ربط ناشطون سوريون بين الهجوم على مكتب المخابرات الاردنية في مخيم البقعة أمس الاثنين، والذي قتل فيه عدد من ضباط المخابرات الاردنية، وبين تورط أحد عملاء المخابرات الاردنية المدعو معتز السخنة باغتيال قيادات جبهه "النصرة" و حركة "أحرار الشام " في مدينة إدلب وريفها، إما عبر الإبلاغ عن مواقع إجتماعاتهم أو تفخيخ سياراتهم، بالإضافة الى قتل عدد من مسؤولي التفخيخ.
وأشار هؤلاء الى أن عملية "مخيم البقعة" قد تكون إنتقام جبهه "النصرة" من المخابرات الاردنية لما حدث في مدينة إدلب من عمليات إغتيال، حيث نقل مصدر مطلع لدى جبهه "النصرة" قول قيادتها إن الخيانة التي تعرضت لها الجبهه لن تمر مرور الكرام، وأن كثيرًا من الدماء ستسفك إنتقاما للقياديين الشهداء .
وافاد مصدر خاص أن معتز السخنة عميل المخابرات الاردنية الذي أشرف على العديد من الدورات لأمنين في جبهة "النصرة"، تم اكتشاف تورطه وخيانته قبل أيام (لم تحدد الفترة ) لكنه تمكن من الهرب إلى تركيا..
وأشار المصدر الى أن قضية السخنة الملقب بـ"البصاص" قد تكون أحد أهم المفاتيح لكشف المسبب بالاغتيالات الكثيرة التي تعرضت لها حركة "أحرار الشام" و جبهه "النصرة" في ادلب وريفها واستهدفت القياديين و كوادر التصنيع في الحركة..لاسيما أن عمليات الإغتيال نفذت باحترافية عالية تحمل بصمة استخبارات واضحة.
وأفادت مصادر مقربة من جبهه "النصرة" عن فرار قيادي أمني في الجبهة وتسليم نفسه الى حرس الحدود التركي، ثم أدلى باعترافات خطيرة حول إرتباطه بجهاز المخابرات الأردنية منذ أكثر من 15 سنة و عن نشاطاته في سورية خلال السنوات الخمس الماضية .
وأكد المصدر أن القيادي المدعو معتز السخنة ، أردني الجنسي وابن ضابط طيار أردني وكان يعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة ( لم يتم ذكر نوع المهمة التي كانت موكلة إليه ) قبل أن يتم إستدعاؤه إلى سورية و إدخاله إلى سجن صيدنايا في ريف دمشق الذي كان يعج بالمعتقلين من التيارات الإسلامية، حيث ادعى "السخنة" ارتباطه الوثيق بقيادة "تنظيم القاعدة" ووطد علاقته بمعظم المعتقلين الإسلاميين و حصل على ثقتهم .
خرج السخنة من السجن عام 2012 (بعفو رئاسي شمل معظم المعتقلين الإسلاميين ) وتوجه من دمشق إلى تركيا، ثم عاود الدخول إلى الشمال السوري، وانضم إلى جبهة النصرة في شهر 11 من عام 2013 مستفيدا من علاقاته السابقة بمعتقلي "سجن صيدنايا " .
ويذكر هنا أن إعتقال اي شخص في سجن صيدنايا بغضِّ النظر عن التهمة الموجهه اليه يعتبر بمثابة شهادة "حسن سلوك " لدى التنظيمات الإسلامية في سورية و خاصة "جبهه النصرة"
وعمل "السخنة " في قطاع الساحل، ثم أشرف على إجراء دورات تدريبية لأمنيي النصرة" وانتقل الى مدينة إدلب بعد أن حررتها "جبهه النصرة و حركة أحرار الشام ".
وفي هذه الفترة اصبح "السخنة" يعرف معظم قيادي الجبهه و حركة احرار الشام و يعرف تحركاتهم وأوقات إجتماعاتهم . وأشار المصدر إلى أن جبهة النصرة لاحقت السخنة مؤخرا بتهم تتعلق بالفساد المالي ثم تطورت التحقيقات و تأكد تورطه بتفجيرات وتمت ملاحقته لكنه نجح بالفرار و لجأ إلى تركيا .
ونقل المصدر عن بعض عناصر "جبهه النصرة" أن شكوكا قد تأكدت حول مسؤولية "السخنة" عن التفجير الذي أباد قيادات الحركة الإسلامية في سورية (تفجير المقر صفر ) بتاريخ 9-9 -2014 في بلدة "رام حارم" في ريف إدلب
وكان يفترض أن يحضر الإجتماع أمير جبهه النصرة "أبو محمد الجولاني " و قتل في العملية حسان عبود "أبو عبد الله الحموي" أمير"حركة أحرار الشام الإسلامية" ومعه عدد من قيادات الصف الأول وهم: أبو يزن الشامي، أبو طلحة المخزومي، أبو عبد الملك الشرعي، أبو أيمن رام حمدان القائد العسكري، محي الدين الشامي نائب حسن عبود و قياديون آخرون .
وتعد عملية "المقر صفر" من أعقد عمليات الإغتيال كون الإجتماع كان في مكان محصن تحت الأرض وتمت العملية بالغاز السام .
كما تم تحميل "السخنة" المسؤولية عن مقتل القائد العسكري العام لجبهه النصرة ، أبو همام الشامي، وثلاثة أعضاء من مجلس الشورى، هم: أبو مصعب الفلسطيني وأبو عمر الكردي وأبو البراء الأنصاري، نتيجة انفجار في مقر لهم في قرية طعوم بريف إدلب.حيث نجا "ابو محمد الجولاني" بأعجوبة بعد مغادرته الإجتماع قبل انتهائه .
و عملية إغتيال قيادات جبهه النصرة في مطار أبو الظهور التي قتل فيخا "أمير البادية" أبو هاجر الأردني و "أمير مطار أبو الظهور" أبو أسامة و"الإداري العام" أبو النصر تلمنس أبو تراب الحموي.
فضلا عن سلسلة إغتيالات جرت خلال العامين الماضيين لقادة في جبهه النصرة و حركة أحرار الشام وكان آخرها مقتل عدد من مسؤولي التفخيخ في حركة احرار الشام في ريف إدلب ..والغارات المركزة التي نفذها (طيران مجهول) على مدينة إدلب الأسبوع الماضي وتستهدفت مقر قيادة للحركة و لجبهه النصرة في مبنى المشفى الوطني .
وبين المصدر أن هذه القضية ليست الأولى من نوعها حيث تم اعتقال عميل أردني في صفوف جبهة النصرة في محافظة درعا قبل عدة أشهر.
الجدير بالذكر أن جبهة النصرة تضم في صفوفها أكثر من 10 قياديين يحملون الجنسية الأردنية، 3 منهم ضباط سابقون في الاستخبارات الأردنية.
وكان قد قتل 5 عناصر من المخابرات الأردنية العامة،اليوم الاثنين، في هجوم استهدف مكتبا أمنيا في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين، الواقع على الطريق الدولي الذي يربط بين العاصمة عمان والشمال الأردني وصولا إلى سوريا.
أرسل تعليقك