بيروت – جورج شاهين
قال التقرير الأميركي غير السري الذي عممته الإدارة الأميركية على دول العالم ولبنان واحد من هذه الدول إن صور الأقمار الاصطناعية بينت أن هجمات قد شنت من مناطق نفوذ النظام على ضواحي استهدفها الهجوم الكيميائي، ومنها بلدات في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية وهي بلدات كفربطنا، وجوبر، وعين ترما، وداريا، والمعضمية. وكشفت هذه الصور عن قذيفة أطلقت من مناطق سيطرة النظام في وقت مبكر من ذلك اليوم، قبل حوالي 90 دقيقة من ظهور أول تقارير حول الهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال التقرير أن ثلاثة مستشفيات استقبلت نحو 3600 مصاب يعانون عوارض الإصابة بغاز أعصاب في أقل من 3 ساعات يوم 21 آب/أغسطس، وفق منظمات إنسانية عالمية ذات صدقية عالية.وفي ما يلي التقرير العلني غير السري الذي وضعته الإدارة الأميركية عن "استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية في 21 آب 2013″ والذي وصل بنسخة مترجمة إلى "العرب اليوم" مساء الأحد،. ويتضمن :"ملخصاً غير سري لتحليل لجنة الاستخبارات الأميركية لما حدث"، وهو النص الذي عممته الإدارة الأميركية على دول العالم ولبنان واحد منها وقد سلم إلى لبنان مساء السبت، في 31 آب/أغسطس الماضي عبر رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي.وفي ما يلي نص التقرير:تجزم إدارة الولايات المتحدة بثقة كبيرة أن الحكومة السورية نفذت هجوماً بالأسلحة الكيميائية على ضواحي دمشق في 21 آب 2013. نقدر كذلك أن الحكومة استخدم غاز أعصاب في الهجوم. إن التقويم المتعدد المصدر استند إلى بشر، وإشارات وصور الأقمار الاصطناعية الاستخبارتية، بالإضافة إلى كم كبير من التقارير. لقد أُطلع الكونغرس الأميركي وشركاؤنا الدوليون الرئيسيون على تقويمنا السري. لحماية المصادر وطرق العمل، لا يمكننا أن ننشر علناً كل المعلومات الاستخباراتية، وما يلي هو ملخص غير سري لتحليل لجنة الاستخبارات الأميركية لما حدث.استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية في 21 آب يشير عدد كبير من المصادر المستقلة إلى أن هجوماً بالأسلحة الكيميائية وقع في ضواحي دمشق في 21 آب. إلى معلومات الاستخبارات الأميركية، هناك مشاهدات من الطواقم الطبية الدولية والسورية، أشرطة فيديو، روايات الشهود، آلاف التقارير على وسائل التواصل الاجتماعي من 12 موقعاً مختلفاً في منطقة دمشق، المشاهدات الصحافية، وتقارير من منظمات غير حكومية عالية الصدقية.أظهر تقويم حكومي أميركي أولي أن 1429 شخصاً قتلوا في الهجوم بالأسلحة الكيميائية، بما في ذلك 426 طفلاً، وأن هذا التقويم سيتطور بالتأكيد بينما نحصل على مزيد من المعلومات. نجزم، وبثقة كبيرة، أن الحكومة السورية نفذت الهجوم بالأسلحة الكيميائية على عناصر المعارضة في ضواحي دمشق في 21 آب. ونؤكد أن سيناريو تنفيذ المعارضة هذا الهجوم في 21 آب، مستبعد بصورة كبيرة. وأن المعلومات المستخدمة للتوصل إلى هذا التقويم تتضمن معلومات استخباراتية تتعلق بتحضيرات النظام لهذا الهجوم وطرق تنفيذه، ومعلومات استخباراتية متعددة المصدر عن الهجوم نفسه وتأثيره، ومشاهداتنا لما بعد الهجوم، والفوارق بين قدرات النظام والمعارضة. إن جزمنا بثقة كبيرة هو الموقف الأقوى الذي يمكن الاستخبارات الأميركية أخذه قبل التأكيد. سنواصل السعي للحصول على معلومات إضافية لردم الفجوات في فهمنا لما حدث.وقال التقرير: يملك النظام السوري مخزوناً من مختلف أنواع العناصر الكيميائية، وبينها الخردل والسارين وفي أكس ولديه آلاف الذخائر التي يمكن استخدامها لإنتاج عناصر حربية كيميائية.إن الرئيس السوري بشار الأسد هو صاحب القرار النهائي في ما يتعلق ببرنامج الأسلحة الكيميائية، والعاملون في هذا البرنامج يخضعون للتدقيق لضمان الأمن والولاء. ويدير المركز السوري للدراسات والأبحاث العملية التابع لوزارة الدفاع السورية برنامج الأسلحة الكيميائية السوري.نجزم بثقة كبيرة أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية بكميات محدودة على المعارضة مرات عدة العام الماضي، بما في ذلك ضواحي دمشق. ويستند هذا التقويم على مصادر متعددة للمعلومات، بينها تقارير عن تخطيط مسؤولين سوريين لهجمات بالأسلحة الكيميائية وتنفيذها، وتحليل مختبري لعينات عضوية أخذت من عدد من الأشخاص أظهرت تعرضهم للسارين. ونجزم بأن المعارضة لم تستخدم أسلحة كيميائية.يملك النظام السوري أنواع الذخائر التي نقدر أنها استخدمت لشن الهجوم في 21 آب، ويملك القدرة على الضرب المتزامن لمواقع عدة. لم نر أي مؤشر على أن المعارضة شنت هجوماً صاروخياً ومدفيعاً واسعاً ومنسقاً مثل ذلك الذي وقع في 21 آب.نعتقد أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية العام الماضي لتكون له في المقام الأول اليد الطولى، أو ليكسر الجمود في مناطق واجه فيها صعوبات للاستيلاء على أراض ذات قيمة استراتيجة والحفاظ عليها. في هذا الإطار، نواصل التقدير أن النظام السوري يعتبر الأسلحة الكيميائية أحد الأدوات الكثيرة في ترسانته، إلى السلاح الجوي والصواريخ الباليستية التي استخدمها من دون قيود على المعارضة.أطلق النظام السوري محاولة لتطهير ضواحي دمشق من قوات المعارضة التي تستخدم المنطقة قاعدة لشن هجمات على أهداف للنظام في العاصمة. فشل النظام في تطهير عشرات الأحياء في دمشق، بينها المستهدفة في 21 آب، على رغم استخدامه تقريباً كل أنظمته من الأسلحة التقليدية. نعتقد أن خيبة أمل القوات من عدم قدرتها على تأمين أجزاء واسعة من دمشق قد تكون ساهمت في قراره استخدام الأسلحة الكيميائية في 21 آب.وفي التحضيرات التي سبقت العملية قال التقرير: تشير المعطيات الاستخبارية إلى أن طواقم الأسلحة الكيميائية السورية كانت تحضر أسلحة لاستخدامها في الهجوم. وفي الأيام الثلاثة التي سبقت الهجوم، رصدت مجموعة إشارات بينها نزوح سكاني ومعلومات استخبارية تتعلق بالطبيعة الجغرافية للمناطق تكشف عن تحركات ميدانية للقوات السورية يعتقد أنها مرتبطة بالاستعدادات لهجوم كيميائي.كان طاقم الأسلحة الكيميائية السوري يدير العمليات من عدرا، وهي إحدى ضواحي مدينة دمشق، بدءا من صباح الأحد 18 آب حتى الأربعاء 21 آب قرب منطقة استخدمها النظام لخلط الاسلحة الكيميائية، بما فيها السارين. في 21 آب، قام عنصر من النظام السوري في دمشق بالتحضير للهجوم بالسلاح الكيميائي. مصادرنا الاستخباراتية في دمشق لم تكشف أي دلائل في الأيام التي سبقت الهجوم تفيد بأن الجماعات التابعة للمعارضة كانت تخطط لاستخدام الأسلحة الكيميائية.وعن الهجوم وشكله وتوقيته قال التقرير: تشير مصادر استخباراتية عدة إلى أن النظام نفذ هجوماً مدفعياً على ضواحي دمشق في الساعات الأولى لنهار 21 آب.وتبيّن صور الأقمار الاصطناعية أن هجمات قد شنت من مناطق نفوذ النظام على ضواحي استهدفها الهجوم الكيميائي، ومنها كفربطنا، وجوبر، وعين ترما، وداريا، والمعضمية.وتكشف هذه الصور عن قذيفة أطلقت من مناطق سيطرة الحكومة السورية في وقت مبكر من ذلك اليوم، قبل حوالي 90 دقيقة من ظهور أول تقارير حول الهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي.وتتقاطع تقارير إعلامية محلية على أن الهجوم الكيميائي بدأ عند الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل يوم 21 آب. واطّلعنا على مئة شريط فيديو منسوب إلى الهجوم، الكثير منها يظهر عدداً كبيراً من الجثث التي تظهر عليها علامات جسدية متسقة مع التعرض لغاز الأعصاب، وإن تكن لا تقتصر عليها. العوارض المسجلة للضحايا تتضمن فقدان الوعي، خروج رغوة من الأنف والفم، تقلص في بؤبؤ العين، تسارع دقات القلب وصعوبة في التنفس. يظهر عدد من أشرطة الفيديو ما يبدو أنه وفيات من دون جروح ظاهرة للعيان، وهو ما يتسق مع الوفاة بالأسلحة الكيميائية ولا يتفق مع الوفاة نتيجة الأسلحة الخفيفة والذخائر المتفجرة أو الغاز المنفط. وظهر في أشرطة الفيديو 12 مكاناً، وتأكد في تحليل لقطات من هذه الأشرطة أن بعضها صُور في الأوقات العامة والأماكن الموصوفة في الأشرطة. كما نجزم بأن المعارضة السورية لا تملك القدرة على فبركة كل هذه الأشرطة، ولا الظواهر الجسدية المثبتة من الطواقم الطبية والمنظمات غير الحكومية والمعلومات الأخرى ذات الصلة بهذا الهجوم الكيميائي.لدينا معلومات، بما فيها ممارسات سورية سابقة، تدفعنا إلى الاستنتاج بأن مسؤولي الحكومة السورية كانوا على علم بالهجوم في 21 آب وأداروه. رصدنا اتصالات لمسؤول كبير على معرفة وثيقة بالهجوم، أكد استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام في 21 آب، وأبدى قلقه من حصول متفشي الأمم المتحدة على دليل. ولدينا معلومات استخباراتية أن طاقم الأسلحة الكيميائية أمروا بعد ظهر يوم 21 آب بوقف العمليات. وفي الوقت نفسه، كثف النظام القصف المدفعي للعديد من الأحياء التي تعرضت للهجوم الكيميائي. وبعد 24 ساعة من الهجوم، كشفنا مؤشرات لقصف مدفعي وصاروخي بمعدل يفوق بأربع مرات ما كان عليه في الأيام العشرة الماضية. وواصلنا رؤية مؤشرات لقصف مستمر لتلك المناطق حتى صباح 26 آب.وفي الخلاصة، هناك مجموعة كبيرة من المعلومات التي تشير إلى مسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم الكيميائي الذي حدث في 21 آب. وكما أشرنا، هناك معلومات استخباراتية إضافية تبقى سرية بسبب المصادر وطرق التحقيق المستخدمة، وقد قدمت إلى الكونغرس والشركاء الدوليين.
أرسل تعليقك