المنيا ـ جمال علم الدين
قطع أقباط العريش قطعها أقباط العريش الفارين من جحيم المتطرفين إلى مدينة ملوي جنوب محافظة المنيا ، نحو 595 كليو متر ، وهو ما استغرق ما يقرب من 10 ساعات ، حيث أنه الطريق الطويل المؤلم أرحم من رصاص متشددين يطرقون أبوابهم دون مقدمات.
وروى نشأت زكريا ،57 عامًا ، أحد النازحين إلى المنيا ساعات الرعب التي كان أحد شهود عيان عليها ، قائلًا "أعمل منذ شبابي في محافظة بورسعيد ، ومنذ 1986 توجهت إلى العريش في الوقت الذي كان ينادي فيه الرئيس محمد انور السادات بتعمير العريش ، تزوجت ورزقني الله بـ3 أبناء ، هم دينا في أولى تربية، وديفيد في أولى ثانوي ، والطفل الأصغر 4 أعوام .
وأضاف زكريا في تصريحات لـ"مصر اليوم" : "كنا نعيش طيله الأعوام الماضية في أمن واستقرار ومحبة وإخوه ، لم يكن هناك فرق بين مسلم وقبطي الجميع واحد لا فرق بينهم ، كنا نخرج ونعمل في أي وقت ، ولم يعرف الخوف مكانًا في قلوبنا أيام بنترحم عليها دلوقت".
وأكد زكريا أن العريش امتلئت بالغرباء عقب اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني ، ولم يتعرف أحد على هويتم، وطوال الستة أعوام التي أعقبت الثورة شعر أهل المدينة بالخوف الشديد ، حيث طلقات الرصاص تسمع يوميًا ، الغاز المسيل للدموع اعتادت إليه إنوفنا ، إلى أن تطور الأمر وأصبح أصوات الانفجارات تسمع يوميًا.
وأضاف جماعات غريبة كانت تأتي إلى منازل مجاوره وقت فترة الحظر يتهامسون بأصوات منخفضة لم نعلم من هما، منذ بداية العام 2013 .
وقال نشأت إن وعود وزيرة التضامن الاجتماعي وهمية، لا تتخطى كونها "شو إعلامي" ، حيث لم توفر لأقباط العريش شيئ يذكر إلى الآن.
والتقطت ميرفت نصيف ، زوجة نشأت ، ويظهر من ملامحها أنها ثلاثينية، أطراف الحديث قائلة إن تهديد الأقباط كان بشكل علني في الشوارع من قبل أناس غرباء ، وكانت رسالتهم المستمرة "هنولع فيكم ، مصر دولة إسلامية ، وأنتم غرباء".
وأوضحت "عشت في العريش ما يقرب من 20 عامًا كانت 15 منهم كانت المدينة قطعة من أوروبا، أم الخمسة أعوام الأخيرة فكانت جحيم".
وتروي ميرفت رحله هروبهم من العريش قائله "قررنا الهروب في تمام الساعه الخامسه صباحًا ، حيث جمعنا ما يلزمنا في السفر، وأغلقنا الشقة بالأبواب الحديدية، وتوجهت إلى شقة جارتي المسلمة واعطيتها مفتاح الشقة وهي كانت تعلم تماما أننا لم نتملك في الوقت الحالي أي مبالغ مالية تكفينا في رحله عودتنا إلى المنيا فوجئنا بأنها تعطينا مبلغًا يساعدنا في رحلتنا كان هذا الموقف صعب للغايه علينا فنحن مسلمون وأقباط جمعت بيننا المحبة ولكن تلك الجماعات المتطرفة لم تعرف المحبة قلوبهم".
وأشارت ميرفت إلى أنهم توجهوا من العريش إلى الإسماعيلية، بسيارة أجرة، لكن نزل الشباب في الإسماعيلية كانت مزدحمة للغاية وحمامات مشتركه ومعيشه صعبة نظرًا لكثرة أعداد النازحين، ومن ثم اتخذوا قرارهم بالتوجه إلى القاهرة ومنها إلى المنيا، وفي مدينة ملوي جنوب محافظة عروس الصعيد تشتت الأسرة ، فالزوج ذهب إلى منزل شقيقته ، والزوجة إلى منزل والدها ، وابنتيها إلى منزل خالتهما ، ومازال حلم العودة إلى العريش حاضر.
أرسل تعليقك