نيودلهي ـ عدنان الشامي
أثبت فيكرام أجنيهوتري، فقد ذراعيه في السابعة من عمره، يستخدم أنفه وقدمه في لعب التنس والسباحة وقيادة السيارة أنّ الإعاقة ليست ما يقف في طريقنا إلى الحياة والاستمتاع بها. ويبلغ من العمر 45 عامًا من مدينة "إندو" في الهند، يجيد السباحة ويذهب لصالة الألعاب الرياضية كل صباح، ويلعب كذلك التنس باستخدام أكتافه. وفقد فيكرام أجنيهوتري ذراعيه عندما أمسك بسلك كهرباء عالي الجهد بالخطأ، ولكنه لا يرى أن إعاقته عائقة له من الاستمتاع بالحياة بل "هبة من عند الله".
وذكر فيكرام أجنيهوتري أن كل أصدقائه لهم ميول رياضية، وهو أيضًا يود مشاركتهم في ذلك لكن الأمر يبدو صعبًا للغاية إن لم يكن مستحيلًا. ولكنّه تعلّم بعض الأمور الضرورية كحلاقة الذقن بقدمه والتعامل مع هاتفه بأنفه. وتدريجيا أخذ العزم على نفسه بالبدأ بلعب التنس والسباحة لكي يستطع بذلك مرافقة أصدقائه في هذه الرياضات. وأشار إلى أن هناك الكثير من الأشياء التي لا يستطيع القيام بها، ولكن يركز على الأشياء التي يقوم بها وهي كثيرة جدا، وتابع القول متعجبًا لما الانشغال بالتركيز في الأشياء التي لا يستطيع القيام بها.
وأضاف أن الأمر في البداية كان شديد الإحراج لكنه بعد ذلك اعتبر أن ما لديه هبة من الله، وأن أصدقائه لم يجعلوه يشعر بالعجز إطلاقا. "ففي اللحظة التي تتقبل فيها الظروف المحيطة بك تكون هي اللحظة التي ترضى بها عن ذاتك لتشعر بعد ذلك أن كل شيء أصبح صغيرًا وتافهًا في نظرك. ولفت إلى أنه تعلم أشياء جديدة في حياته بعد الحادثة كالسباحة التي أعطته هدفًا مقنعًا فى حياته، فكان يمارس كافة الأنشطة مثله مثل أي طفل آخر.
وأثناء قيادة أجنيهوتري سيارته على الطريق ينبهر المارة بمهارته، فأسلوبه غير المألوف في قيادة السيارات بقدمه يثير أعجابهم، ويتابع بأنه لطالما رغب في القيادة شأنه شأن الشخص العادي، حيث قابلته الكثير من العقبات في البداية لكنه أصبح الآن يقود سيارته كما يقود الناس سياراتهم. ويعقب قائلًا "إن من حسن الحظ أن له أصدقاء أوفياء، يشجعونه دومًا، كما أنه مدين لهم بالكثير من الامتنان.
ويحظى أجنيهوتري بتشجيع كبير مما دفعه لإنشاء منظمة غير ربحية تحت اسم "الفائزون في الحياة"، حيث تنظم هذه المنظمة برامج تدريبية محفزة ومحاضرات لذوي الاحتياجات الخاصة. ويدير هذه المنظمة منذ ثلاث سنوات ويقول إنه يقوم بالشيء الذي خلق من أجله، وهذا ما يمنحه الكثير من الرضى والاطمئنان. يشار إلى أن فيكرام أجنيهوتري كان طفلا نشيطا قبل الحادث الذي رفض أن ينال منه، واستمر في نشاطه.
أرسل تعليقك