسلية على رمال الشاطئ، يلبس التباري يوميًا في الصباح الباكر، خلال أشهر الصيف الثلاثة، بزة الغوص المتهالكة والمرقعة مع حذاء بلاستيكي وأنبوب طويل يساعده على التنفس.

ويمضي التباري ست الى ثماني ساعات في اليوم وهو يغوص تحت الماء لجمع الطحالب الحمراء لإعالة أسرته القاطنة في حي البحارين العشوائي في المدينة، فيما ترابض  عشرات النساء برفقة أطفالهن قرابة شواطئ المدينة الصخرية لالتقاط ما يلفظه البحر من طحالب حمراء وبيعه.

وتقول مليكة التي تعيل عائلتها بعدما صار زوجها مقعدًا "ابيع الكيلوغرام ب10 دراهم (0.9 يورو) وأجمع خمسة أو ستة كيلوغرامات في اليوم نبيعها الى أصحاب المخازن (...) ولكي أستكمل قوت عائلتي أجمع قناني الجعة التي يتركها المصطافون وابيعها".

ومع كثرة الطلب على مادة "أغار أغار" وتراجع كميات الطحالب الحمراء، دق "معهد الدراسات البحرية" في المغرب ناقوس الخطر سنة 2009 محذرا من إمكانية اختفاء هذه النبتة البحرية. فوضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري المغربية برنامج حماية في إطار استراتيجية "هاليوتيس".

و"هاليوتيس" استراتيجية وضعت سنة 2010 للنهوض بقطاع الصيد البحري، لتنظيم استغلال الثروات البحرية المغربية، ومن بين أهدافها حماية "الطحلب الأحمر" عبر فرض مراقبة صارمة على المنتجين والمصدرين، وفرض شروط وكميات معينة مع فترة راحة بيولوجية من ثلاثة اشهر.

وتقول الكاتبة العامة في قطاع الصيد البحري المغربي زكية دريوش، لوكالة فرانس برس "قمنا بإعادة تقييم على جميع المستويات، فقد حددنا ثمنا مرجعيا للبحارين، كما حددنا ثمن التصدير وشروطه، وفرضنا فترة راحة بيولوجية، لاحظ معها معهد الدراسات البحرية عودة 30 % من الطحالب الحمراء لمستواها".

وتوضح "لو تركنا الحال على ما هو عليه لما بقي شيء، ونحن اليوم نريد تنظيم القطاع وذلك ما زال يتطلب المزيد من العمل لإنهاء العشوائية والاستغلال غير المهيكل، مع تنظيم العاملين فيه وحمايتهم اجتماعيا".

ومنحت الحكومة في إطار مساعدتها للغواصين، أكثر من 250 بزة وقنينة اكسيجين حديثة للغوص، مع فرض تراخيص وتدريبات للعاملين في استغلال الطحالب الحمراء ومجموعهم 9000.

لكن التيباري يؤكد الطمع بعائدات "الذهب الاحمر" يؤدي الى حوادث غرق في صفوف  الشباب غير المتمرسين على الغوص، اذ انها قد تزيد عن 200 يورو في اليوم، باعتبار ان المتمرسين من أصحاب القوارب، قد يجمعون قرابة 250 كيلوغراما يوميا.

أما الوحدات الإنتاجية المختصة والمجهزة فتجمع كميات اكبر من الطحالب الحمراء، لكنها تبقى ملزمة بالتصريح بها. وقد حددت وزارة الزراعة المغربية الانتاج الاقصى ب6040 طنا سنويا،  20 % منها مخصصة للتصدير.

وفي السوق اليوم وحدة إنتاجية مغربية وحيدة لاستخلاص "أغار أغار" (80 % من كميات الطحالب)، تقع في مدينة القنيطرة (47 كلم غرب الرباط).

وقرر صاحب هذه الوحدة الصناعية بناءها فوق أكبر حوض مائي جوفي في المغرب، اذ يتطلب استخلاص "أغار أغار" طهي الطحالب الحمراء في الكثير من الماء، و"يبلغ استهلاك هذه الوحدة يوميا مليوني لتر مكعب تتم معالجتها بعد الاستعمال"، على ما يوضح عبد الوهاب رياض، مدير هذه الوحدة.

ويوضح المصدر نفسه لوكالة فرانس برس ان "الطحالب الحمراء المغربية هي الوحيدة التي يمكن استعمالها، بفضل خصائصها، في صنع مزارع استنبات البكتيريا في المختبرات الطبية، ودراسات استخدام مركباتها".

وبلغ رقم اعمال هذا القطاع في المغرب 350 مليون درهم السنة الماضية (31 مليون يورو)، لكن تلك العائدات لا تنعكس على حال العمال البشطاء ي هذا المجال، اذ يوضح التيباري "الشركات الكبرى تستفيد، ومن مرض منا فسيمد يده من أجل العلاج".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة البحث المضنية عن الطحالب الحمراء قبالة شواطئ المغرب رحلة البحث المضنية عن الطحالب الحمراء قبالة شواطئ المغرب



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة البحث المضنية عن الطحالب الحمراء قبالة شواطئ المغرب رحلة البحث المضنية عن الطحالب الحمراء قبالة شواطئ المغرب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon