توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المراكبية يتألمون على وضعهم بعد الثورة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المراكبية يتألمون على وضعهم بعد الثورة

القاهرة ـ خالد حسانين

روى عمال المراكبية لـ "مصر اليوم" معاناتهم الصعبة التي يعيشونها مقارنة بالاعوام الماضية ، وطالبوا بانصافهم وقد تحسروا على ماض كان يجلب اليهم الرفاهية السعيدة، واعتبروا ان الناس كانوا متحابين في السابق ويصرفون على رحلاتهم البحرية ، واليوم وبعد الثورة خفت المداخيل وتراجعت اعمالهم ، وطالبوا الرئيس مرسي بالاقتراب من شعبه اكثر لكي لايلقي مصير من سبقوه. هم يعيشون في الماء كالسماك ،التي لاتقوي علي ترك عالمها وحياتها  فالنيل بالنسبة اليهم هو الحياة فهو مصدر الرزق والمأوى والملاذ الآمن ، انهم المراكبية الذين يرابضون علي الكورنيش ينتظرون العشاق والاصدقاء والسياح لكي يرفهون عنهم في رحلات نيلية يومية مقابل بضع جنيهات يعيشون عليها . يقول  ( دقدق )  أقدم مراكبي في مصر (  90 سنه )  انه لا يعرف شيئا في الحياة غير النيل والمركب فقد ارتبط بهذه المهنه منذ كان صغيرا في السابعه من عمره أي طوال 83 عاما عاصر خلالها كل الملوك الرؤساء في القرن العشرين بداية من الملك فؤاد والملك فاروق وحتي الرئيس مرسي ويضيف  عم دقدق انه التقى الكثير من المشاهير خصوصا نجوم الفن حيث التقي بعبد الحليم حافظ وشادية وفريد الاطرش وتحية كاريوكا ومحمود شكوكو وحسين فهمي.ويتذكر حوارا دار بينه وبين الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي ساله  هل هو متعلم او يدرس فقال له لا لم ادخل اي مدرسة فقال له عبد الوهاب اذن فقد راح نصف عمرك فعاد  دقدق ليسأله  هل تعرف العوم او السباحة فقال له لا فقال له اذن فقد فقدت عمرك كله.ويتحسر عم دقدق على الزمن الجميل ويقول ان الماضي افضل من الحاضر فالناس كانوا متحابين ويسالون  عن بعضهم  ويتشاركون في السراء والضراء ، وعن تجربته مع المراكب والنيل يقول "عشت  عمري كلة بجوار النيل واستمتعت بحياتي أفضل من أي شخص اخر فما أجمل الحياة مع الماء والهواء  ففيهما الراحة والهدوء ورغم أنه لم يتعلم ولايعرف القراءة والكتابه الا أنه ينطق بالحكمة فيما يقول  "فيري" ان الانسان يمكنه ان يعيش سعيدا لوتصالح مع نفسة وأحب الناس ، ولذلك فهو ينصح الرئيس مرسي أن  يقترب من شعبه اكثر لكي لايلقي مصير من سبقوه لأننا شعب طيب يحب رؤساؤه ويحترمهم ويتسامح معهم كثيرا لكنه عندما يثور لا يوقفه أحد.عم دقدق عاش في فترات كانت القاهرة خاوية وليست بهذا الازدحام الرهيب   ولم تكن توجد تلك العمارات والابراج الشاهقة فيتذكر كازينو بديعه مصابني وشيراتون القاهرة وكانت الحياة أفضل واكثر هدوءا من وجهه نظره ، وقد تزوج مرتين وانجب 5 اولاد وبنت توفي منهم اربعه وبقي لديه شاب وفتاة.اما الحاج احمد يوسف 65 سنه فقد جاء من الصعيد  من محافظة قنا ليعمل بتلك المهنه وتعلم المهنه من خاله ولم يتعلم شيئا في الحياة غير حياة البحر والمراكب ، فقد قالوا انه مات عندما طلب المدرسة  لكي يهرب من التعليم واستمر في مهنته حتي قام بتربية بناته الاربعة وابنه حيث التحقواجميعا  بالتعليم الجامعي والمتوسط ليعوضهم عما فقده صغيرا وهم رفضوا العمل بمهنه المراكبي .وعن الاحوال الان بعد الثورة يقول انه حزين لما وصل اليه الحال فقد قلت الارزاق وغاب الأمن ولم  يعد االحال كما كان حيث كنا نكسب الكثير من المال من السائحين والمصريين الذين يأتون للاستمتاع وركوب المركب والقيام بنزهه نيلية جميلة وكنا سعداء لكننا الان نعاني من عدم العمل فالناس ليس لديها المال او الرغبه في تكرار ماكانوا يفعلونه،  واصبحت تلك الرحلات النيلية بالنسبة اليهم رفاهية زائدة  وقد تضرر كثيرا من هذ الوضع ماديا فلم يعد ينفق على اسرته كما كان ينفق من قبل .ويري المشكلة ان الثورة لم يكن لها قائد مثل جمال عبد الناصر قائد ثورة يوليو والاخوان افسدوا الحياة وضربونا في أرزاقنا واطالب الرئيس مرسي ان ينظر للغلابة امثالنا ومن شباب المراكبية التقينا ب فتحي فاروق الاتي من الصعيد ايضا ويتنقل مابين القاهرة حيث مكان العمل واكل العيش والصعيد حيث الاهل واسرته التي تتكون من الزوجة والابن ويقول انه يعمل مراكبي شراع منذ 17 عاما وترك الدراسة  وعمره 13 عاما ليعمل في هذه المهنه ويقول انه يعيش داخل المركب على مدار ال24 ساعه حيث يعمل علي المركب والرحلات ويأكل وينام داخل المركب ايضا.وقد ورث المهنه عن جده ووالده ويكرر ماقاله الحاج احمد ان الحال توقف الان  حيث كان يقوم ب 8 رحلات يومية على الاقل اما الان فلاتتعدى رحلة او رحلتان واحيانا يمر يوم كامل من دون عمل كما انهم يعانون من الغاز المسيل للدموع الذي تطلقة الشرطة خلال التظاهرات ويصل اليهم ليخنقهم ويزعجهمويضيف ان المهنه تحتاج للخبرة والتركيز المستمر فالمركب الشراعي غير متزنة  وتحتاج لليقظة للحفاظ على توازنها فلو ثقلت من جانب دون الاخر لانقلبت  بنا حيث اقودها وانا في قمة التركيز  واحسب قوة الهواء والرياح من على بعد نصف كيلومتر.  ومن المواقف االتي تعرض لها اثناء العمل يقول فتحي ذات مرة فوجئت باحدي الفتيات تقفز من المركب للعوم في النيل وكادت تغرق لو لم انقذها. ويقول ابو علي  المراكبي الذي تجاوز الستين من عمرة وهذا اسمه الذي ينادونه به ، "انا اعمل مع المعلم دقدق منذ  الصغر ولا عمل لي غير مهنة المراكبي وللاسف نعاني الخطر حيث لايوجد تأمين علينا فلو تعرضنا لاصابة اوخطر لمتنا من الجوع،  كما ان الوضع الان من أسوأ مايكون وقد فرحنا بالثورة وانتظرنا ان نعيش في افضل حال لكن للاسف بدأنا نكرهها ونتحسر على ايام زمان ، لان اهم شيء عندي ان اجد قوت يومي وان انفق على اسرتي ولم تعد هناك سياحة او مصريون يأتون لركوب المراكب الشراعية التي نعيش عليها ". لقد وصلنا الى مرحلة صعبة جدا فمثلا كنا ندفع فاتورة الكهرباء 20 جنيها، الان تأتينا  ب 70 و 80 جنيها شهريا والظروف قاسية فما عسانا نفعل، ويضيف "انهم يجمعون بضع جنيهات من بعضهم كمراكبية ليقوموا بشراء نصف كيلو لحم ليطهونه ، ويوزع نصف الكيلو على 6 افراد  لان الظروف اصبحت سيئة جدا وعن  عم دقدق يقول ، انه عمنا ومربينا وتعلمنا منه المهنه كما انه  يوزع علينا الاموال التي يحصل عليها لانه يدرك ظروفنا جيدا .

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراكبية يتألمون على وضعهم بعد الثورة المراكبية يتألمون على وضعهم بعد الثورة



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراكبية يتألمون على وضعهم بعد الثورة المراكبية يتألمون على وضعهم بعد الثورة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon