توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ديفيد كازاليت يقدم عرضًا موسيقيًا رائعًا يوضح مأساة السوريين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ديفيد كازاليت يقدم عرضًا موسيقيًا رائعًا يوضح مأساة السوريين

معاناة الأسر السورية
دمشق ـ نور الخوام

يعرض القداس الذي صممه ديفيد كازاليت، عرضًا موسيقيًا راقصًا، يتناول قصص السوريين لالتقاط فظائع حلب، وإثبات أن الأمل لا يموت. وفي الصيف الماضي، كان ديفيد كازاليت مشغولا بإدارة شركة الأمن المعلوماتي التي أنشأها منذ 18 عاما، ولكنه وجد نفسه مشغولا على نحو متزايد بالأخبار الآتية من سورية، فكانت نشرة العاشرة مساء يملؤها شعور بالانزعاج مع تصاعد الفزع، فيقول "كان يسيطرعليّ شعور بالرعب لرؤية المستشفيات التي يتم قصفها والأطفال الذين يقتلون، ثم رؤيتهم يدرجون في جدول نشرة الأخبار، كان لدي شعور بالعجز التام ".

وعلى الأغلب كان لدى معظم الناس مشاعر مماثلة بالعجز عند مشاهدة اللقطات الكارثية من مناطق الحرب، ولكن كان رد فعل كازاليت غير معتادا، إذ قرر أن يجلس ويؤلف قداس، آملا في جمع الأموال للجمعيات الخيرية السورية من عائد العروض، ويقول عن القداس "لم أستطع الاستمرار في مشاهدة التيلفيزيون ورؤية ما يحدث في حلب، فكرت أنني أستطيع أن أفعل شيئا من خلال الموسيقى والرقص، كنت أذهبت للفراش يوميا في العاشرة مساء، وأستيقظ الرابعة فجرا وأكتب لمدة ثلاث ساعات".

ديفيد كازاليت يقدم عرضًا موسيقيًا رائعًا يوضح مأساة السوريين

وبعد مرورعام أصبح عرض قداس من أجل حلب صورة قوية ومتحركة، عُرض لأول مرة في مسرح "سادلر ويلز" بلندن في شهر نيسان/أبريل، وجمع على80,000 جنيه استرليني، ومعظمها سيستخدم لتدريب المعلمين في سورية، وقد باع كازاليت شركته، ويخطط الآن لنقل إنتاجه الفني إلى الشرق الأوسط والولايات المتحدة وكندا، ويصف هذا العرض بأنه "مرثية شخصية للأبرياء المحاطين بالرعب"، يُعرض القداس في ادنبره هذا الأسبوع، بعد أن رُشح لجائزة منظمة العفو الدولية لحرية التعبير.

ويعكس العرض التراث الثقافي المتنوع في حلب، فالموسيقى تجمع بين الأثر العربي والمسيحي والبربري واليهودي، وأيضا يشمل العرض كلمات جماعية من القداس المسيحي ممتزجة بموسيقى الكورال وكذلك الشعر العربي القديم، ويغنيها بروعة جوليانا يزبك وعبد السلام خير، ويتخلل العمل أصوات سكان حلب يصفون القتال وهروبهم من الأزمة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في عصرنا.

ويصور كازاليت الأمر كما لو كان سهلا أن يوفق بين إدارة شركته وتأليف هذه القطعة، فيقول "إن أفضل وقت للتفكير في الموسيقى هوالرابعة فجرا في فصلي الصيف والربيع"، ويضيف أنه على الرغم من أنها كانت خطوة كبيرة بعيدا عن حياته المهنية، إلا إنه كان دائما مهتما بالموسيقى ويعزف الجيتار ولديه مهنة جانبية في كتابة الأغاني والغناء، وفي عام 2014، أصدر أول ألبوم له، تحت اسم "كاز بينيديكت"، وهو ألف معظم الموسيقى للقداس على جيتاره، في حين ساعده الموسيقار "راسموس أندرسن" في تسجيل العمل.

وانضم جاسون مابانا، وهو خريج حديث من معهد رامبرت، للعرض لتصميم قطعة من الرقص المعاصر من شأنها استحضار المعاناة الإنسانية الهائلة لسكان سوريا والفوضى الناتجة عن الحرب. خُصصت الرعاية المقدمة من مؤسسة "لينبوري" ومؤسسة "سعيد" لتمويل أجور الراقصين وتكاليف الإنتاج، مما يعني أن أموال التذاكر ستوجه مباشرة إلى الإغاثة السورية. وعُين فريق الراقصين المكون من 12 شخصًا (ثماني نساء وأربعة رجال) من جميع أنحاء العالم، وأداءهم المميز يجعل ذلك العرض ذائع الصيت ذا تأثير قوي.

وطوال مدة العرض، يتناوب الراقصون الأدوار في الجري بالمشهد، أحيانا في مركز المسرح، وأحيانا على الحافة، في محاولة يائسة للفرار من كارثة غير مرئية، إنه مشهد قوي ومثير للمشاعر حين يصبح المؤديون أكثر إرهاقا ويأسا، ولكن يواصلون الكفاح للاستمرار وإيجاد الأمان، هذا يجعلها قطعة صعبة للراقصين، الذين يكونون على خشبة المسرح معظم الوقت.

ويقول كازاليت "إن الجري ينقل صورة قوية، إنه أمر مستمر، فهو يشير إلى النضال، والحاجة إلى الهرب، ولكن الأداء مرهق، بسبب قوة الرقصة بالإضافة لإدراك الراقصين أنهم يمثلون شيئا ذا ثقل عاطفي هائل". وكان كازاليت، الذي لم يسبق له الذهاب إلى حلب، قلقا بشأن كيفية استجابة العدد الكبير من السوريين الذين حضروا العرض في لندن، فيقول "كنت أشعر بالتوتر الشديد أن العرض سيفشل تماما مع الناس الذين عانوا من آلام كبيرة في الحرب، كنت قلقا من أنهم قد يسألون من أنا، هذا الذي لم يذهب أبدا إلى سورية، وكيف يكون لي أن آخذ ماضيهم القريب وأصنع عرضا بناء عليه، ولكنها كانت إيجابية بشكل لا يصدق، سمح العرض لنا أن نعطيهم صوتا، وشعروا أن جزء من قصتهم قد سمع ".

 وأجرى كازاليت مع الكاتب "بن فاسيني"، مقابلات مع ١٠ أشخاص يتحدثون عن حياتهم وهروبهم، فيقول "بينهم صغار وكبار"، سجلت بعض المقابلات رسميا باستخدام ميكروفونات في لندن، وبعضهم عبر الهاتف المحمول، أو التحدث عبر واتساب من تركيا"، ويؤكد أن إجراء المقابلات كان صعبا، ولكن "مهمة تحريرهم بدت أكثر صعوبة، حيث أن هذه الروايات المتعلقة بالنجاة والحزن والفرح في الماضي تأتي مع مسؤولية مباشرة. إذ يتحدثون عن أرواح مفقودة، ومعاناة، ومدينة كانت مزدهرة ولم تعد موجودة، ولكن أكثر من ذلك فإنها تحمل رسالة ضمنية: لا ينبغي لأحد أن يعتبر منزله أو بلده أمرا مفروغا منه، ولا ينبغي لأحد أن يفترض أن البشرية قادرة على مقاومة العنف ".

سمعنا من "هيا تاتو"، وهي طالبة تبلغ من العمر 20 عاما تدرس في بريطانيا، وتأمل أن تتدرب لتكون طبيبة وتعود إلى ديارها "الآن بعد أن هربنا من سورية، في كل مرة نأكل اللحوم والدجاج وأي شيء، نشعر بالذنب، لأن عائلتنا وجميع أولئك الذين لا يستطيعون الهرب لا يمكنهم الاستمتاع، حتى عندما تشعر بالسعادة تشعر بالذنب ".

 ويخبرنا اللاجئ، شديد التوتر لدرجة عدم ذكر إسمه، أنه يتوق إلى العودة إلى دياره للنظر مرة أخرى إلى قلعة حلب، يقول "أنا سوري. أريد فقط أن أعود إلى الوطن. أريد أن أعيش مع أفكاري الخاصة، ومع آرائي الخاصة. أريد أن أكون حرا في رؤية ما أريد، وفعل ما أريد، مثلك تماما ".

 وفر أحمد الرشيد، وهو طالب أدب إنجليزي في حلب، في ذروة الحرب الأهلية ويدرس الآن العنف والصراع والتنمية في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، ويقول "إذا كنت تعيش في حلب، لوجدت الحياة ليست مختلفة عن لندن. كنت أدرس في الجامعة، وكان الناس يهتمون بأعمالهم اليومية في الدراسة والعمل، ولكن بعد ذلك تستيقظ لتجد أن الشخص الذي يعيش إلى جانبك قد قتل على يد قناص، أو المدرسة المجاورة قد دمرت تماما ".

ولكنه يحاول إضافة ملاحظة إيجابية، فيقول "إن رؤية كل هذه الدماء، ورؤية كل هذا القتل والوحشية، لم يجعلوني أكره البشرية. هناك كثير من الناس الذين فعلوا أشياء رهيبة حقا - قتلوا الناس، وقطعوا رؤوس الناس، وأحرقوا أشخاص على قيد الحياة، ولكن لا يزال لا يمكنني أن أكره الناس، إذا ركزنا على سرد الكراهية والخوف، فإن إراقة الدماء هذه لن تتوقف أبدا. نحن بحاجة إلى التركيز على الإنسانية، والأمل في أن الأمور ستتحسن.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديفيد كازاليت يقدم عرضًا موسيقيًا رائعًا يوضح مأساة السوريين ديفيد كازاليت يقدم عرضًا موسيقيًا رائعًا يوضح مأساة السوريين



GMT 03:50 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أمهات يكشفن قائمة سلوكيات لا يمكن مسامحة أطفالهن فيها

GMT 04:53 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حقيقة غياب تحزيرات عن قادة المخابرات بشأن سلمان عبادي

GMT 08:07 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجان باكستانيان متشددان يتنكران وسط المجتمع البريطاني

GMT 22:13 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تقتل 7 فلسطينيين أثناء تدمير أحد الأنفاق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديفيد كازاليت يقدم عرضًا موسيقيًا رائعًا يوضح مأساة السوريين ديفيد كازاليت يقدم عرضًا موسيقيًا رائعًا يوضح مأساة السوريين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon