توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصير رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصير رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي

الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصير رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي
دمشق - نور خوام

ظهر في الصورة جالسًا لوحده. طفل صغير مغطى بالغبار الرمادي والدم، وقدماه الصغيرتان لا تتجاوزان حافة المقعد الذي يجلس عليه، ويحدق في ذهول، وفوق كل هذا تبدو عليه علامات الإرهاق، وكأنه يمثل حالة سورية كلها.

الطفل الذي حدَّد الأطباء هويته بأن اسمه عمران دقنيش، يبلغ من العمر خمس سنوات، وتم إخراجه من تحت أنقاض مبنى استهدفته طيران النظام السوري أو الطيران الروسي، شمالي حلب، هو واحد من 12 طفلًا أقل من 15 عامًا أصيبوا في الغارة الجوية التي وقعت يوم الأربعاء الماضي، وهو ليس الحالة الوحيدة كما يقول الأطباء في المستشفى التي تقع في شرق مدينة حلب حيث تسيطر المعارضة.

فبعض الصور تلعب على وتر معين، لأسباب واضحة وغير معروفة في الوقت نفسه، لشدِّ انتباه العالم إلى الكارثة، صورة عمران واحدة من هذه الصور. فبعد دقائق من نشر الصحفيين صورة عرمان، انتشرت الصورة والفيديو بسرعة الصاروخ على مواقع التواصل الاجتماعي في كل أنحاء العالم. وبدون ترتيب مسبق لعب عمران نفس دور آلان الكردي، الطفل السوري الذي مات غرقا وألقت به الأمواج على الشاطئ التركي في سبتمبر/أيلول  الماضي، في جذب الانتباه مرة أخرى إلى الآلاف والآلاف من الأطفال الذين قتلوا وأصيبوا خلال السنوات الخمس من الحرب في ظل عجز أو غياب إرادة الدول الكبرى لوقف المذبحة.

ربما يكون سبب انتشار صورة عمران  قصة شعره الطويل والمسترسل إلى الأمام، أو "التيشرت" القميص القطني الذي يرتديه والذي يحمل صورة شخصية "بيسبوني" الكارتونية، أو هي الحركات المضطربة التي كان يقوم بها، ربما كل هذه الأشياء المألوفة لدى الأشخاص الذين يحبون الأطفال، أو ربما التساؤل الذي لا مهرب منه عما إذا كان أحد من والديه نجا من القصف ليعانقه.

على أي حال، انتشرت صورة عمران والفيديو يوم الخميس في كل أنحاء العالم، وتناقلها السوريون الذين بكوا طلبا للمساعدة أو سخروا سخرية سوداء من تكرار مثل هذا الطلب.

وإحدى صور السخرية تظهر كرسي عمران على المنصة التي تمثل دولته أمام العالم. صورة أخرى تحمل إشارة اتهام موجهة، تظهره يجلس بين أوباما وبوتين. اتخاذ صورة عمران كرمز ليأس السوريين من العالم ليس بالصور الجديدة، فصور القتلى والجرحى يتم نشرها كل يوم على مواقع التواصل الاجتماعي، والكثير منها مخيف بشكل يصعب تصديقه، مثل صور جثث الأطفال التي يتم انتشالها من تحت الانقاض. غالبية هذه الصور نتيحة للقصف الجوي السوري، ولكن أحيانا تكون بسبب قذائف هاون التي تطلقها المعارضة.

وبينما قد يثور البعض من معارضي عرض هذه الصور بكثرة، وتعارض نشر وسائل الإعلام لها، إلا أن صورة عمران ونظرته المألوفة ستجعل جمهورًا واسعًا من المشاهدين في التعاطف مع قضيته. في حالة آلان الكردي الذي غرق بعد ما كانت عائلته تحاول الهرب إلى أوروبا في قارب صغير بدا في الصورة ميتا ولكن جسده سليم ويرقد كما لو كان نائما، مرتديا ملابسه في عناية تدل على اهتمام عائلته به قبل الرحلة.
أما فيديو عمران، فهو يظهره بعد أن تم حمله في الليل من المبنى المدمر، ووضعه في سيارة إسعاف، وكان يحدق في ذهول يمنعه حتى من البكاء، ثم يضع يديه على الجرح، وينظر الى الدماء في الذهول ذاته.

ربما التقط "مركز حلب الإعلامي" القريب من المعارضة والذي يضم صحفيين مدنيين، صور وفيديو عمران، ونشرها الاطباء في المستشفى التي تدعمه الجمعية الأميركية السورية.

الفيديو يظهر أيضا طفلين آخرين يتم إحضارهما الى سيارة الإسعاف، ثم بالغين أحدهما على نقالة مصابين، والآخر مغطى بالغبار ويبدو أنه عاجز عن السير. لقد كانت المستشفى مليئة بالضحايا، وتلقى الطفل علاج فتحة الراس التي أكد الأطباء أنها سطحية لن تؤثر على دماغه، وصور أخرى أظهرت عمران بعد علاجه.

حالة الفوضى في المستشفى منعت الأطباء من التعرف على والديه إن كانا حيين. فالأطباء يقولون أن حالة عمران ليست الوحيدة، فكثيرا ما لا يتعرفون على هوية الأطفال، لأنهم ينقلون بمفردهم، وأعداد الجرحى كثر حتى أن الأطباء يعالجونهم على الأرض، كما أن المستشفى يتم استهدافها في الحرب.
اليوم يحاول الصحفيون معرفة المزيد عن حالة عمران، ولكن الأطباء تجاوزوا حالته ويتعاملون مع قصف اليوم، وينشرون صورا جديدة، منها طفل فقد قدميه.

صورة أخرى نشرها الأطباء لطفل يدعى إبراهيم حيدي، يرقد على نقالة غارقا في دمائه ويحاول الأطباء مساعدته، وبعد دقائق أبلغ الأطباء عن موته، وهناك صورة جديدة له وعيناه مغلقتان، إلا أنه ليس من المحتمل انتشار هذه الصورة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصير رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصير رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصير رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي الطفل عمران دقنيش ابن الخمس سنوات يصير رمزًا لمعاناة حلب وعجز المجتمع الدولي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon