توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقارير ترصد مذابح الأرمن على أيدي الاتراك في أوروبا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تقارير ترصد مذابح الأرمن على أيدي الاتراك في أوروبا

مذابح الأرمن على أيدي الاتراك
لندن- ماريا طبراني

نشر الكاتب البريطاني الشهير، روبرت فيسك، مقالته في صحيفة الإندبندنت البريطانية والتي تتحدث عن أوجه التشابه بين ما تتعرض له الأقليات في الشرق الأوسط، وما تعرض له الأرمن واليهود في القرن الماضي، وقال "كيف تنظم إبادة جماعية، كما فعلت تركيا في أرمنيا منذ نحو قرن مضى، وكذلك النازية في أوروبا في أربعينات القرن الماضي، أو في الشرق الأوسط، اليوم؟، فقد ركز تحقيقًا ملحوظ قام به شاب من جامعة هارفرد، على ذبح الأرمن في أحد المدن التركية العثمانية قبل 103 سنة، وأشار إلى أن الإجابة بسيطة، فلتنظيم المذبحة يجب على الحكومة المنفذة لها أن تحظى بدعم محلي في كل فرع من فروع المجتمع المحترم، حيث مسؤولي الضرائب، والقضاة، وضباط الشرطة الصغار، ورجال الدين، والمحامون، والمصرفيون، وكذلك الدول جيران الضحايا."

وأضاف" أظهرت ورقة البحث الخاصة بالطالب أوميت كورت، والمتعلقة بذبح أرمن منطقة عنتاب في جنوب تركيا في 1915، أنه تم نزع ملكيات الأرمن واغتصابهم، وقتل نحو 20 ألف منهم، وهذا العديد بجانب المليون ونصف أرمني مسيحي ذبحهم الأتراك العثمانيين."، مشيرًا "ولا يقتصر الأمر على تفاصيل سلسلة عمليات الترحيل التي تم إعدادها بعناية في عنتاب، وهؤلاء المثيرين للشفقة الذين تم إنقاذهم بشكل مؤقت، حيث تتشابه تلك القصة مع العديد من القصص مثل اليهود في أوروبا الشرقية."

وأوضح "هكذا استولى الجناة المحليون على المزارع وبساتين الفستق، وحدائق زهور الأوركيد، ومزارع العنب والمقاهي والمتاجر وطواحين الهواء، وممتلكات الكنيسة والمدارس والمكتبات، وأُطلق على ذلك اسم المصادرات أو الاستملاك، ولكن كما يشير كورت، ضمت دائرة الأرباح أنُاس كثيرون وهم متواطئون."

الحكومات تُرضي الشعب لمساعدتها في التخلص من الأقليات:

ويلفت "ولد كورت في مدينة غازي عنتاب في تركيا، وهي في الأصل مدينة عنتاب، وهو من الأكراد العرب، ولكن أطروحته الجديدة المكونة من 21 صفحة أكثر إثارة للرعب، رغم أنه هو لا يرسم خطوط متوازية متشابهة بين الهولوكوست الأرمني، وهي الكلمة التي يستخدمها الإسرائيليين أنفسهم لوصف ما حدث للأرمن، وبين الهولوكست التي تعرض لها اليهود، أو عمليات الإبادة الجماعية في الشرق الأوسط الحديث، ولكن في الحقيقة لا يستطيع أحد قراءة بحث كورت دون تذكر جيوش الأشباح التي سرقت التاريخ، والمتعاونين مع النازيين لاحتلال فرنسا، وتعاون البولندين مع النازيين في وارسو وكراكو، وعشرات الآلاف من المدنيين المسلمين السنة الذي سمحوا لتنظيم داعش باستعباد النساء اليزيديات وقتل مسيحي محافظة نينوي، هؤلاء هم أيضًا ضحايا، وجدوا أنفسهم محرومين من جيرانهم، نُهبت منازله، وبيعت ممتلكاتهم من قبل المسؤولين الذين كان يجب عليهم حميتهم حين يواجهون عملية الإبادة."

أضاف "واحدة من أقوى حجج كورت هي أن الحكومة المركزية لا يمكنها النجاح في إبادة أقلية من شعبها دون علم مواطنيها، حيث احتاج الأتراك إلى مسلمي عنتاب؛ لينفذوا أوامر الترحيل في عام 1915، وحصلوا على مكافآت في شكل ممتلكات الأشخاص الذين يساعدون في التخلص منهم، تمامًا مثلما يحتاج السكان المحليون إلى السلطة المركزية لإضفاء الشرعية على ما نسميه اليوم بجرائم الحرب."

ويشير" يُعتبر كورت أحد الأكاديمين القلائل الذين يدركون القوة الاقتصادية المتزايدة للأرمن العثمانيين في العقود التي سبقت الإبادة الجماعية، حيث قال إن حسد المسلمين واستيائهم من القوة الاقتصادية للأرمن لعب دورًا محوريًا في تضيق الخناق عليهم، وهي نفس الطعنة التي وجهها مساعدو هتلر ضد الشيوعيين واليهود في جمهورية فايمار، وفي الشرق الأوسط اليوم يوصف المسيحيين بأنهم كفار أو صليبيون ومؤيدون للغرب."

الأرمن أول من عرضوا لمذبحة:

وقال "سيكون قلبك حجرًا إذا لم يتحرك حين تسمع قصص الأرمن وما حدث لهم في ربيع عام 1915، وعلى الرغم من مضايقة منظمة "تيسكلتي ماهسوسا" وهي منظمة خاصة لقتلهم، وهي الأقرب إلى المنظمة النازية "أينساتس غروبين" والتي ظهرت في الأربعينات، وفكرة الاعتقال المؤقت، كان أرمن عنتاب أول من تعرضوا للاعتقالات في البداية وتركوا وحيدين، وتمامًا مثل يهود أوروبا لم يصدق الأرمن مصيرهم المحتمل، فقد دُفنت رؤوس العديد منهم في الرمال كالنعام، ورغم ذلك حاولوا إقناع أنفسهم بأنه لن يحدث أسوأ من ذلك."

وأضاف" عارض عدد قليل من الأتراك الشجعان ما يحدث للأرمن، مثل شجعان بولندا وألمانيا، حيث رفض جلال بيك، حاكم حلب، والتي تقع على بعد 61 ميلًا من عنتاب، ترحيل الأرمن، ولذلك طُرد من منصبه، وفي 30 يوليو/ تموز، أُمُرت 50 عائلة أرمنية بالمغادرة خلال 24 ساعة، في البداية تم ترحيل المسيحيين الأرثوذكوس فقط، تاركين كل ممتلكاتهم القيمة ورائهم، ويتذكر أحد الناجين أن الأتراك كانوا يغنون في منازل الأرمن، وبعد أسبوع تم ترحيل 50 عائلة أخرى، وهاجمتهم العصابات والمليشيات التابعين لمدير البنك الزراعي، وداخل عنتاب تم اغتصاب النساء وإرسالهن إلى ما يسمى "بالحريم" في القصر العثماني، وألقى أحد المسؤولين بستة أطفال أرمن من فوق الجبل."

وأوضح "نتيجة لما فعله في الأرمن، تمت ترقية قائد شرطة عنتاب، وفيما يسمى بلجان الترحيل، والتي كانت تقرر مصير الأرمن، شارك بها عضو في البرلمان وشقيقه ومجموعة متنوعة من المسؤولين المحليين، والقضاة وغيرهم، ومن بين 32 ألف أرمني، لقى 20 ألف مصرعهم في عنتاب، بتورط هؤلاء المسؤولين."

التشابه كبير بين العثمانيين والنازيين:

ولفت" ولكن الحقيقة أن الأشباح ما تزال على قيد الحياة، بالصدفة هذا الأسبوع، كنت على وشك الانتهاء من قصة مارتن وينستون المثيرة للصدمة والمتعلقة بالحكم النازي في احتلال الحكومة العامة في بولندا، واكتشفت أن اليهود والبولنديون في وارسو وكراكوف غالبًا ما مروا بنفس عملية عنتاب، والتعاون من أجل إبادتهم، ويرجع سبب أن الحكومة البولندية الحالية تهدد بمعاقبة أي شخص يتحدث عن التعاون البولندي مع النازيين، هو أن معظم البولنديين تصرفوا بشجاعة وكرامة وبطولة، وكذلك أقلية من غير اليهود، ولكن الحقيقة أن الشرطة البولندية سرقت الفلاحين في منطقة لوبلين، وضربتهم حتى الموت."

هذا ما يحدث في الشرق الأوسط:

وأكد" واليوم في الشرق الأوسط، نعرف جميعًا هذا النمط المألوف من النذالة المحلية الذي تحول ضد الجيران، حيث الفتيات المسيحيات في نينوي، والعائلات اليزيدية، ومنازلهم التي نهبتها المليشيات المسلمة السنية، وحين فر تنظيم داعش من بلدة حفتر شرق حلب، وجدت وثائق لمحاكم داعش المحلية، يؤكدون فيها أن السوريون خانوا أبناء عمومتهم، أمام القضاة المصريين للمحاكم الإسلامية، حيث بحثوا عن العائد المالي، من خلال شجب أولئك الذين عاشوا بجانبهم لعقود، وفي البوسنة في التسعينات كما نعرف، ذبح الجيران الصرب مواطنيهم المسلمين، واغتصبوا نسائهم واستولوا على منازلهم."

ويختتم " لا، هذا الأمر ليس جديدًا، ولكننا ننساه كثيرًا، ففي عام 1940، طلبت الحكومة البريطانية من والدي أن يشهد ضد بعض الأشخاص في ميدستون وكينت، بأنهم يتعاونون مع النازية بعد الغزو، ووضع أحد أفضل أصدقائه، وهو رجل أعمال محلي، على قائمة أولئك المساعدون للألمان، ويبدو أن التطهير العرقي والإبادة الجماعية والفظائع الطائفية يمكن أن تتوجه من القسطنطينية أو برلين أو بلغراد أو الموصل، ولكن مجرمي الحرب يحتاجون لشعوبهم؛ ليكملوا مشروعاتهم أو باستخدام التعبير الألماني، للمساعدة في إعطاء دفعة للعجلة."

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقارير ترصد مذابح الأرمن على أيدي الاتراك في أوروبا تقارير ترصد مذابح الأرمن على أيدي الاتراك في أوروبا



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقارير ترصد مذابح الأرمن على أيدي الاتراك في أوروبا تقارير ترصد مذابح الأرمن على أيدي الاتراك في أوروبا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon